الإعلان عن تأسيس تجمع "مراسلي السلام"

الإعلان عن تأسيس تجمع
السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٥٣ بتوقيت غرينتش

أكد تجمع "مراسلي السلام" في بيان بمناسبة تأسيسه، أن السلم فضيلة تنشأ من صميم القلب ولذلك ينبغي أن نجعله قانونا ابديا للحياة.

وفيما يلي نص البيان:

اسمحوا لي أن اقول كلاما صوفيا

يا ضياء عيوني إن السلم أفضل من الحرب والاحتكام (الشاعر: حافظ الشيرازي)

أن الانسان يعيش في عصر جعل استبداد وطغيان الكثير من الدول والحكومات، السلم مستمسك وذريعة لاشعال نار الحروب، ونشاهد أن العنف والحرب، الاغتيال والارهاب، الفقر والهجرة، التشرّد والنزوح، انتهاك حقوق الانسان وتكريس ذلك في كثير من مناطق العالم، التمرد والخلافات المذهبية والقومية، المنع الدولي على حصول الشعوب على الادوية والمواد الصحية والاغذية، وازمة البيئة والجفاف ادى الى إضعاف السلم والعدالة بشكل مستمر. أن جميع هذه الامور تكشف عن الفاصلة والمؤشرات المقلقة بين الوضع المؤسف الراهن في العالم والوضع المطلوب لتحقيق العدالة والسلم في العالم. أن هذا الامر الهام يمثل جرس انذار على الوضع الانساني الراهن وضرورة الخروج من الازمات السياسية والحقوقية الداخلية والدولية ومحاولة السير على طريق "السلم المستدام"، بالشكل الذي يتناسب مع عنوان الانسان.

وفق ما اعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة –يونسكو- ينبغي علينا أن نفتح اعيننا على واقع الازمة الحالية في حقول كالتربية والتعليم لاستقرار السلم في العالم، كما ينبغي أن نقطع الطريق على التعاليم التي تروج لخطاب الكراهية. ولا يتحقق هذا الامر إلا عبر التعليم والتربية التي تؤهل الناس لمواجهة الاصوات التي تدعو الى العنف. كما أن لمواجهة تدمير التنوع الثقافي وتعريض الاقليات للاذى والمشاكل ينبغي أن نحافظ على الموروث كمصدر قوة للتفاهم المتبادل، ونحقق الارضية اللازمة لحرية البيان لمواجهة الجهل. كما أنه ينبغي أن نواجه العنصرية والتبعيض والتشدد وتشويه واستغلال الماهية الثقافية والمذهبية بلا هوادة، لكي يقترب العالم اليوم الى احترام الكرامة الانسانية وحفظ العزة والامن اكثر من اي وقت مضى.

تجمع "مراسلي السلام" الذي يتشكل من عدد من النشطاء على صعيد الاعلام والثقافة والفن من الذين يحملون همّ السلم العالمي، وكانت لهم خطوات صغيرة ذات نتائج كبيرة، اليوم حصل على فرصة الحياة في العالم كي يساهم في اداء الدين الذي يقع على عاتقه في رصد ما يحصل في العالم حول الكرامة والحقوق الانسانية وبذلك يعلن عن انطلاق نشاطه الجماعي.

نحن نؤمن أن الحرب ليس بمعنى عدم وجود الحروب، ولان الحرب تنشأ من ذهن الانسان ينبغي أن ينطلق السلم من هناك ايضا.

كما نؤمن أن السلم فضيلة تنشأ من صميم القلب ولذلك ينبغي أن نجعله قانونا ابديا للحياة، لان السلم يكشف عن امال الانسان في تحقيق التعايش السلمي والعيش الحر والمساواة في الكرامة.

نحن نسعى في ظل الاهداف والمسؤليات التي رسمناها لتجمعنا أن نركز جميع انشطتنا على السعي لترويج ثقافة السلم والصداقة بين جميع الناس بمعزل عن العرق واللون واللغة والمذهب والقدرة، ونطالب جميع المسؤولين والسياسيين والمنظمات الداخلية والدولية الحكومية وغير الحكومية أن يركزوا جهودهم على القضاء على جذور الامور التي تنفي السلم والسلام.

نحن نرى أن السلم يبتني على حسن النية والتفاوض واحترام الحقوق والمصالح المتبادلة بين الحكومات والشعوب في ظل اعلان الامم المتحدة والقوانين والالزامات الحقوقية الداخلية والدولية وحقوق الانسان، ونطالب الدول والحكومات بالاجماع على تكريس السلم المستدام والابتعاد عن التشدد.

نأمل أن تؤدي الجهود الخالصة لهؤلاء الناس الطاهرين الى تبديل امنية السلم الى حقيقة عينية وتكشف عن الوجه الجميل لعالم الوجود.

تعال فانه أتى عصر السلم والصداقة والمؤدة

بشرط ألا نتحدث عمّا مضى (الشاعر: سعدي الشيرازي)

تصنيف :