قراءة التجربة الديموقراطية في ايران - 2

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

نستضيف في هذه الحلقة من برنامج"ضيف وحوار" وزير التنمية الادارية اللبناني الاسبق الدكتور كريم بقرادوني للحديث رؤيته المتعلقة بالانتخابات البرلمانية في ايران والتجربة الايرانية عموما.

اليكم نص اللقاء كاملا:

س- كيف تقرؤون العملية السياسية في ايران وفي اي خانة تضعون التجرية الايرانية؟

ج- هذا النوع من الديموقراطية خاص بإيران ومن النادر في العالم أن يكون هناك ديموقراطية شعبية وانتخابات وتعدد احزاب ووسائل اعلام الى جانب ولاية الفقيه وهذا الجمع بين هذه الأمور ملفت فالناس تقبل ولاية الفقيه وهو يقبل اراء الشعب ايضا ومواقفه وهذا المزيج بين القيادة والشعب يميز ايران عن سواها من الانظمة السياسية.

س- كيف تقيمون التجرية الديموقراطية بعد اربعة عقود على انتصار الثورة الاسلامية في ايران؟

ج- مع بداية الثورة االايرانية كان الفكر السائد في العالم هو ان الدول الاسلامية والمنطقة عمواما لا تتسم بالديموقراطية وكانت الصورة هو حيث يكون اسلام فلا وجود للديموقراطية لكن مع بدء الثورة الاسلايمية في ايران تغيرت الصورة بالتدريج فالإسلام السياسي تبدلت صورته في العالم وبات واضحا انه لا يوجد نقيض ما بين الاسلام والديموقراطية ومن الممكن الجمع بينهما وهذا ما زال موضع دراسة لحد الآن في الغرب بعد ظهور نتائج جديدة للثورة الاسلامية على مستوى العالم .

س- بعد زياراتك السابقة لإيران كيف تقيم الشعور الوطني للشعب الايراني على اختلاف انتماءاته؟

ج- عندما يتعلق الامر بالوطن فالإيرانيون جميعه وطنيون حتى وان وجدت اختلافات سياسية وهذا مهم على مستوى العلاقات الخارجية حتى ،والاهم ان الثورة الاسلامية استطاعت تشكيل محور كبير في المنطقة ولم يعد بالإمكان للقوى الخارجية ان تتجاهل هذه القوة في الحرب والسلم وقد نجحت ايران في تحريك محور واسع على اختلاف صراعاته وتحويله الى صراع ضد الاحتلال وقد ظهر هذا منذ اليوم الاول عند احتلال السفارة الاسرائيلية في طهران .

س- هل تعتقد ان ايران دفعت ثمنا غاليا في تبنيها القضية الفلسطينية ؟

ج- الواضح هو ان الثورة نفسها وقفت ضد الاستكبار العالمي ورفضت الوايات الخارجية عليها وان القضية الفلسطينية تعرضت لاختلاف اراء كبير لكن ايران اخذت موقف المواجهة وعززت قدرات الشعوب العربية وبالأخص المقاومة واثبتت هذا عمليا وان الثورة قادرة على تحقيق الانتصارات وهذا ما حصل في 2006 ومازالت اثاره واضحة لليوم.

س- تعرضت ايران لضغوط كبيرة نتيجة تمسكها بسيادتها الوطنية ،ما هو تقييمكم لهذا الامر ؟

ج- الاسهل هو وجود وصاية من الدول الكبرى لكن الاصعب لاي دولة هو رفض الوصاية والاعتماد على الشرعية والاستقلال الوطني وهذا ما حصل في ايران وعندما يتعلق الامر بالوطنية فهذا ما يجمع الايرانيين جميعا وهذا يدل على الوعي الشعبي والعقلية والفكر المتقدم لدى الايرانيين .

س- الى اي مدى اكتسب الشعب الايراني ميزاته من خلال النظام الذي قام منذ الثورة بمنح الشعب الشرعية ؟

ج- ارتفاع نسبة التعليم وعدد الجامعيين في ايران اخذ منحى تصاعدي منذ الثورة وهذا لم يكن موجودا ايام الشاه ،والاتجاه نحو الديموقراطية القوية بات رائجا بين الناس اليوم وهذا ما ادركه الاحتلال الذي رأى تغييرا نوعيا في طبيعة الشعب الايراني على مستوى عقلية المواجهة وان اهم تطور في ايران هو العقل الايراني الذي انجح مسار البلاد منذ الثورة .