وسط إحتدام منافسة الإنتخابات القادمة

نتنياهو يمهد لحسم نتائج الإنتخابات من موسكو

نتنياهو يمهد لحسم نتائج الإنتخابات من موسكو
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٩ - ١٠:١٢ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي لم يبق سوى بضعة ايام على الإنتخابات النيابية لكيان الإحتلال الإسرائيلي، قام رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بزيارة للعاصمة الروسية موسكو إعتبرها المراقبون انها لاتخرج عن إطار تحشيد الرأي العام الداخلي والعالمي لصالحه.

العالم - تقارير

وبالرغم من كون "المنافسة حامية" لكنها وفي نفس الوقت تبقي الأبواب مفتوحة على احتمال خسارة الليكود لأغلبيته البرلمانية والتي تؤدي بدورها لخسارة نتنياهو منصبه الحالي، حيث رأى بعض المراقبين أن الحاجة كانت تتطلب بقاءه في الكيان لإدارة المراحل النهائية من الدعاية الانتخابية.

فما هي الظروف التي دفعت نتنياهو للمغامرة والقيام بهذه الزيارة المفاجئة لروسيا التي كان قد زارها قبل اقل من شهر؟

نظرة عابرة على العلاقات الروسية الإسرائيلية قد تكشف الكثير من الحقائق وتزيل الغموض الذي يكتنف الزيارة الأخيرة لنتن ياهو لموسكو.

بالرغم من ان علاقة موسكو ساءت مع كيان الإحتلال في أيلول الماضي عقب حادثة إسقاط طائرة إيل-20 الروسيّة والتي أدخل بوتين بعدها منظومة "أس-300" إلى سوريا، إلا أن خلافات اخرى ساهمت في توتير الأجواء بين الطرفين ومنها عدم إبلاغ الإسرائيليين الروس بغاراتهم على قاعدة "تيفور" السورية في نيسان العام الماضي. لكن المراقبين يرون أن هذه التوترات سرعان ما منحت مكانها لأمور اكثر أهمية.

فقد بلغت لقاءات نتنياهو وبوتين 13 لقاء بدءا من كانون الأول عام 2015، كان آخرها اللقاء الذي جمعهما يوم الخميس الماضي في موسكو، حيث كان اللقاء الثاني خلال شهر واحد والثالث بين الرجلين منذ بدء العام الجاري. ما دفع المراقبين لمتابعة الأمور للوصول الى الدوافع الرئيسية التي جعلت نتن‌ياهو يكثر من لقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي هذا الإجار يرى بعض المراقبين ان نتنياهو قد قرا تطورات الواقعية لتراجع النفوذ الأمريكي ليحل محله الموقف الروسي، الأمر الذي حمله على الإنطلاق نحو موسكو ليوجد نوعا من الموازنة السياسية، عكس ما كان يعتمده الكيان خلال الحرب الباردة، وفي نفس الوقت عسى ان يتمكن من الضغط على روسيا لتحد من الحضور الايراني المتزايد في سوريا.

وبدورها فتحت موسكو ابوابها للضيف المقبل، عسى ان يكون ورقة تعيد التوازن مع المنافس الأمريكي خاصة بعد وصول رجل مقامر مثل ترامب الى البيت الأبيض، لايرى سوى المصالح المادية في التعامل مع الآخرين. هذا الرأي حمل موسكو للإنفتاح على رئيس وزراء كيان الإحتلال اكثر من قبل، حيث قامت في أيار 2016 بإعادة الدبابة الإسرائيلية التي تحطمت خلال معركة السلطان يعقوب عام 1982 الى كيان الإحتلال.

كما قام بوتين بتقديم هدية ثمينة للصديق المصلحي نتنياهو، وهي عبارة عن أو جزء من أوّل طبعة للكتاب العبري "التناخ" مع تعليق وتفسير من الحاخام شلومو يتسحاقي الذي عاش في القرن الحادي عشر للميلاد، في آب عام 2017. وأخيرا وقد لايكون آخر تعاون بين الرجلين، قدم نتنياهو جنازة الجندي الإسرائيلي المفقود في الأراضي السورية بعد أن حصل على معلومات حول مكان دفنه من الجيش السوري، لتكون هدية له عشية الإنتخابات البرلمانية، حيث أكدت ان بوتين، كنظيره الأمريكي يرغب ببقاء الـ "بيبي" في سلطة كيان الإحتلال الإسرائيلي لفترة اخرى.

فمهما كانت الامور الآنفة الذكر مهمة لدى الجانبين، إلا أن واقع الأمور يشير الى وجود أمور اخرى قد تكون أهم منها، اي اذا اعتبرنا الأمور الآنفة هي القضايا المطروحة علنا على الطاولة من قبل الطرفين الروسي والإسرائيلي، فهناك امورا يمكن قراءتها من بين السطور وهي أن زيارة نتن ياهو قد تكون ضد المستشارين الايرانيين في سوريا، أو أن يكون توقيت الزيارة له علاقة باستقطاب أصوات الناخبين اليهود الروس في الاراضي المحتلة الفلسطينية، أو أنها تكون بإيعاز من ترامب للقيام بوساطة مع الروس، عسى ان يتم بموجبها تخلي الروس عن معارضتهم لضم الجولان السوري للاحتلال الاسرائيلي، مقابل تنازل أمريكي وإن كان جزئيا ما، للروس بخصوص فنزويلا.

على اية حال تبقى الأبواب مشرعة على مصراعيها للتنبؤات، حتى حين إجراء الإنتخابات النيابية للكيان الإسرائيلي المحتل وظهور النتائج، لتظهر للعلن الحقيقة التي دفعت نتنياهو للإنفتاح على موسكو اكثر من ذي قبل، وهل ان الحظ سيحالفه ويفوز في الإنتخابات رغم كل المشاكل التي يواجهها في الداخل؟

عبدالهادي الضيغمي