كفرنبودة.. أهمية استراتيجية كبرى ومعركة كسر عظم

كفرنبودة.. أهمية استراتيجية كبرى ومعركة كسر عظم
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

بموازاة الصخب الذي رافق اسم هذه المدينة خلال الأيام الماضية مع تبادل الجيش السوري و التنظيمات الارهابية السيطرة عليها، يطل سؤال مهم: ماهي أهمية كفرنبودة ولماذا يعتبرها الجميع معركة كسر عظم؟

تقع كفرنبودة في ريف حماة الشمالي الغربي، في منطقة استراتيجية للغاية، إذ تعتبر صلة وصل منطقة سهل الغاب في الريف الغربي لحماة بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وتعتبر المدينة بوابة المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الارهابية في الشمال السوري، وهي منطقة حدودية مع الريف الجنوبي لإدلب، كما تربط بين مناطق سهل الغاب في حماة غرباً، ومنطقة خان شيخون والقرى المحيطة بها في ريف إدلب الجنوبي شرقاً، كونها تقع على اوتوستراد حلب – السقيلبية.

واستطاع الجيش السوري السيطرة على كفرنبودة بعد معارك شرسة مع جبهة النصرة الارهابية التي تكررت اعتداءاتها وقذائفها الارهابية على المدنيين في ريف اللاذقية وحماه. لكن الارهابيين نفذوا قبل 4 ايانم عدة هجمات انتحارية فانسحب الجيش السوري من نقاطه داخل المدينة ليعود اليوم ويستعيد المدينة ظهر اليوم 26 أيار.

سهل الغاب وأهميته:
ما هو سهل الغاب؟ سهل جغرافي منبسط وخصب جداً، يقع بين جبال اللاذقية غرباً وجبال الزاوية وشحشبو شرقاً، وما بين جسر الشغور شمالاً وتل سلحب جنوباً. يبلغ طوله 80 كيلومتراً، ويتراوح عرضه ما بين 13 و15 كيلومتراً، وتبلغ مساحته حوالي 241 ألف هكتار، منها 87162 هكتاراً مخصصة للزراعة. ويمر وسطه نهر العاصي، وتتفرع فيه شبكات مياه ري شاملة، مما يجعله غنياً بالمسطحات المائية.

ويعد سهل الغاب من اكثر السهول خصوبة في سوريا، وأهم محاصيل السهل هو القمح، الذي يبلغ إنتاجه سنوياً حوالي 50 ألف طن، كما يشتهر السهل بالزراعات الصناعية مثل القطن والشمندر السكري وعباد الشمس والذرة الصفراء، بالإضافة إلى الخضار الصيفية والشتوية بكافة انواعها، والمحاصيل الطبية والعطرية.

يتوفر بسهل الغاب بيئة جيدة لتربية الحيوانات، حيث تتوفر المراعي الخصبة حول مجاري المياه الكثيرة، إضافة لبقايا المزروعات المنوعة. وأهم الحيوانات التي تربى فيه هي الأغنام والماعز والأبقار والجواميس التي تنحصر تربيتها فيه بسبب احتياجه لبيئة مائية رطبة لا تتوفر إلا بسهل الغاب.

كما يعد سهل الغاب المورد الأول والأهم للثروة السمكية، سواءً من خلال الصيد في المجاري المائية الكثيرة، أو من المزارع الخاصة لتربية الاسماك “المسامك”.

وتعتمد تربية الأسماك على مزارع خاصة وعامة يبلغ عددها 300 موزعة على 650 هكتاراً، اغلبها بالحويز والحمرة وباب الطاقة. وأهم أنواع الأسماك التي تنتجها هي الكارب والمشط والسلور واسماك الزينة. ويعتمد الشمال المحرر بشكل شبه كامل على منتجات الغاب من الأسماك.

يعتبر موقع الغاب متوسطاً بين ثلاث محافظات سورية، اللاذقية وحماة وإدلب، ويشكل صلة وصل بينها. ومن يسيطر عليه وعلى جبل شحشبو يتحكم عسكرياً بالمنطقة. وتميّز الغاب تاريخياً بخليط سكاني متنوع، من المسلمين السنة والمسيحيين والعلويين والإسماعيليين والمرشديين. وبلغ عدد سكانه 325 ألف نسمة، حسب آخر إحصائية أجريت في العام 2010، يشكل السنّة منهم حوالي 70%.

هذه التركيبة المتشابكة سكانياً، أعطت السهل حساسية خاصة لكل الأطراف.

وكالات