محادثات استانة .. مراوحة وتأكيد على التوافقات السابقة

محادثات استانة .. مراوحة وتأكيد على التوافقات السابقة
السبت ٢٧ أبريل ٢٠١٩ - ٠٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

بلا ضجيج اعلامي، كان انعقاد جولة جديدة من محادثات استانا، القمة التي كان المقرر لها ان تقعد في شباط الماضي، وضُعت على طاولة النقاش فيها ملفات كثيرة، الا انها لم تختلف بشكل كبير عن الجولات السابقة لا من جهة المواضيع المطروحة للنقاش ولا حتى بالنتائج، بالرغم من حضور المبعوث الاممي الجديد غير بيدرسن.

العالم-قضية اليوم

العاصمة الكازاخية التي اصبح اسمها نور سلطان، لم تغير فيها المباحثات اي من اجراءاتها او نتائجها، حتى في الية تحديد الموعد الجديد للمحادثات، حتى ان التصعيد الميداني المرافق لكل جولة محادثات في استانا او مفاوضات في جنيف، لم يغب عن المشهد، الا ان هذه المرة لم يساهم هذا التصعيد في اطلاق عملية عسكرية، والجميع مقتنع ان ما يحدث في هذه الفترة هو الحل السياسي لملفات عسكرية، حتى اللجنة الدستورية الحاضرة دوما، لم تشهد اي اختراقات على مستوى كبير.

الوفد الايراني مثله مساعد وزير الخارجية الايراني علي أصغر حاجي، وناقش الوفود ملفات مهمة كالاستمرار في مكافحة الارهاب، او تشكيل اللجنة الدستورية، واعادة الاعمار وملف اللاجئيين والنازحين، والتي عقدت لاجلها محادثات ثنائية، لم تترافق مع تصريحات اعلامية، الا ان الوفدين الايراني والروسي كانا متفقين ان " جبهة النصرة" ما تزال تشكل العقبة الاساس في التوصل لحل لملف ادلب والمناطق المحيطة بها، وان الاتراك ما زالوا يعرقلون التوصل الى حل نهائي للقضية، بالذات بعد الخطوات الاخيرة لانقرة في الشمال السوري.

يدرك الجميع أن المسار المؤدي للخروج بنتائج في ملفات ادلب والمناطق الاخرى، في محادثات استانا، او حتى مفاوضات جنيف وسواها، مازال مرهوناً بتوافقات دولية لم تتحقق بعد، لكن ما يلمس من خلال استانا 12 ان هناك اصرارا ، للتوصل الى نقاط مشتركة، وبالذات ان المواجهة في سورية تستعر من جديد، وتتخذ طرقا وابعادا مختلفة، في كثير من الاحيان تتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة في قواعد الاشتباك، وان المراقب بدقة يعلم ان ما يجري اليوم من حصار اقتصادي ظالم، تحاول قوى العدوان على سوريا ترجمته بضعوط سياسية، وتسخين الملفات الى مستوى اعادة تشكيل عوامل القوة، لقلب معادلات سياسية تم الاتفاق عليها، وبعضها لم يتم الاتفاق عليها لكنها باتت من الاعراف المتبعة فيما يخص مناطق خفض التصعيد هنا، وارتباط الملفات جميعها ومنها العمل العسكري بالحل السياسي، كون الدول الداعمة لاستمرار الحرب على سوريا، تحاول فرض معادلة جديدة قائمة على معايير اخرى، ستؤثر كما تعتقد في سير اي مفاوضات او محادثات، وهذا ما يفسر ان النسخة الجديدة من محادثات استانا، لم تحقق اي نتائج فعلية، وكانت استنساخ للجولات السابقة.

بالطبع هنا يجب ان نوضح ان المشهد المقبل في المنطقة ككل يرتدي اشكالا مختلفة، ويرسم في الواقع معادلات جديدة، لم تأخذها بالحسبان الدول التي تعرقل التوصل لاي خرق في محادثات العاصمة الكازاخية، وان اختبار صبر سورية قد يتوقف عند حد، وهذا الامر اصبح يرشح جبهات دبلوماسية وسياسية وعسكرية للتسخين، في جميع الاتجاهات.

* حسین مرتضی- العالم