السفير الروسي في بيروت يكشف:

الأميركيّون يهيّئون لفوضى في لبنان

الأميركيّون يهيّئون لفوضى في لبنان
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٤:٤٦ بتوقيت غرينتش

السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين ليس متفائلاً هذه الأيام. تجربته اللبنانية ومتابعته لشؤون المنطقة متابعةً دقيقة وضعت بين يديه خلاصةً سياسية، مفادها أن الانفراجات لن تكون قريبة في معظم ساحات المنطقة.

العالم - لبنان

في التوصيف العام، يعود زاسبيكين إلى كلام الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام رداً على سؤال عن تحديات المرحلة الحالية والمقبلة، حين قال إن «الأمور تزداد صعوبة».

سريعاً، يستعرض الدبلوماسي أزمات العالم، والدور الأميركي في خلقها. من فنزويلا، إلى القارة الإفريقية، إلى آسيا وأوروبا وأوروبا الشرقية وأوكرانيا، والشرق الأوسط، يستخلص أن الأميركيين يناقضون تماماً الرؤية الروسية، التي تقوم على أساس احترام سيادة الدول والقانون الدولي.

ومن هذه الأزمات، يضيّق زاسبيكين مجهر تحليله إلى الوضع اللبناني. فهو، وإن كان يدرك تماماً حجم الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، المتراكمة منذ سنوات طويلة، إلّا أنه يصف ما يحصل في أزمة العملة الأجنبية والشروط السياسية الاقتصادية على البلاد، بالخطّة الأميركية لإحداث الفوضى في لبنان. والفوضى، كما يريدها الأميركيون، هدفها ضرب حزب الله في لبنان ومِن خلفه خصوم أميركا في المنطقة. ويعطي مثلاً على ذلك، أن مجموعة العمل لأجل لبنان، والمُشَكَّلة من سفراء الدول الخمس الكبرى، كانت دائماً تضع في بندها الأول، مبدأ الحفاظ على الاستقرار الداخلي والوضع الأمني. لكنّه أخيراً، بات يشعر بأن الأميركيين يهملون هذا المبدأ، وهم في خطّتهم التي توصل إلى انهيار الوضع الاقتصادي وحصول غليان شعبي، إنّما يهددون استقرار لبنان في حربهم لتطويع خصوم أميركا، بدل الحفاظ على هذا البلد وحمايته.

لكن ألا تتأثر المصالح الأميركية في حال انهيار لبنان؟ يردّ زاسبيكين على السؤال بسؤال: في حال الانهيار الاقتصادي وانهيار الدولة، ما هي الجهة الوحيدة التي ستحافظ على تماسكها؟ ثم يجيب السفير على نفسه: إنه «حزب الله». من هنا، لا يتوقّع الدبلوماسي المخضرم ألا يغامر الأميركيون إلى هذا الحدّ، وسيحاولون إبقاء البلاد تحت الضغط والأزمة، والثبات على شفير الانفجار.

فراس الشوقي - جريدة الأخبار