القدس تجمع الفصائل الفلسطينية في اطار الانتخابات

القدس تجمع الفصائل الفلسطينية في اطار الانتخابات
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٣٦ بتوقيت غرينتش

تؤكد الفصائل الفلسطينية بكافة توجهاتها بما فيها حركتا حماس وفتح على ضرورة اجراء الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة، اذ يؤكد هذا الامر بان التمسك بالثوابت الوطنية والاسلامية يمكن ان تعزز الوحدة الفلسطينية وتنهي حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية والذي يحاول الاحتلال استغلاله.

العالم - تقارير

يوجد هناك إجماع فلسطيني بأن تكون مدينة القدس المحتلة ضمن الدائرة الانتخابية في الانتخابات التشريعية المقبلة حتى تتوفر امكانية مشاركة الناخبين الفلسطينيين من ابناء المدينة في هذه الانتخابات المهمة والمصيرية وهم في الجبهة الامامية لمواجهة الاحتلال ومخططاته الرامية الى تهويد المدينة المقدسة وطمس الهوية الاسلامية لها.

وتشهد الساحة الفلسطينية انقساما داخليا منذ اعوام، الامر الذي ترك اثرا سلبيا على القضية الفلسطينية التي تحتم ضرورة توجيه البوصلة نحو تحرير القدس وطرد الاحتلال واستعادة حقوق الشعب واللاجئين الفلسطينيين.

واستفاد كيان الاحتلال خلال الاعوام الاخيرة من حالة الانقسام الفلسطيني لتمرير مخططاته في الضفة الغربية من خلال مزيد من مشاريع الاستيطان وغصب وسرقه اراضي الفلسطينيين وايجاد الكانتونات التي تقطع اوصال هذه المنطقة الى جانب خططه التهويدية ضد القدس وتهجير الفلسطينيين من هذه المدينة.

كما استطاع الاحتلال باستغلال الانقسام من فرض حصار خائق على قطاع غزة ترك أثاره السلبية على حياة اكثر من اربعة ملايين فلسطيني، فيما اضعف الانقسام الموقف الفلسطيني في الاوساط الدولية في تبيين القضية الفلسطينية العادلة وافضاح الاحتلال وجرائمه البشعة ضد الفلسطينيين.

في ظل هذه الظروف فان الاعلان عن اجراء الانتخابات التشريعية واعادة رسم الخارطة السياسية على الساحة الفلسطينية بموافقة اغلبية الفصائل يمكن ان يشكل بارقة امل لانهاء الانقسام على اساس النتائج التي ستتمخض عن هذه الانتخابات لاعادة البوصلة وتعزيز الموقف الفلسطيني على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وفي هذا السياق اكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنه لن يتم إجراء الانتخابات الفلسطينية دون أن تكون القدس داخل هذه الانتخابات، أي أن المقدسي يصوت في قلب القدس الشرقية.

كما اكد احمد يوسف المستشار السابق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في تصريح صحفي ان هناك اجماعا فلسطينيا بان تكون القدس ضمن هذه الدائرة الانتخابية واعتقد أن هناك وسائل عصريه كثيرة يمكن من خلالها ضمان مشاركة المقدسين في هذه الانتخابات عبر رقم وطني وإجرائها من خلال الإنترنت".

وقال يوسف :"هناك دول تجرى انتخاباتها عبر الوسائل الالكترونية ولذلك لربما في الانتخابات القادمة يشهد مثل هذه الاجراءات ليس بالضرورة ان يذهب المقترع الى صندوق الانتخابات، ربما أن يجريها عبر هاتفه أو شبكة الانترنت بعد أن يتم إيصاله برقم سري وطني يقترع من خلال هذا الرقم للجهة التي يريد أن يرشحها للانتخابات التشريعية القادمة ولا اعتقد أن هناك رفض في حال وجدنا آلية لإجراء مثل هذه الانتخابات وقد سبق للأب مانويل دراسة هذه المسألة وعرض حلول عبر الاستعانة بجهات لها دراية بالتقنيات المعاصرة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وهناك خبراء فلسطينيون يمكنهم أن يشيروا إلينا في كيفية التغلب على هذه العقبة إذا أصرت حكومة الاحتلال على تعطيل هذه الانتخابات، هناك أكثر من وسيلة لتجاوز موقف الاحتلال واعتراضاته واعتقد أن العالم والمجتمع الدولي سيقف إلى جانب الحق الفلسطيني".

ويتفق القيادي في فتح نبيل شعث مع يوسف حول اللجوء الى آليات لمشاركة اهالي القدس في الانتخابات في حال استمر الاحتلال بالرفض وذلك عبر اللجوء الى التصويت الاليكتروني. مضيفا "سنستخدم كل الطرق لاجبار اسرائيل للموافقة على اجراء الانتخابات في القدس وعندما نصل الى احساس مستحيل موافقتهم سوف نتجه الى البدائل".

اذا فان مدينة القدس تقدم نفسها مرة اخرى بانها تشكل رمزا للوحدة بين كافة الفصائل والاطياف وابناء الشعب الفلسطيني حيث يؤكد جميع الفلسطينيين على ضرورة اجراء هذه الانتخابات بالقدس وممارسة الضغط على الاحتلال للقبول بهذا الامر مع وجود آليات كثيرة لمشاركة اهالي القدس في هذه الانتخابات من دون الرجوع الى صناديق الاقتراع.