أحداث المنطقة تعيد خلط أوراق تأليف الحكومة

أحداث المنطقة تعيد خلط أوراق تأليف الحكومة
الخميس ٠٩ يناير ٢٠٢٠ - ٠٨:٥٦ بتوقيت غرينتش

مرة أخرى قد لا تكون الأخيرة، تحاصر جهود الرئيس المكلف حسان دياب في اللحظة الحاسمة لاستيلاد حكومته العتيدة بما يثبت أن "الحاضنة السياسية" لهذه الحكومة تخضع الولادة الموعودة للحسابات المتقلبة داخلياً واقليمياً،

العالم_لبنان

ففي بيروت يزداد الانطباع بأن لا حكومة في القريب العاجل، والأمور تزداد تعقيداً ربطاً بالتطورات التي وضعت المنطقة كلّها، ومعها لبنان، في حلبة نار يصعب التكهن بحجم نتائجها. لكنّ تفكيراً جدياً قد بدأ في ما إن كانَت حكومة كحكومة الرئيس المُكلف حسان دياب قادرة على الإيفاء بالغرض، وبالمعنى المباشر والصريح "مواجهة ما هو آتٍ".

فالمنطقة دخلت في مرحلة تطاحُن أمني - عسكري بين محور المقاومة وقوات الاحتلال الأميركي، ما يعني عودة الانقسام الحقيقي بين فريقين في البلاد حول "هويتها". هل يكون لبنان في قلب المعركة أم ساحة مُحايدة بالمعنى السلبي؟ هل يبقى فريق المُقاومة في لبنان على "تنازله" بتشكيل حكومة "لايت" أم ستدفعه التطورات إلى الذهاب نحو حكومة سياسية تكون "درع حماية" وردّاً على الإدارة الأميركية التي كانت تسعى إلى إخراج حزب الله من الحكومة؟

لذا، مع تطورات المنطقة وتفاقم الانقسام السياسي، وتأخر ولادة الحكومة الجديدة خرج رئيس مجلس النواب نبيه بري بثنائية، بدعوة مضمونها "حكومة لمّ الشمل"، أي حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، لمواجهة التحديات المقبلة، إذ إن المرحلة تستدعي هذا النوع من الحكومة وفق رؤية تتصدّى بنجاح لكل تلك الهواجس.

ورأى بري أن "العدوان الذي طاول سيادة العراق باغتيال اللواء قاسم سليماني وثلة من قيادة الحشد الشعبي يشكل تصعيداً خطيراً، مما سيغير ملامح الصراع الذي سيطر على المنطقة بأسرها، وقطع كل الخطوط الحمراء".

وبحسب مصادر متابعة، فإن اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني خلق مشهداً جديداً في المنطقة سينعكس على لبنان عاجلاً أم آجلاً من دون أن يكون للأطراف الداخلية إرادة لذلك، لكن الضربة الأميركية أعادت تبويب الصراع في المنطقة، ولبنان جزء من هذه المنطقة سيكتشف أنه في قلب الصراع وأن مسألة تحييده والنأي بالنفس ملهاة وشعارات.

العالم_لبنان