مزاعم اللجنة الوزارية العربية بشأن طهران والرد الايراني المفحِم

 مزاعم اللجنة الوزارية العربية بشأن طهران والرد الايراني المفحِم
الجمعة ٠٨ مارس ٢٠١٩ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

بدأت، منذ الاربعاء، فى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية فى دورته العادية «151»، برئاسة الصومال خلفًا للسودان، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، وجددت مزاعمها الفارغة مرة اخری لايران واتهمتها بالتدخل السافر في الاقطار العربية، الامر الذي اثار رد الفعل الايراني علی لسان المتحدث باسم الخارجية.

العالم- تقارير

وضمت اللجنة الوزارية العربية الرباعية في عضويتها الإمارات (رئيسا) ومصر والسعودية والبحرين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وكانت القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن في مقدم الملفات التي بحثوها، كما عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي "لنفوذها" ومن ثم اتهامها بالتدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية.

يوم الأربعاء، عقد اجتماع بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة الإمارات وذلك على هامش أعمال الدورة العادية (151) لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية التى تنطلق فى وقت لاحق اليوم.

وأكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، أن الأوضاع العربية لازالت تواجه تحدياتٍ صعبة على مختلف الجبهات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ولا زالت بعض دولنا تعيش أزماتٍ ممتدة لها تبعاتٌ إنسانية وأمنية تتجاوز حدودها، وتُلقى بظلالها على الوضع العربي برمته.

ولفت أبو الغيط في كلمته خلال الاجتماع، إلى أن ثمة جهودا مخلصة لتسوية هذه الأزمات، وهناك اقتناع متزايد لدى مختلف الأطراف بأن الحلول العسكرية لن تحسم هذه النزاعات ذات الطبيعة الأهلية، وأن الحلول السياسية وحدها هي الكفيلة بتحقيق استقرار على المدى الطويل يحفظ للدول وحدتها واستقلالها. وأضاف أن هذه القمة، التى عُقدت للمرة الأولى، حققت نجاحاً في التقريب بين منطقتين مركزيتين في الجغرافية الاقتصادية والسياسية في عالم اليوم.

من جهته أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن مصر ستستمر، مع الدول العربية محاربة التطرف والإرهاب، في مواجهة لا هوادة فيها حتى دحر هذا الخطر تماماً ونهائياً من المنطقة.

وأكد أن المقاربة الشاملة فى تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، هي الآن أكثر إلحاحاً مما مضى وقال: "من البديهي، أن مثل هذه المقاربة الشاملة تستلزم بكل وضوح مواجهة حاسمة مع أى طرف، شقيق أو جار، يتورط في احتضان العناصر الإرهابية أو دعمها بأي شكل من الأشكال".

وادانت اللجنة في بيان عقب اجتماعها "استمرار التدخلات الإيرانية في الـشؤون الداخلية للدول العربية" حسب زعمها، کما جددت اتهاماتها للمسؤولين الإيرانيين وانتقدت ما زعمته بـ"تصريحاتهم الاستفزازية المستمرة" ضد الدول العربية.

وفي معرض الرد علی مزاعم الدول العربية الاربع بشان ايران اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان الدول الاربع الاعضاء في هذه اللجنة تعلم جيدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتأثر بمثل هذه الاجراءات العدائية، القائمة على الاوهام المزمنة وهي لن تغير سياستها المستقلة في معارضة العدوان على اليمن ومكافحة الارهاب وحضور القوات الاجنبية في الخليج الفارسي، بل تؤمن بالمقابل بضرورة ان تتحرك دول المنطقة في مسار ايجاد الامن القائم على التعاون الجماعي مع كافة دول المنطقة كما يتعين عليها ان تضع جانبا السياسات العدائية والحظر والحصار لاقصاء بلد ما من المعادلات الاقليمية والتطاول العسكري وان توظف نفقاتها لبناء الثقة وايجاد هيكلية اقليمية شاملة للتعاون بين جميع الدول بدلا من الممارسات غير البناءة.

وقال قاسمي ردا على بيان اللجنة الرباعية للجامعة العربية: ان البيان عديم القيمة وغير البناء للجنة الرباعية لن يجدي نفعا غير تكريس عدم الثقة وزيادة الهوة في العلاقات بين دول المنطقة وان الدول الاعضاء في هذه اللجنة تعلم جيدا ان هذا البيان لا يعكس وجهة نظر دول المنطقة کلها بل يجسد النظرة الخاصة لبعض البلدان فحسب.

وفي الختام اكد قاسمي ان هذه الدول لايمكنها من خلال اتخاذ مثل هذه السياسات ان تتنصل عن مسؤوليتها ازاء سياستها التخريبية في استمرار الازمات وجعلها استنزافية مثل ازمة اليمن والكارثة الانسانية فيها.

والحق ان الدين الاسلامي الحنيف دين عالمي يقوم علی احترام الانسان و الالتزام بحقوقه أيا کان؛ فلا مکان فيه للجنس والعِرق والتعصب القومي أو الديني و...الخ؛ من هنا فان ايران الاسلامية تبنت منذ انتصارالثورة الاسلامية وماتزال هذه الرؤية الکونية وظلت تسارع نحو مساعدة الانسان المظلوم أینما کان وأيا کان دينه وعرقه. فالترکيز علی العروبة المحضة، بمعزل عن الدين الحنيف، نزعة جاهلية وأموية فاسدة عفا عليها الزمن وانها لا تمتّ بصلة للدين الاسلامي وبالسياسات المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية. فمن الظلم والجور اذا ما صنفنا ايران في قائمة الدول المتدخلة في الشؤون العربية، لانها همُّها مدّ ید العون نحو المظلومين کافةً، عربا کانوا أو غير عرب، وقد اثبتت هذا للمرة الالف بدفاعها عن الشعب الفلسطيني واليمني والسوري والعراقي واللبناني و... .

ولا نظن ان الدول العربية الاربع، الراکنة الی الظالمين من اميرکا والصهاينة السفاحين والمغتصبين لحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم تکف في يوم من الايام عن توجيه التهم الی ايران الاسلامية، التي طالما عبّرت عن استعدادها للدفاع عن المظلومين وعن أية حکومة اسلامية تتعرض للعدوان، بما في ذلك خصمها اللدود في الايام الراهنة السعودية!

ليت قادة السعودية وبعض حلفائها من العرب ينتبهون ويتدارکون خطأهم التاريخي واللاانساني في الرکون الی العدو الاکبر للعالم الاسلامي "اسرائيل" واميرکا، بدل لجوئهم الی اختلاق الذرائع والمزاعم الفارغة التي لا تصب في مصلحتهم هم ولا في مصلحة العالم الاسلامي ولا الانسانية بمعناها العام.

د. نظري