رسالة سعودية للفلسطينيين .. "أنتم وبال"!!

رسالة سعودية للفلسطينيين ..
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٩:١٠ بتوقيت غرينتش

اثارت التغريدة التي نشرها أحد الوجوه الدعائية للنظام السعودي الكاتب السعودي "محمد آل الشيخ" والتي هاجم فيها الفلسطينيين وشتمهم ودعا سلطات بلاده الى منعهم من اداء مناسك الحج العام المقبل موجة من السخط العربي والاسلامي.

العالم - تقارير

في غضون ذلك تداول ناشطون فيديو، أظهر مجموعة من الفلسطينيين وهم يهتفون بـ”الروح بالدم نفديك يا أقصى”، عند مشعر منى أثناء تأديتهم لمناسك الحج، تزامناً مع اقتحام مجموعة كبيرة من المستوطنين الاسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك.

حجاج فلسطينيون يهتفون بالروح بالدم نفديك يا اقصى

ولم يرق هذا المشهد لآل الشيخ الذي هاجم الفلسطينيين وشتمهم، في تغريدة فجرت موجة غضب واسعة في وجهه، حيث هاجمه المعلقون منتقدين ما نشره.

وأثارت تغريدة آل الشيخ جدلاً واسعاً، بعدما هاجم الفلسطينيين واهانهم بلفظ خارج وهو الامر الذي اعتبره كثيرون أنه تسييس تتبعه المملكة بحق الحجيج.

وقال آل الشيخ في التغريدة: “الفلسطينيون هم وبال على كل من يستضيفهم، استضافهم الأردن فكان أيلول الأسود واستضافهم لبنان فكانت الحرب الأهلية واستضافتهم الكويت فتحولوا إلى جنود لصدام وهم الآن يحولون منابرهم لشتمنا ونكران مواقفنا. هؤلاء لم يعرف لهم إلا جيش الدفاع الإسرائيلي”، بحسب زعمه.

وقال المغرد “الكاشف” ساخراً من آل الشيخ: ”مكة المكرمة للمسلمين وليست لكم، خلاص العقل طين”.

فيما قال مغرد آخر: “هل أصبح الشيخ يعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء استغفر الله العظيم.. أم أننا قريبا سنراه يقوم بتوزيع صكوك الغفران لدخول الجنة؟”.

وأضاف ”لقد رفع ابراهيم واسماعيل عليهما السلام القواعد من البيت الحرام بهذا المكان الطاهر وبدعوته تعيشون ليس من اجل آل سعود ام على الله تفترون”.

وقال مغرد آخر: ”يا محمد ال الشيخ بدل ما تغلط على حماس اتوسل لحماس وسحج لها واطلب منهم يدربون جيشكم المهزوم عرتونا في حرب ال 20 حوثي 50 جندي حمساوي جعلو اسرائيل تطلب من مصر توقيف اطلاق النار اما جيشكم 5 سنوات تتقاتلون مع 20 حوثي وانهزمتم حماس اقوى واشرف وافضل واشجع مما تظن”.

آل سعود التاريخ يتحدث عنهم!

تهجم محمد آل الشيخ على الفلسطينيين حادثة تسلط الضوء على السياسات التعسفية التي تنتهجها السعودية بحق الفلسطينيين الذين قلما يتوجه الاعلام الى اوضاعهم الصعبة في السعودية او في ظروف الحج.

وقليل هم من يعرفون عن احوال الفلسطينيين المعتقلين في السجون السعودية فقد كشف حساب "معتقلي الرأي"، المهتم بنشر أخبار المعتقلين في السعودية، عما تعرض له عدد من الفلسطينيين المقيمين في المملكة من انتهاكات خلال حملة الاعتقالات التي تعرضوا لها.

وقال الحساب في سلسلة تغريدات نشرها على صفحته بـ"تويتر"، إن المباحث السعودية "مارست انتهاكات حقوقية خلال اعتقال المقيمين الفلسطينيين، وخاصة من كان يعمل منهم مع رجلي الأعمال فيلالي.

وأشار إلى أن السلطات السعودية قامت بـ"مداهمة المنازل ليلاً، وتجميع العائلة في غرفة واحدة، وترهيب النساء والأطفال، ومصادرة الأجهزة الإلكترونية"، قبل اعتقالهم للشخص الذي يبحثون عنه.

150 فلسطينياً في سجون السعودية

وأوضح أن عدداً ممن اعتقلوا تعرضوا للضرب العنيف المهين أثناء اقتيادهم وهم مكبلون من منازلهم إلى سيارات المباحث.

كما كشف الحساب عن عدد المعتقلين الفلسطينيين المقيمين في المملكة، والذي قال إنهم تجاوزوا الـ 150 شخصاً، منهم 40 فلسطينياً في مدينة جدة فقط.

وذكرت التغريدات التي نشرها الحساب أن معظم المعتقلين، "سواء كانوا رجال الأعمال (فيلالي وابن محفوظ وأبو غوش)، أو المعتقلين من المقيمين الفلسطينيين، ممنوعون تماماً من جميع أشكال التواصل مع عائلاتهم.. وبعضهم مرّ عليه قرابة عام وعائلته لا تعرف عنه شيئاً، بما في ذلك فترتي رمضان والعيد".

