صيف لاهب وكهرباء ‘ضعيفة’... إنه موسم الغرق في الأنهار بالعراق

صيف لاهب وكهرباء ‘ضعيفة’... إنه موسم الغرق في الأنهار بالعراق
الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩ - ٠٥:١١ بتوقيت غرينتش

أدت موجات الحر الشديدة التي يمر بها العراق هذه الايام، بعشرات الاطفال الى السباحة في الانهار، الا ان انعدام الضوابط التي تحدّ من السباحة النهرية حتى في قلب العاصمة، يسبب في غرق عدّة أطفال في العاصمة ومحافظات أخرى، ما أثار انتقادات للحكومة التي لم تستطع توفير التيار الكهربائي للان.

العالم-العراق

وبحسب ضابط في الشرطة النهرية، "تتكرر حالات الغرق التي راح ضحيتها عدد من الفتية، لعدم إتقانهم السباحة، ورغم ذلك يهربون من الحر إلى الأنهار"، منتقداً الحكومة لـ"عدم اتخاذها أي قرار بمنع السباحة في الأنهار داخل المدن والقرى".

وأوضح وفق تقارير رصدتها المسلة: "نراقب أحياناً تجمعات الشباب وهو يسبحون، نكون على مقربة منهم، وأنقذنا في نهر دجلة عدداً من الشباب كادوا يغرقون".

ويصرّ الشباب على الذهاب إلى الأنهر يومياً، مؤكدين أنّها أصبحت المكان الوحيد الذي يخلّصهم من حرارة الطقس.

إذ يقول مهند صباح (19 عاماً): "وقت الظهيرة لا يمكننا البقاء في منازلنا الصغيرة، التي لا تطاق فيها درجات الحرارة عند انقطاع الكهرباء. التيار الكهربائي ينقطع يومياً والحرارة نصف درجة الغليان، ولا حل أمامنا سوى الأنهار القريبة من منازلنا"، مبيناً: "سمعنا بحوادث الغرق، لكن شدة الحرّ تجبرنا على السباحة".

وأكد: "أنا أجيد السباحة، لكنّ عدداً من أصدقائي لا يجيدونها، دائماً نكون على مقربة منهم عندما نسبح، نخشى عليهم من الغرق، لكننا نستطيع إنقاذهم ولن نتركهم".

واتخذت بعض المحافظات العراقية قراراً بحظر السباحة في أنهارها لدواعي السلامة، إذ منعت قيادة شرطة محافظة ديالى ذلك بعد تسجيل عدد من حالات الغرق.

وقال المتحدث باسم قيادة الشرطة، العميد غالب عطية، إنّ "قرار حظر السباحة في نهر ديالى جاء لدواع أمنية، وخاصة بعد ازدياد حالات الغرق"، مؤكداً في تصريح صحافي، أنّ "السباحة في الأنهار تجري من دون أيّ إجراءات سلامة، وأنّ من بين الضحايا أطفال ومراهقون".

ودعا إلى "ضرورة دعم فكرة المناطق المؤمنة للسياحة، ليتم ذلك دون أي مخاوف من الغرق".

وعلى رغم الحاجة الملحة فان المسابح تغيب عن مدن العراق، وحتى الموجود منها يحتاج الى تأهيل.

وبدا ان الحكوميات المحلية لا تعبأ كثيرا بأهمية المسابح في بلد يطول فيه الصيف، وتصبح فيه الحاجة الى منتجعات حاجة ملحة وليست ترفا.

ويهرع العراقيون إلى الأنهر هربا من موجات الحر الشديد و انقطاع التيار الكهربائي في أوقات تصل فيه معدلات درجات الحرارة الى مستويات غير مسبوقة حيث تصل الى 50 درجة مئوية في أوقات الظهيرة.

ويقبل الناس الى السباحة في نهر الفرات بمدينة الكوفة(170 كم جنوب بغداد)، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وقلة المسابح، لكن غياب الرقابة، وعدم الالتزام بتحوطات الامان يؤدي الى غرق الكثيرين، كما ينتج عن تلوث المياه اصابة الكثيرين بأمراض مختلفة.

ويقترح خبراء ومواطنون بانشاء مسابح كافية في مدن العراق، ومنع السباحة في الأماكن العميقة والخطرة.

وكاجراء فوري ينبغي تواجد الشرطة النهرية بكثافة في الاماكن التي تزدحم بالسباحين، اضافة الى تواجد سباحين ماهرين. وقبل كل هذا يجب تحديد اماكن خاصة للسباحة في الانهار تكون تحت السيطرة لحين انشاء منتجعات صيفية كافية في مدن العراق تتوفر فيها وسائل الامان وتبعد السباحين عن التلوث.