ضغوط سعودية مورست على عمران خان لإفشال قمة كوالالمبور

ضغوط سعودية مورست على عمران خان لإفشال قمة كوالالمبور
الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٤:٢٦ بتوقيت غرينتش

فيما يبدو أن إعلان رئيس الوزراء الماليزي خلال زيارته لتركيا، في يوليو الماضي، عن تحالف ثلاثي يضم ماليزيا وتركيا وباكستان، لحماية الدين الإسلامي ودعوته الدول العربية والإسلامية إلى الانضمام إلى هذا التحالف قد أثار جنون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سعى لإفشال المبادرة الماليزية.

العالم - السعودية

وظهر ذلك جليا في تساؤلات صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” عن السبب الذي دفع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى عدم حضور قمة منبر الدول الإسلامية في كوالالمبور، وإن كان تعرض لضغوط من السعودية.

وقالت إن قرار عدم الحضور جاء بسبب ما يراه البعض أن القمة هي محاولة لاستبداله بمنظمة التعاون الإسلامي التي تسيطر عليها السعودية.

وكان رئيس الوزراء الماليزي “مهاتير محمد” أعلن عن عقد قمة إسلامية مصغرة ستعقد في العاصمة الماليزية كوالالامبور في ديسمبر القادم، وتضم 5 دول، هي ماليزيا وإندونيسيا وقطر وتركيا وباكستان، مستثنية بلاد الحرمين.

وقال مهاتير محمد أن الهدف الرئيسي من عقد هذه القمة هو تشكيل نواة لبداية تعاون إسلامي واسع، لوضع حلول للمجالات التي يواجهها العالم الإسلامي؛ منها الدفاع والتنمية الاقتصادية، والحفاظ على السيادة، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى زرع قيم الثقافة والعدالة والحرية.

وفي بيان لمكتب رئيس الوزراء مهاتير محمد قال إن خان اتصل مع الزعيم الماليزي البالغ من العمر 94 عاما للتعبير عن أسفه لعدم قدرته المشاركة في قمة كوالالمبور 2019 يوم الثلاثاء.

ولم يشر بيان الحكومة الماليزية إلى سبب تراجع خان عن المشاركة خاصة أن خان هو الشخص الذي ناقش الفكرة حول قمة موسعة مع مهاتير العام الماضي. وأكدت الحكومة الماليزية أن المناسبة الجديدة لا تهدف لأن تحل محل منظمة التعاون الإسلامي. وكان خان قد زار السعودية في رحلة وصفتها إسلام أباد بأنها جزء من تبادل الآراء حيث التقى خان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وذكرت مصادر صحافية باكستانية متعددة أن السعودية ضغطت على خان لكي يعيد التفكير في مشاركته بسبب ما ينظر إليه عن قمة كوالمبور وأنها بديل عن المنظمة التي تسيطر عليها السعودية. وقال البيان الصادر عن مكتب مهاتير إن هذه القمة هي “مبادرة غير حكومية تدعمها حكومة ماليزيا ولا تهدف لخلق كتلة جديدة كما ألمح بعض النقاد”. وجاء فيه: “هذه القمة هي منبر من أجل مناقشة الشؤون الدينية وغير الدينية ومعالجة حال الأمة بالتحديد”.

وتقول الصحيفة إن التكهنات حول قلق السعودية من قمة كوالمبور في ضوء حضور قادة قطر وإيران من بين عدد من القادة الكبار الذين سيحضرون المناسبة.

وزار وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله الرياض في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) للقاء نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وحمل معه رسالة من مهاتير.

وكان سلف مهاتير، نجيب رزاق، قد وثق علاقات بلاده مع السعودية في الفترة التي حكم فيها 2009- 2018، إلا أن العلاقات أثارت الكثير من التساؤلات بعد المحاكمة التي يتعرض لها رزاق بتهم اختلاس أموال الدولة والفساد في القضية المعروفة بـ 1أم دي بي والتي تم فيها تحويل مليارات الدولارات إلى حساباته الشخصية.

ومقارنة مع رزاق لم يزر مهاتير الرياض منذ انتخابه العام الماضي مع أنه استقبل قادة سعوديين في العاصمة الماليزية.

وزار قطر في الأسبوع الماضي بناء على دعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.