لبنان.. الجميع في مأزق

الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٩ - ١١:٢٧ بتوقيت غرينتش

في اليوم الثامن والعشرين من الاحتجاجات في لبنان عاد المتظاهرون لقطع الطرقات إثر حديث رئيس الجمهورية المتلفز مساء أمس الثلثاء، بحجة أنه دعا المتظاهرين إلى الهجرة، وهذا ما رأى فيه مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية محاولة مكشوفة لتحوير كلام الرئيس وإعطاء مبرر لنزولهم إلى الشارع. 

العالم_لبنان

فقد صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيانا جاء فيه:"توزع وسائل إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي كلاما محرفا من حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الفقرة المتعلقة بوجود قائد للحراك الشعبي ورد فيها : "إذا مش عاجبهم ولا حدا آدمي بالسلطة يروحوا يهاجرو".

والصحيح أن الرئيس عون قال إنه إذا لم يكن هناك "أوادم" من الحراك للمشاركة في الحوار، فليهاجروا لأنهم بهذه الحالة لن يصلوا إلى السلطة".

وما زاد في تأجيج التصعيد الجديد مقتل المدعو "علاء أبو فخر" ليلة أمس على مثلث "خلدة" الرابط بمدينة بيروت، برصاص من آلية تابعة للجيش اللبناني، أوضح الأخير في بيان له أنه يجري التحقيقات اللازمة لاتخاذ الإجراء المناسب. وما كان لافتا مشهد نزول رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق "وليد جنبلاط" بين محازبيه بعد حادثة مقتل أحد محازبيه، ما يؤكد مشاركة الحزب الإشتراكي في الأحداث الدائرة، إضافة إلى انتشار مكشوف للمنتمين إلى التيار المستقبل برئاسة رئيس الوزراء المستقيل "سعد الحريري" وحزب "القوات اللبناني" برئاسة "سمير جعجع" كل في منطقته وهذا دليل إضافي على مشاركة الأحزاب في التظاهرات منذ اليوم الاول لاندلاعها.

وعما آلت إليه الأوضاع في لبنان، كتبت جريدة "الأخبار" تحت عنوان " أما آن الأوان" مقالا جاء فيه:.. أما آن لأحد أن يصرخ في وجه كل القوى الأمنية والعسكرية بأن دماء الناس أغلى من أي شيء آخر؟ هل نحن أمام مؤسسة عسكرية تمثّل أعلى درجات الانضباط، ولو في لحظات الفلتان، أم أمام ميليشيا تلبس البدلة المرقّطة وتتصرف كأن لا حرمة دم لأحد؟..

كيف يحصل أن تنطلق حملة منظّمة رداً على حديث رئيس الجمهورية بعد ثوان قليلة من انتهاء المقابلة؟ من هو العبقري الذي عرف ما سيقوله الرئيس حتى قرر رفع شعارات وخطوات لا هدف منها سوى الفوضى بنسخة رديئة مما شهدناه ولا نزال في العواصم والمدن العربية؟

أما آن الأوان ليستفيق إعلام الفتنة، ويعود خطوة إلى الخلف، بدل الغرق في لعبة تحريض لن تبقي له مشاهداً ولا متابعاً، أم أن كذبة محاربة الفساد قابلة لأن تطول وتأتي معها المؤن المحمّلة على دماء الناس؟

أما آن الأوان لمبادرة واقعية عاقلة تخرج الجميع من المأزق...