الدبلوماسية السورية تقول كلمتها وتفرض مبدأ السيادة الوطنية

الدبلوماسية السورية تقول كلمتها وتفرض مبدأ السيادة الوطنية
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٩ - ٠٢:٣١ بتوقيت غرينتش

زيارات مكوكية دولية كانت قبلتها العاصمة السورية دمشق، لإحراز تقدم في المسار السياسي وخاصة فيما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وآليات عملها، في وقت تمكنت فيه الدبلوماسية السورية من فرض رؤيتها المنبثقة عن مبدأ السيادة الوطنية، فدول دعمت الحكومة السورية بتوجهاتها السياسية العادلة، ودول بانت نواياها ومخططاتها التخريبية في البلاد.

العالمتقارير

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى سوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والوفد المرافق.

وتركز اللقاء حول الجهود المتواصلة لإحراز تقدم على المسار السياسي، وخاصة ما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وآليات وإجراءات عملها، والمراحل الهامة التي وصلت إليها، حيث كان هناك اتفاق حول مواصلة العمل والتنسيق المكثف من قبل الجانبين حول الخطوات التالية وصولا الى تحقيق النتائج المرجوة في هذا الإطار وعدم السماح للدول التي تحاول إطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية بوضع العراقيل أمام هذه العملية.

كما تناول اللقاء مستجدات الحرب على الإرهاب، والهجمات الارهابية الأخيرة التي انطلقت من إدلب ضد المناطق الآمنة المحيطة بها، وقد أكد الجانب الروسي دعمه للجيش السوري في رده على هذه الهجمات وعلى أي استفزازات تقوم بها المجموعات الإرهابية المتمركزة في إدلب، مجددا موقف موسكو المؤيد لحق سوريا في الدفاع عن مواطنيها والحفاظ على سلامة أراضيها وتطهيرها بشكل كامل من الإرهاب.

زيارة غير بيدرسون الى العاصمة السورية دمشق

وقبل ساعات من وصول الوفد الروسي غادر المبعوث الاممي غير بيدرسون العاصمة السورية دمشق وسط انباء عن تقدم كبير على طريق انجاز ملف لجنة مناقشة الدستور، بعد ان تمكنت الدبلوماسية السورية من فرض رؤيتها المنبثقة عن مبدأ السيادة الوطنية وتحقيق تمثيل اوسع لجميع فئات الشعب السوري، وسط تأكيد حكومي ان اللجنة شأن سوري يخص السوريين وحدهم.

واكد الخبير الاستراتيجي السوري، اسامة دنورة، "ان اجواءا ايجابية وحالة تفاؤل تسود الساحة مع الحديث عن تحقيق خرق بما يرتبط بتشكيل اللجنة الدستورية، مضيفا انه تم الحديث سابقا عن معضلة الستة اسماء ولاحقا عن 4+2 بمعنى ان 4 اسماء تقترحهم الحكومة السورية و 2 تقوم بتعينهم الامم المتحدة".

وعلى ايقاع الحراك السياسي حول هذه اللجنة سجلت المعارضة الداخلية السورية احتجاجا على تغيبها من مسار لجنة مناقشة الدستور، معتبرة ان هناك ارادة دولية تعمل على تهميشها لصالح المعارضة الخارجية، وطالبت المعارضة بتثميل واسع لجميع الاطياف السياسية كما مثلوا في لقاءات دولية عقدت في السابق.

وقال امين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي للمعارضة، محمود مرعي، نرغب بان نكون ممثلين باللجنة الدستورية كما مثلنا بكل المؤتمرات، موضحا ان هناك ارادة سعودية وغربية بتهميش المعارضة الداخلية. لانها لا تخضع لاجندات عربية وغربية".

جرعة التفاؤول الكبيرة التي حملتها لقاءات بيدرسون في دمشق، ينقصها البت في العديد من النقاط كآلية تصويت لجنة مناقشة الدستوري وعملية احتساب اصوات اعضائها، بالاضافة الى ما يتعلق بإجراءات عديدة منها اللجوستية والبروتوكولية.

