الحكومة اللبنانية المنتظرة بين فرص التشكيل وعوامل التأجيل

الحكومة اللبنانية المنتظرة بين فرص التشكيل وعوامل التأجيل
الخميس ٠٩ يناير ٢٠٢٠ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية حسان دياب امام تسريع التشكيل قبل ان تذهب الامور الى التأجيل بفعل العوامل الخارجية.

العالم - لبنان

مروحة من الاتصالات لم تتوقف منذ ايام يجريها الرئيس المكلف لتشكيل حكومة انقاذية لبنانية حسان دياب مع كل الاطراف المعنية في لبنان وسط تباين في توصيف الاسماء واختيار الحقائب بين الاقطاب السياسيين لا سيما ما برز من اشكال حول اسناد حقيبتي الداخلية والخارجية لبعض الاسماء المختلف عليها.

هذا في وقت افضت التفاهمات الاخيرة الى استبعاد توزير وزراء سابقين تحاشيا كما تقول المصادر لاي تفسير خارج اطار المصلحة الوطنية العامة.

وتقول المصادر المتابعة ان الكثير من السيناريوهات تطرح حول مصير الحكومة التي يشكلها رئيسها المكلّف حسّان دياب، لا سيما في ظل إستمرار العراقيل الداخليّة التي حالت دون ولادتها، وبالتالي باتت المخاوف من دخول التطورات الإقليميّة على الخطّ أكثر من منطقيّة.

ضمن هذا السياق ترى المصادر انه، من الضروري رسم المشهد الحكومي الحالي للبناء عليه، في ظل تأكيد مختلف القوى المعنيّة في الأكثرية النيابية أن التطورات الإقليمية لم تؤثر، على الأقل حتى الآن، على الملفّ الحكومي.

في الوقت الراهن، بات من المؤكد أن أغلب المجموعات الفاعلة في الحراك ، الحزبيّة وغير الحزبيّة، لن تمنح دياب أيّ فرصة مهما كان نوع حكومته المقبلة، بدليل المواقف التي تعبر عنها الشخصيات التي تعتبر مؤثّرة على مستوى الشارع، في حين أن قوى الرابع عشر من آذار، رغم خلافاتها الجانبيّة، لن تخرج عن تصنيفها بحكومة اللون الواحد، إنطلاقاً من المواقف المعلنة لكل من " تيار المستقبل " وحزب "القوات اللبنانية" و" الحزب التقدمي الإشتراكي "، الأمر الذي يتأثر أو يؤثر في موقف القوى الدولية والإقليميّة المعنيّة، خصوصاً الولايات المتحدة والسعوديّة، التي ربما لن تكون قادرة على الخروج عن المعطيات المحلية المذكورة في الأعلى، أو يكون لها مصلحة في الإستفادة منها في سياق المواجهة المفتوحة على مستوى المنطقة.

وإنطلاقاً ممّا تقدّم،تتابع المصادر ستكون القوى التي تشكّل الأكثرية النيابية، " التيار الوطني الحر " و قوى 8 آذار ، متّهمة بتشكيل حكومة اللون الواحد أياً كان شكلها أو نوعيّة الوزراء فيها الذين لا يخرجون عن دائرة الإختصاص أو التكنوقراط، لكنّها لم تنجح في بلورة الإطار النهائي لصيغتها في ظلّ سعي دياب إلى تحقيق إنجاز على مستوى الحقائب التي ستكون من حصّته، يقدّمه كـ"إنتصار" في الشارع السنّي الممتعض من طريقة تكليفه، بعد أن أزاح رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري نفسه عن المشهد.

على هذا الصعيد، رئيس الحكومة المكلف يعتبر أن هذا "الإنتصار" لا يمكن أن يكون إلا بالحصول على حقيبة سياديّة ثانية، بالإضافة إلى الداخليّة والبلديّات، وهي لا يمكن أن تكون الماليّة بسبب موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعروف مسبقاً، وبالتالي وضع عينه الخارجية والمغتربين التي هي من حصة "التيار الوطني الحر"، ويرى أنّ إختيار شخصيّة مقرّبة منه تصنّف ضمن دائرة المستقلّين من الممكن أن يريحه على المستوى الخارجي، لكن هذا التوجه لا يصطدم بموقف "الوطني الحر" فقط، بل أيضاً بموقف " حزب الله " و" حركة أمل "، بسبب الأهميّة التي تشكّلها هذه الوزارة في المرحلة الإقليميّة والدوليّة الحرجة. فهل سيستكمل حسان دياب الدفع باتجاه التعجيل لتشكيل حكومة تتعاطى مع المعطيات الاقليمية المستجدة ام ان دون ذلك عوائق خارجية وربما بات الامر يتعلق بانتظار جلائها تختم المصاد.

حسين عزالدين / قناة العالم