عود على بدء.. إحياء صفقة ترامب من جديد؟!

عود على بدء.. إحياء صفقة ترامب من جديد؟!
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

أسئلة عدة طرحت عن زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لواشنطن ولقائه المسؤولين الأميركيين الكبار فيها، ولا سيما أن بعضها بقي طي الكتمان، ما يشي أن أمرا ما، يتعلق بإدارة مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، يدبر ويرسم بعناية بالغة.

العالم _ لبنان

ومن المعروف أن ملف المفاوضات هو بعهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يصر على تلازم المسارين في التفاوض حول الحدود البرية والبحرية، لأن أي تنازل قد يخسر لبنان كيلومترات عدة من حدوده البحرية.

وكان الحريري يسعى قبلا بقوة لأن يتولى إدارة المفاوضات بعد أن قدم الأميركيون عبر صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنير إليه عرضا غير رسمي يربط الاستعجال في حل هذا الملف بالحصول على مبالغ مالية لدعم مشاريع استثمارية تصل قيمتها إلى نحو 6 مليارات دولار، لكن هذه الأموال لن تكون مجانية، إذ إن عرض كوشنير كان رزمة متكاملة: الحدود والأموال إضافةً إلى مشاركة لبنان في صفقة القرن.

وكانت مصادر دبلوماسية غربية كشفت أن مضمون اقتراح كوشنير هو تسهيل ترسيم الحدود الجنوبية وحصول لبنان على مبالغ كبيرة، وتعهد الولايات المتحدة بتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، في مقابل تشجيع لبنان الفلسطينيين على الهجرة، مع السماح لمن يبقى منهم في لبنان بالعمل في مشاريع استثمارية، ما يعني عمليا التوطين.

وفي ما يتعلق بزيارة الحريري لواشنطن وما تخللها من لقاءات كتبت جريدة "الأخبار" اللبنانية تحت عنوان: "الحريري يحرتق على بري": لم يتخلَّ سعد الحريري عن رغبته في توليه شخصيا ملف التفاوض حول الحدود البرية والبحرية. وأصبح بالإمكان بعد اللقاءات التي عقدها في واشنطن، التأكيد أنه لم يرضَ التسليم بواقِع إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري لمُفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وأشارت الجريدة اللبنانية إلى أن الأميركيين يفضلون أن يكون الحريري هو المفاوض اللبناني، بسبب عدم معارضته الفصل بين الحدود البرية والحدود البحرية .ولذلك لم يتوقف عن التعبير عن استيائه من تولي برّي إدارة هذا الملف. وكان خلال تواصله الدائم مع حزب الله يؤكّد أنه الأولى بالتفاوض لأنه "صديق شخصي لكوشنر"، إلا أن الحزب قطع الطريق عليه بالتأكيد أنه "يقف خلف بري في كل ما يقرره بشأن التفاوض"، علمًا أن رئيس الحكومة كان صريحًا إلى درجة القول إنه "يريد تقديم الحلّ هديةً لكوشنر الذي تعهّد بمساعدات اقتصادية للبنان في المقابل".

وعن اجتماعات عقدها الحريري في واشنطن مع مسؤولين أميركيين بقيت بعيدة عن الإعلام قالت "الأخبار": "هذا التكتّم خلقَ "نقزة" في الداخل اللبناني، وطرح علامات استفهام كثيرة على اجتهادات الحريري "السرية" مع "أصدقائه" الأميركيين، وذلك بالتزامن مع انتشار الحديث عن نيته طرح ما اتُّفق عليه حول الترسيم مع بومبيو على مجلس الوزراء للتصويت عليه. الأمر الذي يؤكد محاولاته المستمرة لسحب الملف من يد بري...".

ويرى مراقبون أن شكوكا كبيرة تثار حول لقاءات الحريري السرية في واشنطن، ما يطرح سؤالا أساسيا عن محاولاته ومسعاه في توليه إدارة التفاوض حول ترسيم الحدود البرية والبحرية وسحبه من يد بري وهو: هل المطلوب إعادة إحياء صفقة ترامب من جديد.