حرك دولي لتسوية الازمة السورية

هذا وتأتي زيارة المبعوث الاممي الى سوريا بعد ايام على زيارته موسكو، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، معتبرا ان اللجنة الدستورية ستكون باباً لتسوية الأزمة السورية.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف ان الحوار مبني على التعاون الفعال ضمن صيغة أستانا، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي. وأشار لافروف إلى أن الدول الضامنة لعملية أستانا ستواصل جهدها لتحقيق الاستقرار والأمن في سوريا، موضحاً أن العمل جارٍ لعقد قمة روسية تركية إيرانية جديدة ضمن صيغة أستانا قريباً.

هذا وقد اتفقت روسيا وإيران على مواصلة الاتصالات المنتظمة المتعلقة بالشؤون الإقليمية والدولية بما في ذلك التسوية السورية، وفقا لبيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية يوم الأربعاء.

وقالت الخارجية الروسية إن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، وسيرغي فرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، التقيا في إطار زيارة وفد مشترك بين الوزارات وممثلي وزارة الدفاع الروسية إلى طهران، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ومع المساعد الأول لوزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي.

وأشارت إلى أنه "كان هناك تبادل مفصل لوجهات النظر حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على الوضع في سوريا، وكذلك في اليمن".

وأضاف بيان الخارجية الروسية أنه "في سياق التسوية السورية، تم النظر بالتفصيل في قضايا تحقيق الاستقرار في الوضع (على الأرض) مع الاستمرار في مكافحة الإرهابيين، وكذلك مهام إعادة الإعمار والبحث عن المفقودين وتيسير عودة اللاجئين السوريين والمشردين بشكل مؤقت".

وأوضحت الوزارة أن الطرفين ناقشا آفاق إنهاء تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا.

وأضاف الخارجية الروسية: "جرى الاتفاق على مواصلة الاتصالات المنتظمة حول كافة المشكلات الإقليمية والدولية المعقدة، وتنسيق المزيد من الخطوات في إطار التعاون على صيغة أستانا، بما في ذلك الإعداد لعقد الاجتماع الدولي القادم حول سوريا في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان".

الموقف الامريكي والتركي من الحراك السياسي في سوريا

وعلى المقلب الاخر.. أعلنت وزارة الدفاع التركية عن التوصل إلى اتفاق مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لإرسال فريق عسكري أمريكي في أقرب وقت إلى أنقرة لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.

وأعلنت الوزارة أن وزير الدفاع خلوصي أكار، اتفق مع مارك إسبر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، في اتصال هاتفي، أمس الجمعة، على ضرورة إرسال فريق عسكري أمريكي على وجه السرعة الأسبوع القادم لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.

وفي سياق متصل أفادت وكالة "الأناضول" امس الجمعة بأن الجيش التركي أرسل تعزيزات جديدة إلى قواته المنتشرة عند الحدود مع سوريا.

وأكدت الوكالة أن قافلة تعزيزات تضم ناقلات جند وذخائر توجهت اليوم، وسط إجراءات أمنية، من ولاية كليس جنوب البلاد إلى ولاية شانلي أورفة الحدودية، وهي تضم عسكريين من وحدات مختلفة.

ومن المتوقع، حسب الوكالة، أن تنشر هذه التعزيزات في الوحدات المرابطة على الشريط الحدودي مع سوريا.

الاهداف الاميركية في سوريا

الى جانب الموقف التركي من سوريا يتضح ايضا الاهداف الاميركية في سوريا مع ما كشفته وسائل اعلامية، عن وضع خبراء الكونغرس الأميركي تقريرا مثيرا للاهتمام. والأغلب ظنا أنه تم إعداد التقرير ردا على السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، الذي أعلن مؤخرا أن واشنطن لا تملك خطة استراتيجية واضحة تحدد الأهداف المطلوب تحقيقها في سوريا.

وبيّن التقرير، كما قالت جريدة إلكترونية روسية، أن فورد مخطئ، فالولايات المتحدة تضع نصب عينيها أهدافا واضحة في سوريا أولها توفير الأمن لـ"إسرائيل" من خلال مساعدتها على حماية النفس من التهديدات المتنامية، وبالأخص ما يهددها من الشمال.

والغريب أن خبراء الكونغرس يحددون المهمة الرئيسية لدولتهم في الدفاع عن مصالح "دولة" أجنبية هي "إسرائيل".

وتجدر الإشارة إلى أن التقرير ليس أمرا لا بد من تنفيذه، ولكن يمكن اعتباره نصيحة ملحة لأن أكثرية الأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين عبروا عن تأييدهم له.