وكان الحساب كشف، في وقت سابق مواصلة السلطات السعودية اعتقال رجال الأعمال "أسامة فيلالي، وهشام فيلالي، ومحمد بن محفوظ، وريس بن محفوظ، وصالح أبو غوش"، بسبب تشغيلهم للاجئين فلسطينيين.

يذكر أن السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات وملاحقات كبيرة طوال الشهور الماضية على أبناء الجالية الفلسطينية، واتخذت خطوات أخرى غير مسبوقة لتشديد خناقها على الفلسطينيين داخل المملكة وخارجها.

وكشف موقع "الخليج أونلاين"، في تقرير سابق له نُشر بتاريخ 17 أبريل الماضي، عن تعرض الفلسطينيين المقيمين داخل أراضي المملكة لحملات اعتقال وتهديد وملاحقة هي الأكبر والأخطر التي تنفذها قوات الأمن السعودية بصورة سرية، ودون أي تدخلات أو تحركات تذكر من قبل السفارة الفلسطينية في الرياض.

السعودية تمنع التحويلات المالية للفلسطينيين

وبعد حملة الاعتقالات والملاحقات الكبيرة التي شنتها طوال الشهور الماضية على أبناء الجالية الفلسطينية، بدأت السعودية باتخاذ خطوات أخرى غير مسبوقة، لتشديد خناقها على الفلسطينيين داخل المملكة وخارجها.

الخطوة الجديدة التي لجأت لها الرياض هذه المرة كانت تتعلق بالتحويلات المالية المصرفية والبنكية، الرسمية وغير الرسمية، والتي شهدت خلال الأسبوع الماضي وحتى أيام عيد الفطر تطوراً ملحوظاً، وأدى توقفها بشكل شبه كامل إلى تفاقم معاناة الفلسطينيين داخل السعودية وخارجها.

المتضرر الرئيسي من هذه الخطوة هم سكان قطاع غزة، فمعظم التحويلات المصرفية التي كانت تتم بشكل طبيعي في السابق وتنشط كثيراً خلال الأيام التي تسبق العيد أصبحت مُجمدة، وبعضها يسير ببطء، وفي حال وصلت فإنها تصل متأخرة عن المعاد المعهود والذي لا يستغرق ساعات معدودة.

العديد من الفلسطينيين اشتكوا من هذه الخطوة التي اعتبروها “تطوراً غير مسبوق”، وأكدوا أن عملية تحويل أو استلام أي حوالة مالية بين السعودية وقطاع غزة، باتت إجراءاتها صعبة بخلاف ما كان يجري في السابق.

ماذا علقت حماس على الاعتقالات؟

علّق صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على اعتقال الفلسطينيين في السعودية والإمارات.

وقال العاروري في مقابلة مع "فضائية الأقصى": إن "دولة عربية (لم يحددها) اعتقلت مؤخراً عشرات المناصرين لقضيتنا الفلسطينية والداعمين لشعبنا".

وأبدى أسفه لوجود معتقلين من حماس لدى دول عربية وإسلامية، داعياً إياها إلى "إغلاق هذا الملف والإفراج عنهم، خاصة أن أعمار بعضهم تجاوز الـ80 عاماً".

الصهاينة يعترفون لآل سعود بقمعهم للفلسطينيين

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن السعودية تنفذ حملة اعتقالات واسعة ضد فلسطينيين مقيمين في المملكة لتعاطفهم مع القدس وغزة.

ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي والناشط السعودي المنشق سعيد بن ناصر الغامدي قوله، "بحسب تغريدة على حسابه في تويتر"، إنّ الحملة طالت 60 فلسطينياً من المقيمين في المملكة والمتعاطفين مع القضايا الفلسطينية.

وفقاً للغامدي فإن المملكة وجهت للمعتقلين تهماً تتعلق بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها السعودية جماعة إرهابية.

وكشف الأكاديمي السعودي أن الحملة طالت مصريين وقد تطال آخرين متعاطفين مع القضية الفلسطينية.

وأشار الغامدي إلى اعتقال 20 امرأة فلسطينية ومصرية تم اعتقالهن العام الماضي، وإطلاق سراحهن، ادعت خلالها السلطات السعودية أنهن تلقين تعليمات من جماعة الإخوان وتنظيمات إرهابية.

وقالت الصحيفة إن هذه الادعاءات تدعم تقارير منظمات تتحدث عن 150 فلسطينياً محتجزين في السجون السعودية.

منظمات حقوقية مقرها بريطانيا وأخرى تراقب حقوق الإنسان في السعودية أكدت ارتكاب انتهاكات بحق هؤلاء السجناء خلال عملية الاعتقال وبعده.

المنظمات أكدت ترحيل 100 فلسطيني على الأقل من المملكة على مدار عامين بتهمة دعم حركة حماس الفلسطينية، أو المشاركة في نشاطات خيرية تقدم المساعدات لفلسطينيين في غزة.