حمى التطبيع مستعرة!

حمى التطبيع مستعرة!
الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠١٩ - ١٠:٤٥ بتوقيت غرينتش

أصبحت بعض الأنظمة الخليجية المهرولة إلى التطبيع قبلة للمسؤولين الصهاينة بعدما كانت اللقاءات التطبيعية تتم بشكل سري في الخفاء وبعيدا عن الاضواء، لكن الحكام الخليجيين الذين يسعون للبقاء على كرسي العرش يتبارون فيما بينهم للحصول على مباركة اميركية عن طريق التسريع في التطبيع مع الكيان الصهيوني.

العالم- تقارير

بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الاميركية زادت وتيرة التطبيع بين الانظمة الخليجية والكيان الصهيوني بأشكال متعددة، فبعد المشاركات الإسرائيلية في انشطة رياضية وثقافية تقيمها دول خليجية، مثل الإمارات والبحرين وسفر رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين تنتياهو الى سلطنة عمان واخيرا اقامة مؤتمر المنامة لتصفية القضية الفلسطينية، قام وزير الخارجية الاسرائيلي، إسرائيل كاتس، بزيارة الى أبوظبي في الامارات.

ولم تصدر السلطات الاماراتية اي اعلان رسمي عن هذه الزيارة التي التقى فيها كاتس مسؤولين إماراتيين، كما ان الخارجية الاسرائيلية خلافا لزيارات وفود سابقة فرضت تعتيما إعلاميا على هذه الزيارة لحظة انطلاقها، قبل أن تكشف لاحقا التفاصيل عبر حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية.

وقال الحساب إن كاتس قام بزيارة إلى أبو ظبي وشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة، وأجرى عدة لقاءات، بينها لقاء مع مسؤول كبير في الإمارات، كما اشار بيان للخارجية الإسرائيلية الى أن كاتس اجتمع مع مسؤول إماراتي كبير، دون ذكر اسمه، حيث بحثا تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات، كما ناقش الطرفان الحاجة إلى التعامل مع ما زعم البيان انه تهديدات إيران النووية.

واشار البيان ايضا إلى أن الوزير الإسرائيلي تطرق لمبادرة "مسارات السلام الإقليمي" التي تشتمل على اتصال اقتصادي واستراتيجي بين السعودية والدول الخليجية عبر الأردن وشبكة السكك الحديدية الإسرائيلية وميناء حيفا (الإسرائيلي) على البحر المتوسط.


وقال كاتس في ختام الزيارة: "أنا متحمس للوقوف هنا في أبوظبي لتمثيل مصالح إسرائيل في دول الخليج (الفارسي)"، مضيفا: "سأستمر بالعمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتعزيز سياسة التطبيع مع الدول العربية، وذلك بناء على قدرات إسرائيل الأمنية والاستخباراتية".

وزار كاتس خلال وجوده بأبو ظبي مسجد الشيخ زايد، والتقط فيه عدة صور، وهو المسجد الذي أضحى مزارا يلتقط فيه المسؤولون الإسرائيليون الصور كلما زاروا العاصمة أبو ظبي.

وحول ردود الفعل الاعلامية، قالت القناة الاسرائيلية السابعة، إن هذه أول رحلة يقوم بها وزير إسرائيلي كبير إلى دولة عربية بعد مؤتمرالبحرين مباشرة.

وتعتبر زيارة كاتس ثاني زيارة رسمية لوزير كيان الاحتلال للامارات حيث سبقته وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف في 29 اكتوبر الماضي 2018، زيارة لابوظبي ونشرت وسائل اعلام اسرائيلية تسجيلا وصورا وهي تتجول برفقة مسوؤلين إماراتيين في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي.

بالطبع لاقت زيارة ريغيف تنديدا واسعا من قبل الناشطين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا وكشف يوسي كوهين، رئيس "الموساد" الإسرائيلي، عن دور جهازه الاستخباري في التقريب ما بين "إسرائيل" والدول العربية، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الاحتلال

وخلال مؤتمر عقد في هرتزيليا، قال كوهين إن لدى تل ابيب والدول العربية الحليفة للولايات المتحدة فرصة فريدة لإبرام اتفاق تسوية، معتبراً أن الأجواء الحالية تشجع على فرصة ربما تكون الأولى في تاريخ الشرق الأوسط للتوصل إلى تفاهم إقليمي يمكن أن يؤدي الى اتفاق تسوية شامل، واضاف أنّ لدى تل أبيب مصالح مشتركة وتعاوناً مكثفاً وقنوات اتصال مفتوحة مع دولِ المنطقة.

ورغم الهرولة الخليجية العربية للتطبيع مع الاحتلال الا ان الفلسطينيين يتمسكون بخيار المقاومة ويصرون على مطالباتهم العادلة بحق تقرير المصير وطرد الاحتلال وعودة اللاجئين وإقامة دولتهم المستقلة عاصمتها القدس.