ردا على فض اعتصام الخرطوم..

دعوات لإسقاط "المجلس الانقلابي" ومواصلة الثورة السودانية

دعوات لإسقاط
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٩ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

​​​​​​​دخلت الأزمة السودانية منعطفا خطيرا بعدما بادر المجلس العسكري الحاكم الى فض الاعتصام في العاصمة الخرطوم بالقوة مستخدما الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين ما ادى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفيما وصفت قوى المعارضة ما جرى في ساحة الاعتصام بالمجزرة، دعت الى العصيان المدني والاستمرار بالاحتجاجات حتى إسقاط ما أسمته المجلس الانقلابي.

العالم - تقارير

اقتحمت قوات سودانية ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم فجر اليوم الاثنين، حيث سُمع دوي رصاص كثيف. وحتى إعداد هذا التقرير، فقد سقط 9 قتلى وعشرات الجرحى أثناء الاقتحام، وفقا للجنة أطباء السودان المركزية.

وقال اللجنة في بيان "ارتفعت محصلة شهداء مجزرة اليوم إلى تسعة بارتقاء اربعة شهداء جدد"، مضيفة أن عدد القتلى "في تزايد بصورة مهولة يصعب حصرها آنياً".

وناشدت اللجنة، الأطباء والكوادر الطبية التوجه إلى ستة مستشفيات قرب ميدان الاعتصام.

وقالت اللجنة إن قوات من الشرطة والدعم السريع اقتحمت مستشفى "رويال كير" بالقرب من مكان الاعتصام.

وافاد شهود عيان إن "القيادي بإعلان الحرية والتغيير، مدني عباس، وعضو التفاوض مع المجلس العسكري تعرض لإصابات في أماكن متفرقة من جسده".

وأوضح الشهود أن "القيادي تعرض لعدد من الأصابات أثناء عملية فض اعتصام آلاف السودانيين من أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم".

وبث ناشطون صوراً للمعارض السوداني "توضح تعرضه لإصابات في اليد والكتف وثيابه قد مزقت".

وتحدث شهود عيان ايضا عن سماع دوي إطلاق نار في أم درمان وإغلاق جسر يربط المدينة بالعاصمة.

الى ذلك دعت قوى الحرية والتغيير الشعب السوداني إلى إسقاط المجلس العسكري في إطار "تنظيم التصعيد الثوري"، ودانت بشدة ما وصفته بـ"مجرزة المجلس الانقلابي".

وقالت القوى في بيان حول ما وصفته بـ"مجزرة المجلس الانقلابي بالقيادة": "لقد سقط قناع المجلس العسكري وكشف عن وجهه وسيرد الشعب السوداني عليه بسلاح السلمية، ومقاومة العنف".

وأضاف "ندعو للعمل على إسقاط المجلس العسكري وفي إطار تنظيم التصعيد الثوري السلمي ندعوكم للآتي: تترييس كل الشوارع بالعاصمة والأقاليم فوراً، ثانياً: الخروج فى مسيرات سلمية ومواكب بالأحياء والمدن والقرى".

وكانت قوى الحرية والتغيير في السودان، دعت أمس الأحد، المجلس العسكري الانتقالي إلى تحمل مسؤوليته في حقن دماء المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.

بدوره دعا تجمع المهنيين السودانيين الى إعلان العصيان المدني الشامل لإسقاط المجلس العسكري واستكمال الثورة باعتباره المسؤول عن الأحداث الأخيرة.

وقال التجمع، عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن "المجلس العسكري يحشد قوات في محاولة لفض الاعتصام، داعيا المواطنين للتوجه إلى مقر الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش"، ومحملا المجلس العسكري المسؤولية عن القتل الذي ترتكبه مليشيات بأوامره.

وفي هذا السياق قال الحزب المؤتمر السوداني في بيان، ان المجلس الانقلابي وضعنا أمام خيار واحد بعد فض الاعتصام هو مواصلة الثورة لإسقاط النظام.

من جانبه أكد حزب الأمة السوداني استنكاره الشديد لقيام المجلس العسكري بفض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات السودانية بالقوة، واعتبر أن المجلس بهذا العمل "لم يعد منحازا للثورة".

ودعا الحزب، في بيان، جماهيره وجماهير الشعب السوداني للنزول إلى الشوارع، وإقامة عشرات الاعتصامات داخل وخارج العاصمة وخارج السودان، حماية لثورته المجيدة.

وقال البيان: "لقد أقدم المجلس العسكري على فض اعتصام الثوار أمام القيادة العامة هذا الصباح بالرصاص الحي، وهو العمل المتهور الغادر الذي ظللنا نرفضه، ونحذر منه بشدة وباستمرار".

وشدد على أن المجلس العسكري، بهذا العمل، لم يعد منحازا إلى الثورة السودانية الظافرة بأي حال، وإنما اختار بوضوح أن يقف إلى الطرف النقيض لاختيارات الأمة السودانية، وهو الثورة المضادة.

الى ذلك زعم المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق ركن شمس الدين كباشي في تصريح صحفي، أن ما حدث فجر اليوم الاثنين ليس فضا للاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، وإنما هو عمل قامت به القوات الأمنية المشتركة لولاية الخرطوم استهدف منطقة كولومبيا المتآخمة لمنطقة الاعتصام.