مؤتمر باكو الاستخباراتي.. أردوغان يُفعّل التجسس!

مؤتمر باكو الاستخباراتي.. أردوغان يُفعّل التجسس!
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٦:٣٩ بتوقيت غرينتش

يبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان وجد في مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية (المجلس التركي)، وسيلة لمزيد من التجسّس على المُعارضين السياسيين وعلى المواطنين الأتراك بشكل عام، بدلاً من استغلال المجلس لغايات اقتصادية وثقافية ورياضية بين الدول الأعضاء، حيث تتوفر الآليات اللازمة لذلك في هيكلية التأسيس.

العالم ـ تركيا

وفي هذا الصدد، استضافت العاصمة الأذرية باكو، الجمعة، الاجتماع الـ 22 لمؤتمر وكالات الاستخبارات في مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية، حيث أقيم الاجتماع بضيافة رئيس جهاز أمن الدولة الأذري، علي ناغييف، وشارك فيه رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، ورئيس لجنة الأمن القومي الكازاخي كريم ماسيموف، ورئيس لجنة الأمن القومي القرغيزي أوروزبيك أوبومباييف، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وتعتمد 6 دول، التركية ولهجاتها لغة رسمية لها، هي أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزيا وكازاخستان، وتمتلك تلك الدول لغة وتاريخا وحضارة مشتركة.

وذكر بيان صادر عن جهاز أمن الدولة الأذري، أنّ الاجتماع ناقش قضايا مثل تحسين التعاون في مكافحة الإرهاب الدولي، وتبادل المعلومات حول مختلف التهديدات والجرائم.

وأوضح أنه تمّ الاتفاق في الاجتماع على تشكيل الأمانة الدائمة لمؤتمر المجلس التركي لوكالات الاستخبارات في العاصمة التركية أنقرة. وعقب الاجتماع استضاف الرئيس الأذري إلهام علييف، المشاركين في الاجتماع، وفي مقدمتهم رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان.

وكان من المُلفت مؤخراً تزايد الحديث في وسائل الإعلام الروسية والتركية على حدّ سواء عن دول الاتحاد السوفييتي السابق الناطقة بالتركية، مما قد يُشكّل خلافاً في النفوذ لا يُستهان به بين موسكو وأنقرة في المستقبل القريب.

وتوقفت موسكو مؤخراً عند خطورة تصريح وزير العلاقات التركية مع جمهوريات رابطة الدول المستقلة الناطقة بالتركية، بأن 'الجمهورية التركية، خليفة الإمبراطورية العثمانية العظيمة، وعليها أن تنشئ تحالفًا مع أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة حادة مع روسيا'.

ويرى كبير الباحثين في أكاديمية العلوم الروسية والأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير أفاتكوف، أنّ 'أنقرة، تريد أن تصبح سيدة العالم التركي. فأكثر القوميين الأتراك تطرفاً واثقون من أن جميع الأتراك يجب أن يتوحدوا تحت راية تركيا ويعيشوا وفقا للقواعد التركية. المنطقة رقم واحد، هي الدول التركية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي؛ والمنطقة رقم 2 حيث الشعوب التركية في مختلف دول ما بعد الاتحاد السوفيتي.. في الأولى، تركيا نشطة للغاية، وفي الثانية، تتوسع بشكل كبير من خلال العلم والتعليم. كل هذا جزء من أيديولوجية تركيا لنشر نفوذها'.

وتقول وكالة أنباء الأناضول، إنّ مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية 'المجلس التركي' يستعد لإحياء الذكرى العاشرة لتأسيسه، بعد أن قطع أعضاؤه شوطا كبيرا خلال هذه الفترة، في تعزيز التعاون والتنسيق بينهم.

وتعود بدايات تأسيس 'المجلس'، إلى القمة التاسعة لزعماء البلدان الناطقة باللغة التركية، التي احتضنتها مدينة نخجوان الأذرية في 3 أكتوبر 2009.

ويتكون 'المجلس التركي' من مجالس زعماء الدول الأعضاء، ووزراء الخارجية، وأصحاب اللحى البيضاء (في إشارة إلى قادة الرأي القادمين من البلدان الأعضاء)، ولجنة كبار الموظفين والأمانة العامة التي يوجد مقرها حاليا في مدينة إسطنبول.

وعقد منذ تأسيسه وحتى الآن، 6 قمم على مستوى زعماء الدول الأعضاء.كما يضم 'المجلس' آليات تعاون في بنيته، أبرزها جمعية برلمانات البلدان الناطقة باللغة التركية، ومجلس العمل التركي، ومنظمة الأكاديمية والثقافة التركية الدولية، واتحاد الغرف والبورصات المشتركة في العالم التركي.

وتشارك كل من أوزباكستان وتركمانستان، في قمم وفعاليات 'المجلس التركي' الذي تعتبر تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزيا، من أعضائه المؤسسين.

كما تشارك المجر في فعاليات 'المجلس' بصفة عضو مراقب، بعد أن تقرر قبول عضويتها المذكورة خلال القمة السادسة للمجلس التركي، والتي انعقدت العام الماضي بمدينة 'تشولبان ـ أتا' القرغيزية.

ويتمثل الهدف الرئيسي لمجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية، وفقاً للأناضول، في تأسيس وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في قضايا السياسة الخارجية، والاقتصاد، والمواصلات، والجمارك، والسياحة، والتعليم، والإعلام، والرياضة والشباب.

كما يستهدف تعميق العلاقات بين الدول الناطقة بالتركية، وتوسيع مجالات التعاون الدولي في العالم الإسلامي، وبين بلدان الشرق الأوسط والمنطقة الأوراسية، وترسيخ السلام والاستقرار فيها.

وفي مايو الماضي، قررت الدول الأعضاء خلال اجتماع في العاصمة الكازاخية نور سلطان، تأسيس غرفة التجارة والصناعة لمجلس تعاون البلدان الناطقة باللغة التركية، فيما يستمر العمل على تأسيس 'صندوق الاستثمار المشترك'.

* موقع أحوال تركيا