ارهاب اميركي وحرب اقتصادية 

ما بين الحرب في سوريا والازمة في فنزويلا..

ما بين الحرب في سوريا والازمة في فنزويلا..
الخميس ٠٤ أبريل ٢٠١٩ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

تتشابه الساحات وتشتبك الملفات بين سوريا وفنزويلا، في ظل الصخب الاعلامي الامريكي الذي اعاد الذاكرة الى ما جرى في الحرب المفروضة على البلاد، ضمن سياق سياسية العالم المتغيرة بفعل نظام القوة الذي تفرضه الولايات المتحدة الامريكية، حيث تتسارع التطورات في البلدين، ما ينذر بفشل المشروع الامريكي في فنزويلا كما فشل في سوريا. 

العالم - قضية اليوم

التشابه الكبير في مقدمات الحرب المفروضة على سوريا، كان محور زيارة وزير الخارجية الفنزويلي الى دمشق، القادم لها من بيروت بعد جولة دولية، شملت عدة عواصم، حيث اكد خورخي أرياسا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، عقد في مبنى وزارة الخارجية السورية في دمشق، ان تجربة سوريا خلال أزمتها هي درس لفنزويلا حول "كيفية مواجهة المؤامرة". وعبر أرياسا عن اتفاقه مع المسؤوليين السوريين بأن هناك كثيرا من نقاط التشابه بين سوريا وفنزويلا، الوزير الفنزويلي شدد على أنه " عندما يتحقق النصر النهائي لسوريا سنكون هنا نشارك بالاحتفال".

بالطبع فإن التجربة الغنية التي تملكها دمشق بعد التصدي للحرب الظالمة التي فرضت عليها، تجعل من مقدمات الازمة في فنزويلا، تشبه الى حد كبير ما جرى عام 2011 في سوريا، حيث انقسمت في حينها الدول صانعة القرار السياسي في العالم الى فريقين، الفريق الاول كان ضمن الجوقة الامريكية التي ساندها بصوت نشاز اغلب الدول الاوروبية، وساهمت بشكل كبير في دعم المجموعات المسلحة الارهابية التي انتشرت في طول البلاد وعرضها، وبدأ العمل على ضرب قوة المقال في الشارع السوري، وهو بالزبط ما يحدث الان في فنزويلا، حيث تستثمر قوى الاستكبار العالمي في الشارع الفنزويلي، بعد الاعتراف غير القانوني برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو، كرئيس للبلاد، ضاربة قوة المقال بشخص الرئيس الشرعي والمنتخب، مادورو، في حين الفريق الاخر، والذي تمثله روسيا والصين وجنوب افريقيا، مازالت تحافظ على منصة مواجهة الولايات المتحدة، ضمن فكرة ان ما تقوم به واشنطن، يشكل انتهاكا للقوانين والاعراف الدولية، ومن ثم الانتقال الى مرحلة تحضير مجموعات وخلايا مسلحة في داخل فنزويلا، كما اورد التلفزيون الرسمي الفنزويلي، وتسليح بعضها بشكل فوري، وهذا ما حدث عن طريق حدود كولومبيا التي تشارك في العدوان على هذا البلد.

ويبرز ايضا في وجه التشابه الذي جرى الحديث عنه في دمشق، هي الموقف الاقليمي ودول الجوار، فكما عانت سوريا من تدخل دول الجوار الى صالح المشروع الامريكي الصهيوني، وفتح الحدود وادخال السلاح، جرى بالفعل مع الدولة اللاتينية، فهناك واضح اتخاذ الولايات المتحدة الامريكية لكلومبيا قاعدة للانطلاق نحو الداخل الفنزويلي، وجعلها معبرا وممرا لكل ما يخطط هناك، بالاضافة الى دول اخرى منها البرازيل التي اعتبرتها واشنطن حليفا اضطراريا فقط فيما يخص فنزويلا، اضف الى ذلك العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا منذ بداية الحرب، وما فرض على فنزويلا من عقوبات اقتصادية من قبل ترامب في آب 2017 على فنزويلا والآن الحظر النفطي الجديد، ما يزيد من معاناة الشعب، بالاضافة الى الكثير من اوجه الشبه التي لا يمكن حصرها في عدد محدود من الكلمات.

إن التوحش الامريكي الذي يترافق مع صمت اممي وعجز من دول كبرى، يشكل جزء من السياسة الامريكية التي بدأت تشكل نموذجاً مخالفا لجميع النظريات السياسية، وتنطلق منه نحو عالم يحكم بلغة القوى، بدون اي اعتبارات للقوانين الدولية ولا الاعراف الانسانية، وهذا ما يجعل من مواجهة الولايات المتحدة الامريكية في كل اصقاع الارض واجب انساني، وحتمية لا بد منها لعودة السلام لهذا الكوكب، الذي اصبح بحاجة لنهاية التسلط والظلم الامريكي فيه.

حسين مرتضى