مع الحدث - القمة الاقتصادية العربية وتكريس الانقسامات - الجزء الاول

الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

كيف يقرأ تكريس الانقسامات في القمة الاقتصادية العربية ببيروت؟ ما تأثير الضغوط الاميركية في نسبة تدني مشاركة الرؤساء والحضور؟ ماذا يعني تباين المواقف بين لبنان وغالبية ممثلي الدول حول سوريا؟ هل يتوقع لبنان الكثير من قرارات القمة الاقتصادية لمصلحته قياسا بسابقاتها؟

قال وزير الخارجية اللبنانية السابق عدنان منصور "ان لبنان يأمل في ان تحقق القمة الاقتصادية العربية انجازات يريدها لبنان وتتعلق به بجانب او بآخر".

وقلل الوزير اللبناني السابق من احتمالية وجود العزيمة لدى الدول العربية لانجاز ما تحدده البيانات والقرارات في القمم العربية، مشيرا الى ان التجارب التي مرت بها الأمة العربية والقمم العربية السياسية والاقتصادية لا تعطي الأمل الكافي لتحقيق التطلعات.

واوضح منصور انه جراء غياب الاردادة عن الساحة العربية، وعدم الجدية في التعاطي مع المسائل والقضايا القومية العربية لم يمكن ان نحقق ما نطمح اليه.

واضاف الوزير اللبناني السابق انه عندما تكون هناك دول عربية تخضع لمشيئة الاخرين في الخارج وتلبي رغباتهم، وبالذات دول الهيمنة والتسلط، لن تصل الامة العربية الى مبتغاها، وذلك لان دول الهيمنة والتسلط التي لها مصالح استراتيجية في منطقتنا لا تقبل ان يكون هناك تكامل اقتصادي بين الدول العربية او ان تنشئ علاقات اقتصادية قوية تنشأ بهذه الامة، موضحا ان دول الهيمنة والتسلط تريد ان تكون هذه المنطقة سوق استهلاكية لها، وتعمد الى ابعاد اي دولة عربية عن دولة اخرى عربية فيما اردات الدولتان ان تحققان التكامل والتنسيق الاقتصادي او العمل العربي المشترك.

واشار منصور الى انه منذ عام 1946 وحتى اليوم عقد 41 قمة عربية سياسية و3 مؤتمرات قمة اقتصادية، بدأت عام 2009 بالكويت على اساس ان هذه القمم تريد ان تعالج الامور المعيشية والحياتية المستقبلية للشعوب العربية، مضيفا انه "بعد مرور 74 سنة على انعقاد القمم العربية نرى الفقر والجوع والجهل والأمية والبطالة والتخلف، وليس هناك من دولة عربية واحدة تستطيع ان تباهي العالم بانها باتت في وضع اقتصادي وتنموي وزراعي متقدم بان تصبح نموذجا مثلما نرى نماذج اخرى في هذا العالم".

وقال وزير الخارجية اللبنانية السابق ان عدم دعوة سوريا لحضور مؤتمر القمة العربية الاقتصادية المنعقد في بيروت يعد خطأ كبير بالنسبة للعرب ككل، مشددا على ان العالم العربي بحاجة الى سوريا.

واكد منصور انه كان بامكان لبنان ان يدعو الجامعة العربية لاعادة عضوية سوريا اليها، كونه بالاساس لم يصوت ضد قرار تعليق عضوية سورية.

بدوره قال المستشار الرئاسي السابق في سوريا جورج جبور ان الدعوات الموجهة للدول التي ستحضر القمة تصدر عن جامعة الدول العربية وتصدر عن الدولة المضيفة بالتوافق، مشيرا الى انه حين لا تكون هناك عضوية لدولة من الدول العربية فمعنى ذلك ان تلك الدولة لن تدعى.

واضاف جبور انه كان يتوجب على كثر من العرب وأولهم الساسة اللبنانيون أن يبذلوا الجهود قبل فترة معقولة لكي لا يتم استبعاد القطر الذي تحيط اراضيه بلبنان، ولا اقتصاد له إلا ان يكون على علاقة حسنة مع جارته.

ولفت المتشار الرئاسي السابق انه كان من الممكن ان يتم اقرار اعادة سوريا، بدل ان ينتظر الى آذار، موضحا ان الحكومة السورية لم تصدر أي عتب على لبنان في هذا الشأن.

واشار جبور انه بالنسبة للسوريين فان جامعة الدول العربية سقطت في سلم القيم عندهم، حين اطيحت بعضويتها.

وشدد جبور ان زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى المنطقة قضت على القمة العربية، لافتا الى ان الامل العربي بعودة سوريا الى الجامعة العربية قضى عليه بومبيو وتصريح وزير خارجية مصر سامح شكري قبل القمة بايام عن شروط عودة سوريا.

ضيوف الحلقة:

وزير الخارجية اللبنانية السابق عدنان منصور

مستشار رئاسي سابق في سوريا جورج جبور