سعي للوقيعة بين مصر وإيران باختلاق قضايا وهمية

سعي للوقيعة بين مصر وإيران باختلاق قضايا وهمية
الإثنين ٣٠ مايو ٢٠١١ - ١٠:٥٠ بتوقيت غرينتش

أكد سياسيون مصريون اعضاء في الوفد الشعبي المصري الزائر لطهران ان هناك من يريد الوقيعة بين مصر وإيران باختلاق قضايا وهمية.

وقال هؤلاء في تصريحات لارنا قبيل مغادرتهم القاهرة متوجهين الي طهران الاثنين ان قضية اتهام ديبلوماسي ايراني بالتجسس هي اكبر دليل على ذلك.

وربطوا بين زيارة الوفد الشعبي المصري لطهران وتفجير تلك القضية في محاولة لإنهاء الرغبة الشعبية المصرية في إعادة العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى عدم شرعية رفض دول الخليج الفارسي لتلك العلاقة أيضا، خاصة وأن لهذه الدول سفارات في إيران ترعى مصالحها، وتعمل على توطيد العلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين.

وفي هذا السياق شدد الإعلامي وائل الإبراشي على ضرورة ربط قضية الدبلوماسي الإيراني بتوقيت زيارة الوفد الشعبي المصري إلى طهران، وطالب بضرورة الإفراج عن أية معلومات توضح وجهة النظر الرسمية المصرية الرافضة لعودة تلك العلاقات .

وفيما يتعلق برفض بعض دول مجلس التعاون لعودة العلاقات المصرية مع طهران، أعرب الإبراشي عن استيائه من هذا الرفض، مشيرا إلى أن دولة مثل الإمارات التي يوجد سوء فهم بينها وبين ايران ومن المفترض أن تكون العلاقات بينهما أكثر سوءا تربطها بإيران 39 رحلة جوية أسبوعية، والدليل أن الوفد الشعبي المصري في رحلته إلى إيران يستقل طائرة إماراتية ستهبط بهم أولا في دبي للاستراحة، ثم التوجه إلى طهران مباشرة من دبي.

وأضاف الإبراشي، ان الوفد المصري سيقابل عددا من أبرز المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم الرئيس محمود أحمدي نجاد لبحث سبل التعاون بين البلدين، وعودة العلاقات الطيبة بين الشعبين المصري والإيراني.

من جانبه أكد المستشار محمود الخضيري عضو الوفد الشعبي المصري أن الهدف من الزيارة هو توحيد كلمة العالم الإسلامي، لمواجهة التحديات من جهات على رأسها الكيان الصهيوني الذي له مصالح في قطع العلاقات المصرية الإيرانية على مدار السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه سيتم بحث الإجراءات التي من خلالها يمكن للشعب الإيراني الحصول على تأشيرات لدخول مصر أسوة بالدول الأوروبية.

أما الفنان عبد العزيز مخيون فقد شن هجوما حادا على بعض الجهات الحكومية المصرية متهما إياها بالغباء والتواطؤ مع تل أبيب للإضرار بمصالح مصر، موضحا أن توقيت إعلان القبض على أحد الدبلوماسيين الإيرانيين بالقاهرة في هذا التوقيت قبل سفر الوفد الشعبي إلى إيران، يؤكد على أن هناك قوى في الحكومة الحالية تريد تعطيل العلاقات المصرية الإيرانية في ظل رغبة كبيرة لكثير من المسؤولين بجانب القوى الشعبية في مد جسور العلاقات وعلى رأسهم وزير الخارجية نبيل العربي.

وأضاف مخيون، أن المبادرة الشعبية جاءت من ثمار الثورة، بعد انتهاء العصر البائد الذي حاصر قدرات الشعب المصري، وأجهض كل مبادراته السابقة، موضحا أنها زيارة غير رسمية الغرض منها إعادة العلاقات المقطوعة لأكثر من 30 عاما، قائلا: أنه ليس من الطبيعي أن تقطع العلاقات طيلة هذه السنوات مما تسبب في خسائر بين البلدين على المستوى الاستراتيجي.

اما المحامي عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط فقد اوضح، إن زيارة الوفد الشعبي المصري إلى إيران تهدف إلى إعادة العلاقات الشعبية والاقتصادية بين البلدين، وهي العلاقات والوضع الطبيعي الذي يجب أن يسود، خاصة وأن دول مجلس التعاون التي ترفض هذه العلاقة تعد سمة أساسية في أجندتها السياسية تجاه إيران، وأضاف سلطان، أن الزيارة تهدف أيضا إلى إعادة التاريخ الإسلامي المشترك، والتعاون الاقتصادي والاقليمي والسياحي.

وفيما يتعلق بأوجه الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين وموقف الوفد الشعبي منها قال سلطان، إن تلك الأمور بعد ثورة 25 يناير تعد تافهة بالنسبة لمصر، خاصة وأنها تعد أكبر دول المنطقة.

ونفى سلطان في حديثه عن الدبلوماسي الإيراني أن يكون قد خضع لأية تحقيقات أمنية، مؤكدا أنه وأثناء اعتقاله كان برفقة مجموعة من المصريين لم يعتقل أي منهم، وبمجرد اعتقاله لم تثبت ضده أية اتهامات، وبالتالي لا توجد قضية أصلا.

وأكد في نهاية حديثه أنهم سيقابلون رموز الوفد الشعبي الإيراني، متمنيا مقابلة الرئيس أحمدي نجاد.

من جانبه قال القائم بالأعمال الإيراني بالقاهرة السفير مجتبى أماني الذي كان في وداع الوفد، أن الحكومة الإيرانية لا تقبل الاتهام الموجه للديبلوماسي سيد قاسم الحسيني، مؤكدا على احترام قرارات الحكومة المصرية الخاصة بهذا الشأن.

وأوضح أن وسائل الإعلام ضخمت من حجم الحدث، مما أدد إلى إثارة البلبلة على مستوى البلدين، وأضاف أن هذا الحادث العارض لن يؤثر على زيارة أول وفد شعبي مصري إلى إيران، والتي تعد مبادرة حقيقية لخلق أجواء حميمة على المستويين الشعبي والحكومي بين البلدين.

وأشار الى أن الوفد يضم العديد من الشخصيات العامة المصرية، ويضم فنانين وسياسيين وأقباطا وإخوان مسلمين ومحامين إسلاميين ويساريين وممثلين حزبيين، وسيتم اللقاء بمسؤولين ايرانيين لتوطيد العلاقات المصرية الإيرانية.

يذكر أن الوفد الشعبي المصري يضم الإعلامي وائل الإبراشي، والمحامي عصام سلطان، والدكتور إبراهيم زهران القيادي الإخواني، والدكتور جمال زهران، والمستشار محمود الخضيري، والشيخ علاء أبو العزايم، والفنان عبد العزيز مخيون، وأحمد طه النقر، وشاهنده مقلد، وغيرهم .

وقد غادر بصحبة الوفد الشعبي المصري الدبلوماسي الإيراني سيد قاسم الحسيني عائدا الى طهران.

?  .
?