من صديق إلى عدو..

من هو جوهر محمد الذي أحرج رئيس وزراء إثيوبيا؟

من هو جوهر محمد الذي أحرج رئيس وزراء إثيوبيا؟
السبت ٠٢ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

أعلنت الحكومة الإثيوبية مقتل ما لا يقل عن 78 شخصا وإصابة 408 آخرين في التظاهرات التي تشهدها البلاد خلال الفترة الماضية.

العالم - افريقيا

برز خلال تلك التظاهرات اسم الناشط السياسي الإثيوبي الذي ينتمي إلى عرقية الأورومو، جوهر أو جوار محمد، وهي العرقية ذاتها التي ينحدر منها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد.

بدأ جوهر محمد يجسد روح المعارضة الإثيوبية لرئيس الوزراء الحاصل حديثا على جائزة نوبل للسلام، ليتحول جوهر من صديق ومؤيد لآبي أحمد، إلى عدو ومعارض شرس له، يتسبب في إحراج الحكومة الإثيوبية أمام الرأي العام الدولي.

منذ أشهر قليلة، كان جوهر محمد يعد صانعا لفوز لرئيس الوزراء الحالي، آبي أحمد، من خلال الدعم الذي قدمه له عبر شبكته الإعلامية.

فالناشط الذي بات معارضة للحكومة خريج جامعتي ستانفورد وكولومبيا الأمريكيتين، عمل كصحفي، وهو أيضا المدير التنفيذي ومؤسس "شبكة أوروميا" الإعلامية التي تتمثل أساسا في قناة أنشأها في مينيابوليس حين كان يعيش في الولايات المتحدة. وتعتبر هذه القناة التي تبث عبر الأقمار الصناعية لسان المعارضة بامتياز، واستخدمها جوهر محمد لأغراض سياسية في الماضي.

تقول قناة فرانس "24" إن جوهر محمد انتقل مؤخرا إلى صفوف المعارضين لآبي أحمد ليصبح من أبرز خصومه.

حيث انتقد في عدة مناسبات علنا إصلاحات رئيس الوزراء.

ثم رسخت اتهامات جوهر محمد على مواقع التواصل الاجتماعي لآبي أحمد بأنه يحاول إرساء دكتاتورية في إثيوبيا القطيعة التامة بين الرجلين، وهو ما أثار امتعاض آبي أحمد الحائز مؤخرا على جائزة نوبل للسلام.

في نقاش أمام البرلمان الإثيوبي، ألمح رئيس الوزراء الإثيوبي، إلى أن جوهر محمد يلعب دورا ملتويا في الداخل الإثيوبي، وقال: "أولئك الذين يملكون وسائل إعلام وليست لديهم جوازات سفر إثيوبية ويلعبون ألعابا ملتوية، تجدهم في فترات السلم ويغيبون في فترات الاضطرابات". في إشارة إلى جوهر محمد الذي يحمل جواز سفر أمريكي.

اشتد التوتر بين الرجلين في 23 أكتوبر الماضي، حين كتب جوهر على فيس بوك بأن عنصر الحراسة الشخصي الذي خصصته السلطات الفيدرالية لحمايته بعد عودته إلى إثيوبيا العام الماضي، تلقى الأوامر بالانسحاب.

مؤكدا أن سحب الحماية يندرج في إطار خطة تسمح لمعادين له بمهاجمته إلا أن السلطات أجهضت هذه الخطة.

مباشرة بعد هذه الاتهامات نزل أنصار جوهر محمد إلى الشوارع للتنديد بممارسات آبي أحمد المتهم بالتحضير لاعتداء ضد خصمه.

واندلعت مواجهات بين أنصار الأخير والشرطة في البداية بأديس أبابا قبل أن تنتشر في منطقة أوروميا. فأحرقت الإطارات المطاطية ونصبت الحواجز وقطعت الطرقات في عدة مدن، وخلفت المواجهات حصيلة ثقيلة بلغت بحسب الشرطة 78 قتيلا على الأقل حتى الآن.