ما هي الدول التي تأجج الصراع الليبي، وما مشروعها؟

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٩ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

يستعرض برنامج "مع الحدث مدى التورط السعودي الاماراتي في تأجيج العنف بليبيا، بعد تقديم الدعم المالي والتسليحي للمتقاعد اللواء خليفة لحفتر لبسط نفوذهما على البلاد، حيث تشهد المناطق جنوبي العاصمة مواجهات مسلحة تعتبر الاعنف في المنطقة.

واكد الباحث والكاتب السياسي علي مراد، ان الدور السعودي الاماراتي في تأجيج الصراع في ليبيا بدأ حينما استدعت الرياض خليفة حفتر في 27 الشهر الماضي، وعرضت عليه تقديم الاموال بملايين الدولارات والسلاح اللازمين لشن هجوم على العاصمة طرابلس.
وقال مراد: ان هناك مشروع كبير في المنطقة تتنطح السعودية والامارات لتنفيذه في مقابل مشروع آخر لصراع محاور في اكثر من ساحة عربية، معتبراً ان الدور السعودي الاماراتي في ليبيا يجب ألا يتم فصله عن باقي الساحات الملتهبة في الدول العربية وبالتحديد في منطقة شمال افريقيا.
واوضح، ان ما يحصل في ليبيا انما هي اوامر عمليات اصدره الثنائي السعودي الاماراتي بالتوجه الى العاصمة طرابلس، مشيراً الى ان هذه العملية كان يحضر لها على قدم وساق منذ صيف العام الماضي.
واضاف مراد، ان السعودية والامارات من خلال كل دعمهما التسليحي والمالي لمعارك طرابلس، كانتا تنتظرا حسماً سريعاً لحفتر بالسيطرة على العاصمة خلال 48 ساعة، وتوقعتا ان المعركة لن تكون صعبة، ولكنهما اصطدمتا بواقع لم يكن بالحسبان.
من جهته، اكد الكاتب والمحلل السياسي أشرف القره بوللي، ان السعودية والامارات ضالعتان بشكل كبيرً جداً في الصراع الليبي بالاضافة الى الاطراف الاقليمية والدولية الاخرى.
وقال بوللي: ان السعودية والامارات ليستا هي الاطراف الاساسية في هذه اللعبة، ولكن على اعتبار انهما عربية واسلامية يتم اقحامهما في ليبيا ليس لارادة ذاتية خاصة بها وانما هي بالدرجة الاولى لارادة اميركية.
واوضح بوللي، ان السعودية والامارات لا يمكن ان تتحركا الا بضوء اخضر وايعاز اميركي، مشيراً الى ان هذا واضح في كل الساحات المتلهبة الاخرى وبتناقضات مختلفة.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي، الى تورط الدور السعودي والاماراتي والمصري والقطري والتركي في ليبيا، واكد، بانهم ليسوا اعداء مع بعضهم في داخل ليبيا كما يخيل للبعض، بل انهم يعبدون الطريق في ليبيا لتنمية الصراع ولانشاء الفوضى الخلاقة، وهذا ما تريده اميركا، والتي وصفها باللعبة الاميركية القذرة.
واشار بوللي الى تواجد عدة قواعد اماراتية وكبيرة جداً في ليبيا وطائرات مسيرة ومقاتلة خاصة بها، حتى ان حفتر يسافر على متن احدى الطائرات الاماراتية من قاعدة الخادم شرق مدينة بنغازي.
وانتقد بوللي، تحرك حفتر بكل حرية على مرأى الامم المتحدة والمجتمع الدولي دون ان يحرك ساكناً، حتى وصل حفتر على تخوم العاصمة طرابلس.
بدوره، اكد الباحث والكاتب في الشؤون المغاربية توفيق المديني، ان التورط السعودي الاماراتي ليس جديداً في المشهد الليبي، مشيراً الى صراع اقليمي واضح المعالم في ليبيا.
وقال المديني: ان الصراع الاقليمي نشأ حينما وصلت احزاب اسلامية الى الحكم كما هو الحال في تونس ومصر والمغرب، مشيراً الى ان السعودية والامارات انطلقتا في محاربة ما يسمى تنظيم الاخوان المسلمين الذي اصبح يحكم العديد من البلدان العربية، واعتبرها نقطة ايديولوجية مهمة جداً.
واوضح المديني، ان بعض الحركات الاسلامية والجهادية ذات الطابع الارهابي والتكفيري تتلقى دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً واعلامياً من قبل قطر وتركيا، بمعنى ان المشهد الليبي يشهد صراعاً اقليمياً واضح المعالم بين محورين، سعودي اماراتي والاخر قطري تركي، بالاضافة الى الاطراف الدولية على اختلاف تنوعها.
واكد المديني، ان التدخل الاطلسي لاسقاط نظام القذافي قبل سنوات خلق فوضى عارمة وقاد الى ان تصبح ليبيا دولة فاشلة وبلا مؤسسات او جيش وطني، تنتعش فيها المليشيات الاسلامية المسلحة التي تتقاتل فيما بينها.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4167271