الحكومة التونسية.. شبح الانتخابات المبكرة يلوح في الأفق

الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

اعلنت حركة النهضة التونسية انها لن تشارك في الحكومة التي اعلنها الرئيس المكلف الياس الفخفاخ، وانها لن تمنحها الثقة في البرلمان. فيما تشير التقديرات الى ان حكومة الفخفاخ لن تحصل على الثقة خلال المهلة المحددة باسبوعين، ما يعني ان الرئيس قيس سعيد سيكون امام خيار الدعوة الى انتخابات برلمانية مبكرة.

العالم خاص العالم

لا يبدو ان العملية السياسية تشهد مرحلة جيدة في تونس، حيث لا تجد القضايا المهمة وابرزها تشكيل الحكومة طريقها للحل السلس في ظل اصطفافات جديدة تفرض نفسها على مشهد الداعمين والمعارضين للتشكيلة الوزارية التي اعلنها الرئيس المكلف الياس الفخفاخ يوم السبت.

الفخفاخ حاول اعطاء مساعيه دفعة ذاتية بالقول انه سيواصل التشاور مع الاحزاب السياسية حول تشكيلته المعلنة، لكن هذه الدفعة لا تبدو كافية في ظل رفض حركة النهضة صاحبة الكتلة البرلمانية الاكبر المشاركة في الحكومة وعدم منحها الثقة، معللة ذلك بانهاليست حكومة وحدة وطنية ولا تعطي النهضة ما يتناسب مع حجمها ككتلة كبرى في البرلمان.

المؤشرات تقول ان عدم حصول الحكومة على الثقة في البرلمان شبه مؤكدة، فاضافة الى النهضة التي تشغل اثنين وخمسين مقعدا، اعلن حزب قلب تونس بزعامة نبيل القروي عدم منح الثقة بعد استبعاده من الحكومة. ومعه ائتلاف الكرامة والحزب الدستوري الحر، ما مجموعه مئة وثمانية وعشرون مقعدا، اي ان حكومة الفخفاخ ستحصل على تسعين صوتا فقط بحسب التقديرات.

وعليه فان عدم منح الثقة للحكومة في غضون اسبوعين سيضع الرئيس التونسي قيس سعيد امام خيار الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة. فيما تبرز تحالفات غير علنية مبنية على تقاطع المصالح السياسية بين النهضة وقلب تونس رغم اختلافهما وتنافسهما في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الاخيرة.

وفوق كل ذلك يقول المراقبون ان فشل حكومة الفخفاخ في تحدي البرلمان سيفرض تحديا جديدا على عهد الرئيس سعيد الذي لن يشهد تشكيل حكومة حتى الان اذا ما فشل مرشحه الياس الفخفاخ بعد فشل حبيب الجملي مرشح النهضة. في وقت ينتظر التونسيون انفراجا في المشكلة السياسية التي تشهدها البلاد، ياملون بان تفتح الباب امام معالجة التحديات الاقتصادية التي تعتبر اهم اولويات الشارع التونسي.