سوريا... اثرياء بفضل الحرب

سوريا... اثرياء بفضل الحرب
الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

الحرب على سوريا هي اشبه بفانوس سحري وجده أشخاص كانوا قبلها لا شيء واصبحوا بعدها من اصحاب المليارات.

العالم - سوريا

قادة الجماعات المسلحة او ما يسميهم الغرب بالمعارضة المسلحة، هم الان من ابرز رجال الاعمال والمستثمرين في اوروبا وتركيا، ورأس مالهم يزداد يوميا ليس بسبب التجارة، بل بسبب الحرب الدائرة في البلاد، ولهذا السبب يعرقلون اي جهد من اجل انهائها، لأنه بمجرد ايقاف المعارك سوف يغلق صنبور المال الذي يتدفق عليهم، وعدد هؤلاء كبير جدا ولكن سوف استعرض بعضهم فقط.

خالد سراج او كما يعرفه اهالي حلب بخالد الحياني، هو اصدق مثال على أغنياء الحرب، هذا الرجل كان عبارة عن بائع سمك وتحول فيما بعد الى مرافق لاحدى الراقصات وذلك قبل الحرب، اما بعدها فقد اصبح قائدا لما بات يعرف باسم "لواء شهداء بدر".

الملياردير الصغير كما كان يسمى، بدأت قصته في عام 2012 عندما قاد عملية سرق المعامل وخطوط الانتاج التي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات في منطقة الليرمون والمنطقة الصناعية وتم تهريبها الى تركيا، اضافة الى بيعه لمولدات الكهرباء الحكومية والخاصة في المنطقة للمافيات التركية، والتي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات.

العملية الكبرى للحياني كانت في الشهر الثامن لنفس العام وكانت سرقة سوق الذهب في المدينة القديمة لحلب، وتقدر قيمة ما سرق بـ 400 كيلو ذهب.

والمدينة القديمة كانت تحتوي على 300 ورشة لتصنيع الذهب و500 محل للبيع، وقد تعرضت كلها للسرقة في ذلك الشهر بعد دخول الجماعات المسلحة لمدينة حلب، وتمت سرق السوق باشراف الحياني وبالتنسيق مع قيادات ما يسمى بالجيش الحر وتركيا، حيث هربت المسروقات إليها.

وحتى مقتل الحياني قدرت ثروته بمليارات الدولارات، هذا ان صدق خبر مقتله، لأن كثيرين يشككون في مقتله ويقولون انه لا يزال يعيش في تركيا تحت اسم آخر ويدير امواله.

ابو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا، حلمه منذ الصغر ان يكون رجل اعمال، وقد تحقق له ذلك ولكن على دماء السوريين. يمتلك الجولاني استثمارات في عدة دول وعلى رأسها تركيا بقيمة 200 مليون دولار، وهي أموال أخذها من عدة طرق بينهما 100 مليون كمنحة من الدول العربية، والأخرى هي عن طريق الجباية من اهالي ادلب، الى جانب مصادرة عقارات من يعارض النصرة في المحافظة وبيعها لغيرهم، وبيع قرى باكملها للمقاتلين الشيشان والايغور والافغان.

جمال زينية والمعروف بابو مالك التلي، امير النصرة السابق في القلمون، ثروته تقدر بـ30 مليون دولار، جمعها من عدة طرق ابرزها حالات الخطف التي كان يمارسها مسلحوه بين سوريا ولبنان، اضافة الى أن جزء منها كان من دول عربية دعمت جماعته في وجه الدولة السورية، وبعد ذهاب التلي الى ادلب تضاعفت ثروته، بشكل كبير بعد ازدهار سوق المخدرات في المحافظة، وامواله تستثمر على هيئة فنادق ومطاعم في تركيا.

محمد علوش القيادي في جيش الاسلام وأخ مؤسسه زهران، ثروته تقدر بـ100 مليون دولار، جمعها من الضرائب التي كانت تفرض على المدنيين في الغوطة الشرقية، ومن بيع المساعدات الغذائية التي كانت تدخل اليها للمدنيين، وتجارة الادوية، وتهريب مولدات الكهرباء في الغوطة الشرقية والمنطقة الجنوبية الى دول الجوار وبيعها لهم، وجزء من هذه الثروة كان من السعودية الداعم الرئيسي لجيش الاسلام، واستثماراته تتوزع بين سلسلة مطاعم وفنادق في مدينة اسطنبول، اضافة الى شركات صرافة وتجارة وأغذية وتأجير سيارات فارهة في تركيا، ومصنع للأدوية في السودان، وسلسلة مطاعم في السعودية.

أبو همام البويضاني قائد جيش الاسلام، ثروته تقدر بـ100 مليون دولار أيضا، جمعت بنفس طريقة محمد علوش الذي كان شريكه الدائم في هذه الاموال، اضافة الى أنه اخرج معه من الغوطة الشرقية الى منطقة جرابلس في ريف حلب كميات من الذهب تقدر بـ30 مليون دولار، تركيا وضعت يدها على 70 مليون دولار العام الماضي هي للبويضاني أراد استثمارها في بناء مول تجاري ضخم في مدينة انطاليا، وبعد موافقته على مشاركة انقرة في عمليتها بالشمال السوري أفرجت له عن هذه الاموال.

هذا جزء بسيط من الأموال التي هربت من سوريا، وهذه عينة بسيطة أيضا من أثرياء الحرب، الذين كدسوا الاموال على جثث السوريين ودماءهم، وجميعهم يتحدثون بالدين وجماعاتهم تحمل أسماء دينية. وبعد كل هذا هل لا يزال هناك من يتساءل لماذا لم تنته الحرب في سوريا حتى الان ؟

بقلم: ابراهيم شير - كاتب واعلامي سوري