'أزمة الشرعية' تدفع أنظمة خليجية للتطبيع مع 'إسرائيل'

'أزمة الشرعية' تدفع أنظمة خليجية للتطبيع مع 'إسرائيل'
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر: قال وزير خارجية الكيان الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه يعمل على خطة للتوقيع على اتفاق تاريخي لعدم الاعتداء مع الدول العربية في الخليج الفارسي ، وستضع نهاية للصراع وستسمح بالتعاون المدني لحين التوقيع على اتفاقيات سلام، وانه قدم المبادرة لوزراء الخارجية العرب والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات خلال زيارته للامم المتحدة مؤخرا.

إعرابه:

-يتساءل العديد من المراقبين السياسيين عن الاسباب التي تدفع الدول العربية في الخليج الفارسي الى الهرولة بهذا الشكل المخزي للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، في الوقت الذي يمر فيه باصعب الظروف، حيث يعيش من ازمة حكم مزمنة قد تدفع الكيان الى شلل تام، بالاضافة الى الفضائح التي تلاحق رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو والتي ستفضي به الى السجن، بينما امريكا ، الحليف الاكبر للطرفين، تكاد تصبح دولة مشلولة، بعد ان ادخلها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، في دوامة من الفوضى السياسية.

-الملفت ايضا، ان الدول الخليجية التي تستجدي التطبيع مع الكيان الاسرئيلي بهذا الشكل المذل، وخاصة مع شخص مثل نتنياهو، تعرف ان الاخير هو الذي اقنع امريكا بعدم بيع اسلحة كاسرة للتوازن ، مثل طائرات اف 35 الى السعودية والامارات، لا خوفا من انظمتها، بل لاعتقاد الكيان الاسرائيلي ان هذه الانظمة ليست مستقرة وغير قابلة للاستمرار.

-هدف الكيان الاسرائيلي من وراء التوقيع على اتفاق عدم الاعتداء مع الدول الخليجية، ليس بسبب تجنب الصدام العسكري معها ، فهذه الدول لا تشكل اي خطر على الكيان الاسرائيلي بل على العكس تماما ، تعتبر من اسباب بقائه وديمومته، فنتنياهو يسعى من خلال هذا الاتفاق الحصول على المزيد من التغطية الشرعية لابتلاع اراضي الضفة الغربية باكملها.

-اما اسباب التطبيع الخليجي المجاني مع الكيان الاسرائيلي والذي بات الشغل الشاغل للمحللين السياسيين، ليست كما يدعي نتنياهو وملوك وامراء ومشايخ الخليج الفارسي، عدائهم المشترك لايران، بل بسبب ازمة الشرعية التي تعاني منها هذه الانظمة ، والتي تدفعها للارتماء في احضان "اسرائيل"، التي ترى فيها الاسر الحاكمة في هذه الدول بديلا للشرعية المفقودة، نظرا للمكانة التي تتبوأها "اسرائيل" لدى الدولة العميقة في امريكا.

-فات هذه الدول ان تدرك ان الرهان على الكيان الاسرائيلي هو رهان خاسر، فهذا الكيان يزداد تغولا كلما انبطح امامه العرب اكثر، فـ"اسرائيل" وفي اكثر اوقاتها قربا من العرب ، كما في ظل اكثر الادارات الامريكية دفاعا عن هذه الانظمة الاستبدادية القبلية، وهي ادارة ترامب، نجحت في اقناع امريكا بنقل سفارتها الى القدس المحتلة، كما اعترف ترامب صديق الخليجيين بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، ومنحها الجولان المحتل ، وقطع عن الفلسطينيين المساعدات التي كانت تصل اليهم عبر الانروا، واليوم تستعد هذه الادارة للاعلان في اي لحظة بضم الضفة الغربية الى "اسرائيل"، ولايبدو ان هذه الغدة السرطانية ستكف عن ابتلاع باقي الاراضي العربية والاسلامية اذا لم يتم معالجتها.