كيف اسهمت ثقافة الثورة الاسلامية برفض فكر الاستسلام؟

الإثنين ٠٣ فبراير ٢٠٢٠ - ١١:١٣ بتوقيت غرينتش

قبل الثورة الاسلامية في ايران كانت تسود المنطقة ثقافة التبعية، ثقافة الانهزام والاستهلاك لكل ما هو آت من الغرب على مستوى اقطار العالم العربي والاسلامي، غير انه وبعد الثورة الاسلامية بدأت شعوب المنطقة تتحرر من فكر الاستسلام فيما تتطور في فكر المقاومة.

فكيف اذاً اسهمت بذور فكر المقاومة على هذا المستوى؟

اكد الباحث السياسي الفلسطيني اركان بدر، ان الثورة الاسلامية في ايران اضافت شيئاً نوعياً في تقديم الفكر والثقافة والعطاء والتضحيات والتي اسهمت بدورها مباشرة على ثقافة المقاومة في المنطقة واستفادت منها الكثير من الشعوب كانت تحمل المقاومة في عقلها وممارساتها.

وقال بدر في حديث لقناة العالم عبر برنامج "نوافذ": ان الفلسطينيين استفادوا من خبرات الثورة الاسلامية في ايران التي اغدقت عليهم الكثير في محاور المقاومة والنضال لاسيما على ارض غزة، مثمناً دور الثورة الاسلامية في سياساتها الداعمة للمقاومة الاسلامية بكافة اشكالها.

من جانبه، اكد الاعلام اليمني طالب الحسني، ان الثورة الاسلامية في ايران عندما انطلقت كانت منطقة الشرق الاوسط يطغى عليها تسليم الامر للواقع وليس لها اي كلمة، مشيراً الى ان هذا الواقع كان منشأه الهيمنة الغربية عليها.

وقال الحسني: ان الاستعمار الغربي غرس افكارا لدى شعوب المنطقة بان الواقع الذي تعيشه يجب التسليم له، وان العامل الخارجي هو الذي يحدد المشهد في الداخل، موضحاً ان الثورة الاسلامية في ايران غيرت هذا الواقع وايقظت الشعوب والتي بدورها انقلبت على واقع الاستسلام للغرب.

بدوره، اكد الباحث السياسي اسد ماجد، ان منطقة الشرق الاوسط كانت عطشى كلها لشيء ما يشبه الثورة الاسلامية في ايران، بمعنى انها كانت بحاجة لزلزال يعيد اليها توازنها.

وقال ماجد: ان الامة وشعوب المنطقة قبل عام من قيام الثورة الاسلامية في ايران، كان قد اخذها اتفاق كامب ديفيد الى مكان آخر، حيث الكل ظن ان الامة انتهت، وان قضية فلسطين طويت، ولذا كان مجيء الثورة الاسلامية لابد منه حتى ولو في احلك الظروف.

واوضح، ان شاه ايران مهما كان قوياً لكنه عجز امام فتوى واحدة من الامام الخميني "قدس سره" التي اشعلت ايران كلها.

وحول مدى قدرة الثورة الاسلامية على ارساء مبادئ تحرير الانسان قبل تحرير ايران من سطوة الشاه، اكد مدير موقع الخبر الالكتروني في لبنان صابر الطيب، ان اي ثورة ان لم يكن لها قاعدة ونبع فكري فهي في النهاية تتحول الى قطاع طرق.

وقال الطيب: ان اي ثورة يجب ان لها قاعدة فكرية واهداف محددة تنطلق منها، مشيراً الى ان هذا ما نجح به الامام الخميني "قدس سره" وعمل عليه لسنوات طوال قبل الانطلاق بثورته، اضافة الى الاخطاء التي قام بها الشاه في تعاطيه واستهتاره لبعض المؤشرات ادت الى نجاح هذه الثورة باكثر مما توقع لها.

واوضح، ان العظمة في الثورة الاسلامية في ايران، انها انطلقت في وقت كان هنالك بيئة في المنطقة تحتاج الى شيء ما، خاصة بعد عقد كامب ديفيد وفرض الاستسلام ووجود حكام عرب بين مأجور ومحاصر، واسلام مستسلم وعالم عربي يتصارع على اشياء تافهة ويترك قضيته المركزية.

واضاف، ان الثورة جاءت وطرحت شعاراً جديداً ونجحت فيه، وهذا مما حرك شعوب المنطقة واولد شيئاً اسمه ثقافة فكر المقاومة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4715486

https://www.alalamtv.net/news/4715496