مأساة الرئيس بعد اعترافات محاميه السابق

مأساة الرئيس بعد اعترافات محاميه السابق
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

تبادل الاتهامات والشتائم لا يزال يتصدر ملف النزاع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومحاميه السابق مايكل كوهين. وفي آخر حلقة من مسلسل الشتائم، هاجم كوهين، موكله السابق ترامب ووصفه بأنه "عنصري" و"محتال" وذلك في شهادته أمام الكونغرس الأميركي. 

العالم-تقارير

وأعرب كوهين (52 عاما)، الذي حكم عليه بالسجن بعد إدانته بجرائم يتعلق بعضها بعمله مع ترامب، عن أسفه على ولائه السابق لترامب.

وقال أمام لجنة الإشراف والإصلاح بمجلس النواب الاميركي "أشعر بالخجل لأنني شاركت في التغطية على تصرفات ترامب غير المشروعة بدلا من الاستماع إلى ضميري".

وأضاف أن ترامب "عنصري، ومحتال ومخادع"، مؤكدا أنه سيقدم دليلا "دامغا" على مخالفات ترامب ومن بينها دفع مبالغ مالية لامرأتين قبيل انتخابات 2016.

ومثل كوهين (في وقت وصل تحقيق المدعي العام روبرت مولر حول العلاقة بين حملة ترامب الرئاسية وروسيا إلى خواتيمه) خلال جلستين هذا الأسبوع، أولها مغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الثلاثاء، تلتها جلسة متلفزة أمام لجنة الإشراف في مجلس النواب الأربعاء، ومن المقرر ان يمثل كوهين جلسة أخرى مغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب اليوم الخميس. ويمكن أن تتسبب هذه الجلسات في متاعب جديدة لترامب.

والعام الماضي أقر كوهين بذنبه بتهم لا علاقة لها بروسيا. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة التهرب الضريبي ومخالفة قانون الانتخابات، وسيودع السجن يوم 6 مايو/أيار المقبل.

من ناحية أخرى، وصف السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، الرئيس دونالد ترامب بأنه عنصري وكذاب.

وتأتي تصريحات ساندرز، السيناتور الديمقراطي والمرشح في الانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، تعليقا على شهادة كوهين، أمام لجنة المراقبة في الكونغرس الأمريكي، أمس الأربعاء.

وكتب المرشح الرئاسي الأمريكي على "تويتر": "شهادة مايكل كوهين، أمام لجنة المراقبة بمجلس النواب، تؤكد لنا ما كنا نعرفه بالفعل، وهو أن الرئيس كذاب وعنصري، ومن المرجح بصورة كبيرة أن يكون مجرما".

وشملت شهادة كوهين حديثه عن أن ترامب رجل خداع، وأنه طلب منه أن يدفع لنجمة أفلام إباحية كان على علاقة بها، وأن يكذب على زوجته حول هذا الموضوع.

وقال كوهين: "الكذب على السيدة الأولى هو واحد من أكبر أسباب ندمي".

ويتعاون كوهين في التحقيق الذي يجريه المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر في تواطؤ محتمل بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية عام 2016.

وكان الديمقراطيون في مجلس النواب أكدوا أنهم يعتزمون التحقيق في تعاملات ترامب مع كوهين، بعد أن نشر موقع باز فيد تقريرا أفاد بأن ترامب أمر كوهين بالكذب على الكونغرس، في مخالفة للقانون الأمريكي.

ونقل الموقع عن مسؤولين فدراليين مشاركين في تحقيق فتحه مكتب التحقيق الفدرالي FBI قولهما، إن ترامب وجّه بشكل شخصي محاميه السابق مايكل كوهين بـ"الكذب" على لجان الكونغرس حول مشروع برج ترامب في موسكو.

وقال المسؤولان، إن ترامب طلب من كوهين إجراء مفاوضات لبناء برج ترامب في موسكو إبان حملته الانتخابية، رغم تأكيده أنه لا يملك أي نشاط تجاري هناك، مشيرين إلى أن كوهين أكد لفريق المحقق الخاص روبرت مولر بأن ترامب أصدر الأمر بالكذب على الكونغرس.

وبالمقابل، اتهم الرئيس الأمريكي في نهاية قمة مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في هانوي، محاميه السابق مايكل كوهين بأنه "كذب كثيرا" خلال جلسة الاستماع له في الكونغرس.

وجدد ترامب تأكيده على أنه لم يحدث تواطؤ مع موسكو خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.

ومن هانوي شككت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في مصداقية كوهين، وقالت إن "المجرم المخزي مايكل كوهين سيذهب إلى السجن بسبب كذبه على الكونغرس وتقديمه إفادات كاذبة. للأسف فإنه سيمثل أمام الكونغرس هذا الأسبوع، ونتوقع المزيد من ذلك". وأضافت "من المضحك أن يصدق أحد الكاذب المدان كوهين".

وبحسب المحللين، فان كوهين يحاول كشف معلومات للمشرعين تثبت أن ترامب قد مارس سلوكًا إجراميًا أثناء وجوده في منصبه، وأدلى بتصريحات عنصرية واتخذ خطوات لتضخيم ثروته أو تحجيمها حسب أغراض تجارية. ولكي يكسب ثقة المشرعين والجمهور الأميركي يتوجب على كوهين تقديم أدلة إضافية تدعم شهادته مثل الشريط الذي كشفت عنه شبكة "سي أن أن" حول حديث دار بينه وبين ترامب عام 2016 بشأن دفع أموال إلى كارين ماكدوغال العارضة بمجلة "بلاي بوي" الاباحية.