التسامح وآثاره الروحية و الاجتماعية - الجزء الاول

الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٩ - ٠٣:٢٢ بتوقيت غرينتش

لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين 

اذهبوا فأنتم الطلقاء ، كلمة قالها من هو على خلق عظيم يوم فتح مكة كلمة خط بها نبي الرحمة نهجاً يطوي إلى تاج المكارم أحسن الإحسان وأحلى الظفرين إلى العفو والرحمة والصفح الجميل إذ ليس الشديد بالصرعة لكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب ويترفع عن حقد وثأر وانتقام. هو خط انتهجه أهل بيت بكظم غيظ وعفو و فعل احسان هم معشر إذا وتروا مدوا إلى واتريهم أكفا عن الأوتار منقبضات . فأين نحن من صفة التسامح في حياتنا وأين نحنا من فعل من نحب ونقتدي أولم يؤثر إن المحب لمن يحب مطيع ،إن نقدر فعلى ذلك لا نقدر لكن كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد .

وبدأ الشيخ جعفر عساف الحلقة بالإشارة الى التسامح الذي دعا إليه الاسلام وأصّل له في تعاليمه وآياته والرويات التي وردت بهذا الشأن ،بمفهوم محدد أن يكون الانسان متقبلا للآخر ومحباً له ولو كان مؤذياً له إن كان يقدر على العفو فليعفو وأما التسامح الذي تدعو إليه المنظمات الدولية فالاسلام دعا إليه قبل مئات السنين ،وأضاف أن التسامح قد يؤخذ على محمل بعيد عن تعاليم الاسلام كما حصل في السعودية من تغيير للمفاهيم الدينية ليصير الحرام حلالاً وهذا خارج دائرة التعاليم الاسلامية .
وأشارت الدكتورة ليلى شمس الدين في رد على سؤال عن وجود التسامح حقيقة بين الناس الى معنى التسامح المقصود به أن نغفر لمن أساء إلينا ونتجاوز هذه الإساءة ،وقالت إنه على مستوى الشارع العام لا نجد مبادلة سمحة وعفو عند المقدرة ونحن بعيدون جداً عن معناه الحقيقي وأما على مستوى العالم العربي فللاسف هناك أعمال عنف وجرائم قتل والذبح وغيرها من فنون التعذيب.
وحول القيام بنشر التسامح قالت السيدة رنا فقيه إن التسامح يفيد المتسامِح قبل الآخرين وأنه فضيلة اخلاقية على عكس الحقد والكره التي تؤذي الشخص قبل أن تؤذي غيره من خلال التأثير على قرارته .
وتابعت السيدة فقيه أنه يجب تربية الطفل على ذلك من خلال تعليمه أنه من خلال التسامح فهو المسيطر على الموقف وهو صاحب القرار وليس في موقف ضعف وإنه رادع للآخرين كي لا يكرروا ما فعلوه من اساءة .
وحول التعريف النفسي للتسامح قال الأستاذ محمد بدرا إن التسامح هو مجموعة من المتغيرات الوجدانية والمعرفية التي تطرأ على الفرد تجاه المسيئ وتخفف مشاعر العدوانية . وأضاف أن تخفيف المشاعر السلبية يساهم في تحسين علاقتنا وتصرفاتنا مع الآخرين .
وقال الشيخ عساف إن المجموعات التكفيرية أعطت فكرة سيئة عن الدين والتسامح الذي دعا إليه الاسلام بسبب افعالها العدوانية واقصائها للاخرين ، وأشار إلى أن الأنبياء والأئمة علمونا أن نتعامل مع الناس بتسامح لاختلاف الناس في عقولهم ومعارفهم .
وقالت الدكتورة شمس الدين إن للتسامح انعكاس فردي ومجتمعي ، وإنه لو غابت هذه القيمة لا نترك أي مكان للتفاوض اضافة للوقوف على التفاصيل الصغيرة .


ضيوف الحلقة :
الشيخ جعفر عساف ، استاذ في الحوزة العلمية
الدكتورة ليلى شمس الدين ،أستاذة جامعية
السيدة رنا فقيه ،مرشدة نفسية وتربوية
الأستاذ محمد بدرا ، مختص في علم نفس العمل

كلمات دليلية :