قبل الرحيل.. الجيش الأميركي يحاول محو أسراره على الارض السورية

قبل الرحيل.. الجيش الأميركي يحاول محو أسراره على الارض السورية
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩ - ٠٣:٥٩ بتوقيت غرينتش

فتحت طائرات حوامة أمريكية "أباتشي" رشاشاتها أمس الثلاثاء على أهداف لا زالت مجهولة حتى الآن عند المزارع الجنوبية الغربية لمدينة الرقة السورية.

العالم - الأميركيتان

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها المروحيات الأمريكية بعمليات غامضة مماثلة في مناطق الريف الغربي للجزيرة السورية.

فهذه المناطق، التي تسمى "شرق الفرات"، يفترض أنها تخضع لسيطرة كاملة من قبل القوات الأمريكية والفرنسية وأجهزتهما الأمنية، إلى جانب حلفاء آخرين من قوات احتلال تعمل ضمن ما يسمى "التحالف الدولي" غير الشرعي، بالإضافة إلى قوات "قسد" وأذرعتها الأمنية.

ومع ذلك، تبدو مناطق الريف الغربي للرقة أشبه بمسرح عمليات مستقل عن مجمل ما تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكي في أقصى شرق الفرات، حيث الجيب الداعشي قرب الحدود السورية العراقية.

و حسبما قالته مصادر أمنية بإن الطائرات لم تنفذ أي عملية إنزال، كما لم يعرف الأسباب الحقيقية لقيامها بفتح نيران رشاشاتها على تلك البقعة الزراعية حتى الآن.

وتواصل المروحيات الأمريكية بشكل مستمر القيام بعمليات من هذا النوع، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في هذا النوع من الأعمال.

نهاية الأسبوع الماضي، شهدت عملية إنزال جوي للقوات الخاصة الأمريكية في منطقة "السحل" بريف الرقة الجنوبي الغربي.

بنك معلومات الرقة

شهود عيان أكدوا أن قوة أمريكية نفذت عملية إنزال في البلدة التي تقع على طريق حلب، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن الرقة، وقامت باعتقال المدعو "عيسى الشواخ" واقتادوه إلى جهة مجهولة، والشواخ هذا هو إبن شقيق المدعو (أبو لقمان/ واسمه الحقيقي علي الشواخ) الذي كان يشغل منصب ما يسمى "والي الرقة" الذي عينه تنظيم "داعش" الإرهابي أثناء سيطرته على المدينة.

مصادر أهلية في "السحل" أوضحت أن عيسى الشواخ (ابن شقيق أبو لقمان) لم يكن مطلوبا سابقا، وكان الجميع يعلم أنه يقيم في البلدة منذ سيطرة القوات الأمريكية وحلفائها على مدينة الرقة ريفها.

المصادر رأت أن اعتقاله جاء على خلفية تشبيهه ببنك معلومات الرقة خلال فترة سيطرة "داعش" التكفيري، فهو خازن أسرار عمه (والي الرقة)، ولديه كم هائل وخطير من المعلومات حول علاقات التنظيم الإرهابي بما فيها الفصول المظلمة عن صفقة الرقة التي انتقلت خلالها المدينة من سيطرة"داعش" إلى القوات الأمريكية وحلفائها.

كما أنه عاصر فترة إعلان "داعش" تحوله من "الجيش الحر" إلى ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام"، وما قد ينطوي عليه ذلك من معلومات أخرى لها علاقة بالدول التي شاركت في دعم تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي داخل سوريا حين كان اسمه "الجيش الحر".. والجهات التي مدته بالسلاح والأموال وطرق إيصالها، والطرق التي حصل من خلالها على معلومات أمنية غاية في الدقة إضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي كانت تتدفق إليه بشكل مستمر عن مناطق سيطرة الجيش السوري في شرق البلاد، والتي ساهمت بشكل أساسي في دعم قدرته على احتلال مناطق من الصحراء السورية المتصلة بالحدود السورية العراقية وصولا إلى منطقة التنف.

قبل عملية إبن شقيق (والي الرقة)، وتحديدا في السابع من شباط/ فبراير الجاري، نفذت القوات الأمريكية إنزالا جويا آخر في بلدة "المنصورة" التي تبعد نحو 35 كيلومترا إلى الغرب من مدينة الرقة.

وبحسب مصادر أهلية في البلدة الواقعة على طريق الرقة — حلب، فقد تمت عملية الإنزال بالقرب من "المدرسة الداخلية النموذجية" جنوب البلدة و"مركز استلام الحبوب" عند طريق المنصورة — الرصافة.

المدرسة الابتدائية النموذجية التي تم الانزال قربها لا زالت تحوي حاليا نحو 200 جثة غالبيتهم الساحقة لأطفال ونساء كانوا قد لجؤوا إليها هربا من بلدات وقرى ريف الرقة الغربي، قبل أن تطالهم "مجزرة المنصورة" الشهيرة التي ارتكبتها طائرات "التحالف الأمريكي" عبر قصف عنيف ومتواصل لساعات استهدف المدرسة بقذائف شديدة التأثير، في سياق عمليات التمهيد الجوي تسهيلا لاقتحام مسلحي تنظيم "قسد" الكردي البلدة.

عملية الانزال في المنصورة نفذتها 4 طائرات أباتشي، وبحسب شهود عيان من البلدة، هبطت اثتنان منهما على الأرض وترجل من كل واحدة نحو 10 جنود، فيما بقيت الأخريين تحومان في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض.

وبحسب الأهالي، فإن عملية إنزال المنصورة هي الأخرى كانت بهدف اعتقال أحد قياديي "داعش" البارزين سابقا، وهو أيضا كان طليقا بعلم المخابرات الأمريكية، وبمعرفة "قوات أسايش" الذراع الأمنية لتنظيم "قسد" الموالي لها، لكنهم لم يعثروا عليه.