ماذا جری في اجتماع فيينا الاخير حول الاتفاق النووي؟

ماذا جری في اجتماع فيينا الاخير حول الاتفاق النووي؟
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

عقد في فيينا يوم الجمعة، اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بحضور وفود من ايران ومجموعة 4+1 في محاولة لإيفاء الأطراف الأوروبية بتعهداتها الواردة في الاتفاق مقابل تراجع ايران عن تقليص التزاماتها به.

العالم- تقارير

ورأس الاجتماع عن الوفد الايراني مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي وعن الوفد الاوروبي منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي هيلغا اشميد. وقال عراقجي في تصريح للصحفيين يوم الجمعة في ختام الاجتماع ان جميع الاعضاء اكدوا انه من دون تمتع ايران بمزايا الاتفاق النووي لا يمكن لهذا الاتفاق الدولي ان يدوم.

وقال عراقجي إن جميع اعضاء الاتفاق النووي يعتبرون اميركا السبب الاساس في توترات الاتفاق.

وحول أول لقاء له مع المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وصف عراقجي اللقاء بانه كان مفيدا وقال: ان اللقاء كان جيدا لبدء العمل، والمدير العام الجديد للوكالة اكد ضرورة الحفاظ على التعاون السابق بين الوكالة وايران.

وأصدر منسق الاجتماع بيانا أقر فيه المشاركون التزام ايران بتعهداتها خلال 14 شهرا من خروج اميركا المؤسف من الاتفاق النوي واعادة فرض الحظر والتي منعت تمتع ايران الكامل بالمزايا الناجمة عن ازالة الحظر، واكدوا ان الاتفاق النووي انجاز متعدد الاطراف وعنصر مفصلي في هيكلية حظر الانتشار (النووي) العالمي واعربوا عن"مخاوفهم الجادة" حول بعض التطورات من بينها اجراءات ايران لخفض التزاماتها النووية ازاء الاتفاق النووي.

کما اكد جميع الاعضاء اهمية التنفيذ الكامل والمؤثر للاتفاق النووي من قبل جميع الاطراف وعزمهم على متابعة المساعي الرامية لحفظ الاتفاق النووي، بالحفاظ على المصالح الاقتصادية التي يكفلها الاتفاق النووي لايران واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتنفيذ كامل التعهدات النووية وعدم اتخاذ خطوات تصعيدية في هذا الاطار ،كما رحبوا بالمساعي المستمرة لفريق العمل في مفاعل اراك والرئاسة المشتركة البريطانية الصينية لتطوير وتحديث مصنع اراك.

وأخذ المشاركون في الاجتماع التطورات الاخيرة المتعلقة بمنشاة فوردو بنظر الاعتبار واعلنوا دعمهم الحاسم لجهود روسيا لمواصلة تنفيذ مشروع النظائر المستقرة، ورحبوا بقرار حكومات بلجيكا والدنمارك وفنلندا وهولندا والسويد والنرويج في الانضمام الى الالية المالية "اينستكس" والآفاق المستقبلية لفتح ذلك امام الناشطين الاقتصاديين لدول اخرى من اجل تسهيل التجارة القانونية مع ايران ودعم حاجات الشعب الايراني.

کما ثمن الاعضاء الجهود الدبلوماسية الاخيرة الرامية لخفض التوتر، واكدوا ضرورة ابداء المرونة الكافية من قبل جميع الاطراف المعنية بغية الوصول الى النتيجة اللازمة من وراء هذه الجهود.

من جهتها اكدت مساعدة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي هيلغا شميت مسؤولية جميع الاطراف للحفاظ على الاتفاق النووي، داعية للمزيد من تكثيف الجهود في هذا الصدد.

وفي تغريدة لها في ختام اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي والذي جرى اليوم الجمعة في فيينا برئاستها مع مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي، كتبت شميت دون الاشارة الى عدم وفاء الاطراف الاوروبية بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي: "لقد طلبنا من ايران جديا (خلال الاجتماع) العودة عن نهجها السلبي الاخير عبر الالتزام الكامل بالاتفاق النووي"، حسب وصفها.

واضافت: ان مسؤوليتنا الجماعية هي الحفاظ على الاتفاق النووي. لقد طُلب من جميع المشاركين اطلاع عواصمهم على ضرورة تكثيف الجهود من قبل جميع الاطراف.

واكدت بانه تم الترحيب خلال الاجتماع بقرار 6 دول اوروبية (بلجيكا والدنمارك والسويد وفنلندا والنرويج وهولندا) الانضمام للالية المالية للتعامل التجاري مع ايران (اينستكس).

ولا شك في أن الاتفاق النووي معرّض للانهيار منذ انسحاب الولايات المتحدة الاحادي منه وانصياع الأوروبيين لواشنطن وتقاعسهم عن الوفاء بتعهداتهم. فهل بإمکان مجموعة 4+1 إنقاذ هذا الاتفاق الدولي من الانهيار وإثبات إرادتها؟ ويبدو ان تحقيق هذا الامر صعب للغاية إن لم يکن مستحيلا، بالنظر إلی ما تمارسه أمريکا من ضغوط متزايدة علی أوروبا.