بعد الإفراج عنه

الأشقر يكشف کواليس إبعاده وبقاء الطائرة بمطار "تل أبيب"

الأشقر يكشف کواليس إبعاده وبقاء الطائرة بمطار
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٩ - ٠٨:٢٣ بتوقيت غرينتش

كشف العالم الفلسطيني، عبد الحليم الأشقر، تفاصيل جديدة عن قصة اعتقاله في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل نحو عشر سنوات، بالإضافة إلى كواليس محاولات إبعاده إلى الاراضي المحتلة، وبقاء الطائرة في مطار تل أبيب لمدة 28 ساعة في الرابع من حزيران/ يونيو الجاري.

العالم - فلسطين

وأفرجت الولايات المتحدة، فجر اليوم السبت، عن الأشقر بعد قضاء عدة سنوات في السجن، ومحاولات لإبعاده وتسليمه للاحتلال الإسرائيلي، قبل أيام قليلة، والعودة مرة أخرى إلى السجن في ولاية فرجينيا.

وقال الأشقر اليوم السبت، في تصريحات خاصة لـ"دنيا الوطن" بعد ساعات قليلة من الإفراج عنه: إنه قضى 11 سنة في السجن، بسبب رفض الشهادة ضد شخصيات ومؤسسات فلسطينية وإسلامية في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن القضية التي بدأت في أوائل التسعينات، كانت إسلامية من الدرجة الأولى.

وأضاف: "عملي ودراستي في الولايات المتحدة كانت قانونية، لكن في مرات عديدة، عندما كنت أطلب مغادرة الولايات المتحدة، يتم اعتقالي ويُطلب مني الشهادة، وكنت أرفض ذلك، والرفض كان من حقي، حسب القانون في الولايات المتحدة".

وتابع: "في عام 2003 تم الاتفاق مع دائرة الهجرة، للخروج من الولايات المتحدة، ولكن في اليوم الذي كان من المقرر أن أخرج فيه، تمت دعوتي مرة أخرى للشهادة ضد نفس المؤسسات، ونفس الشخصيات، وطلبوا مني الشهادة مقابل السماح لي للهجرة".

وأكد الأشقر أنه "بعد رفضه الشهادة، اُتهم بتعطيل العدالة والعصيان الجنائي، وتم ذلك في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، حيث حكمت المحكمة 135 شهراً، ومضيت المدة كلها مع خصم 15% للسلوك الحسن".

وأشار إلى أنه بعد هذه المدة، "قامت دائرة الهجرة باعتقاله لمدة 18 شهراً، لم يستطيعوا أن يجدوا دولة، ولم أجد أي أحد لمساعدتي للحصول على إذن لمجرد استقبال، وحصلت على قرار من المحكمة للإفراج عني، لكن للأسف، بعدما تم إطلاق سراحي، اُعتقلت مرة أخرى، وحاولوا إبعادي إلى الاراضي المحتلة.

وفي تفاصيل محاولة إبعاده إلى الاراضي المحتلة الفلسطينية، قال الأشقر: إنه في أول أيام عيد الفطر وتحديداً يوم الثلاثاء الرابع من حزيران/ يونيو، أرسلوا لي وطلبوا مني الذهاب إلى دائرة الهجرة عبر المحامي، الذي تواصل معهم، وقال لهم إنه يوم عيد، وكنت أجريت عملية تغيير ركبة قبل أيام قليلة، قالوا للمحامي له لا داعي للقلق، وطُلب مني أخذ البصمات، وتم وضع المكابس (الكلبشات) في اليدين، وإخراج كل شيء في جيبي، حتى قال لي المحامي بأنه غير مطمئن لهذه الإجراءات".

وقال عبد الحليم الأشقر: "أُصدر قرار في أول أيام العيد بإلغاء قرار الإفراج عني، وتم إبلاغي بأنه سيتم إبعادي، وسألت إلى أين، ولكنهم قالوا لا نعرف".

وأضاف: "المسافة بين دائرة الهجرة التي كنت أتواجد فيها والمطار، تحتاج من 45 دقيقة إلى ساعة، ولكني وصلت للمطار في ظرف ثلث ساعة فقط، حيث تم إغلاق الشوارع، وفي الساعة التاسعة وخمس وأربعة دقيقة كنت في الجو، حتى إنه طلب من زوجتي الانتظار، وبقيت في دائرة الهجرة، حتى الساعة الواحدة ظهراً، وقالوا لها إنه تم إبعاد زوجك لتل أبيب".

وأكد الأشقر أنه "بعد علم المحامي بإبعادي إلى تل أبيب، تواصل مع القضاء بسرعة، والقضاء صُدم بتلاعب دائرة الهجرة والحِيل التي تم استخدامها، خاصة وأن هناك قراراً بعدم إبعادي لإسرائيل، فطلب القضاء من دائرة الهجرة أن تعود الطائرة من الجو، وردّوا بصعوبة ذلك، قبل أن يقرر القضاء الأمريكي بعدم السماح له بالنزول من الطائرة والبقاء فيها".

وأضاف: "يوم الأربعاء في أول أيام العيد في فلسطين، وصلت الطائرة مطار تل أبيب، وجاء موظف السفارة الأمريكية إلى الطائرة، وقال لي إن هناك قراراً من المحكمة بالعودة، وظلت الطائرة 28 ساعة في مطار تل أبيب قبل أن تعود إلى ولاية فرجينيا".

وتابع: "بعد عودتي إلى الولايات المتحدة، تمّ وضعي في السجن وتم الإفراج عني قبل ساعات قليلة فقط، وقبل أن يُطلق سراحي خشيت أن يتم إبعادي مرة أخرى، ولكن هذه المرة سمحوا لي أن أذهب إلى البيت مع وضع جهاز الرصد (جي بي أس)".

وحول السيناريوهات المقبلة، قال الأشقر: "لم أجد تعاوناً من أي دولة أو أي جهة لاستقبالي، وخرجت من السجن ووضعي الصحي ليس جيداً، ووضع السجن كان صعباً خاصة في ظل جلوسي مع مجرمين، وحاولت وبذلت جهداً للخروج خارج الولايات المتحدة، وأتمنى أن تتكلل الجهود بالنجاح في الذهاب إلى أي دولة".

وحول الهدف من محاولة إبعاده، قال الأشقر: إنه سأل دائرة الهجرة الأمريكية عن سبب توجه الطائرة إلى الاراضي المحتلة الفلسطينية، إلا أنهم لم يفصحوا عن شيء، سوى أنهم يريدون توصيله إلى المطار فقط.