العراق والرفض الشعبي للمحاصصة السياسية

الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٣ بتوقيت غرينتش

أشار النائب العراقي عن تحالف "سائرون" حسن جلال الكناني إلى وجود توافق من مختلف مكونات الطيف العراقي داخل البرلمان للتصويت بالثقة لحكومة محمد توفيق علاوي، معربا عن أمله بأن يتم تمرير الحكومة في جلسة الخميس القادم.

وقال الكناني: لدينا وباء أخطر من الكورونا، هو الفساد والمحاصصة، ابتلي به العراق منذ عام 2003 ولغاية اليوم، حيث أن الفساد هو سبب المحاصصة.

ولفت إلى أنه ولأول مرة يشهد تاريخ العراق نوابا من كافة الكتل السياسية ومن كافة مكونات الطيف العراقي يتفقون على رئيس الوزراء، المکلف وهو محمد توفيق علاوي.

وبين أن أكثر من 56 نائب اتفقوا على تمرير علاوي، مضيفا أن أكثر من 30 نائب من المكون السني ماضين في التصويت لصالح الحكومة العراقية.

وفيما أشار إلى أن على رئيس الوزراء إعادة ثقة المواطن بالدولة، نوه إلى أن الأحزاب والكتل المنتفعة من المحاصصة لا يرغبون أن تتكون حكومة مستقلة.

وقال الكناني: أشرطنا عليه أن تكون حكومته مستقلة وبعيدة عن الأحزاب والكتل السياسية، وهو أعطى وعودا، ونطلبه عبر قناتكم أن يقسم قسمين: الأول الحفاظ على اللحمة الوطنية والثاني بأن يكون بعيدا عن المحاصصة.ز وعلى وزراءه أن يقسمون بأنهم مستقلين ليست لهم علاقة بأي حزب.

وفيما لفت إلى أن علاوي تعرض إلى ضغوط من قبل بعض الكتل السياسية، قال إنها " معروفة"، مشيرا إلى ضغوط من الكتل الكردية وبعض الكتل السنية، التي تسعة خلف حول المنافع الشخصية والمغانم في الوزارات.

وصرح النائب عن "سائرون" بالقول: كنواب من أطياف الشعب العراقي ساندين له في حال تشكيل حكومة وطنية مستقلة بعيدة عن المحاصصة، وخلاف ذلك نحن كنواب سائرون أو غيرها المتفقين على ترشيحه، سوف نسحب الثقة منه.

وأعرب الكناني عن تفاؤله بأن يحضى علاوي بالأغلبية من البرلمان لتشكيل الحكومة.

وخلص إلى القول: نأسف كل الأسف بأننا نتكلم عن مكون كردي ومكون سني ومكون شيعي، وسبب ذلك هو المحتل الأميركي، فقبله لم نكن نعهد ذلك.. والآن الأميركان في العراق هم سبب المشاكل والأزمة سياسيا واقتصاديا.

وقال إن الشعب العراقي في الوسط والجنوب يمر بأزمة جدا صعبة، بينما ميزانية العراق هي من نفط الوسط وبات نفط الجنوب يغذي العراق بأجمعه.

من جانبه أكد الكاتب والباحث السياسي العراقي أبوفراس الحمداني أن فشل رؤساء الوزراء العراقيين في إداء مهامهم إنما هو فشل الطبقة السياسية التي أضعفت منصب رئيس الوزراء وفرغته من محتواه على كل الدورات السابقة.

وقال الحمداني إنما التحديات أمام رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي كبيرة، لافتا إلى أن سبب انتكاسة العراق هو ضعف رئاسة الوزراء على مر الدورات السابقة.

وأوضح أن: رئيس الوزراء كان دوما أضعف من الأحزاب وأقل قدرة، لأن الحكومة تتشكل بالتوافق والمحاصصة، والمحاصصة لا تعني المشاركة بالقرار، ولكن تقاسم القرار بين أربيل وبغداد.

كما قال إن أربيل وفي بعض الأحيان تصادم بغداد وتضعفها، متهما إياها بأنها محمية أميركية تستقوي بالخارج.

وأضاف إلى ذلك أن بعض السياسيين الفاسدين جعلوا من منصب رئيس الوزراء رئيسا ضعيفا لكي يحصلوا على مغانمهم ويمرروا أجنداتهم.

وفيما لفت إلى أن "الجنوب والوسط هم من انتفضوا"، قال إن: مسعود بارزاني لا يهمه ذلك، وهو ليس لديه مشروع وطني، وهو يريد أن يبتز حكومة بغداد، وهو في كل استحقاق وطني يفعل ذلك.

كما لفت إلاى أنه من المبكر الحديث عن مشروع وطني، وقال: طالما ان بعض السياسيين السنة يطالبون بالمغانم والمكاسب وطالما استمر الابتزاز الكردي، فكل السيساسيين الشيعة أمامهم مهام بأن يدعموا السيد علاوي وأن تمرر كابينته بالتعاون مع بعض الكتل الوطنية الكردية والسنية، حتى ولو كانت مجموعة أفراد، حتى نأتي برئيس وزراء أقوى من الأحزاب وضد الابتزاز.

وانقتد أبوفراس الحمداني تقاليد سياسية تبنتها السلطات العراقية منذ 2003 لحد الآن، وقال: مع الأسف أن هناك توافق سياسي حول كل شيء، فالدولة العميقة وكل المناصب موزعة على الأحزاب، حيث أي وزير يأتي لن يستطيع أن يعمل أي شيء، لأن كل الأحزاب تعمل لصالح أحزابها، وبالتالي فهناك تصارع حزبي داخل الوزارة الواحدة.

واشار إلى أن هناك مشكلة كبيرة أمام رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، متهما السياسيين بأنهم فاسدين: "فهم لا يجرئون على محاسبة البارزاني، ليس هناك كتلة أو نواب في البرلمان يقولون إن الدستور يقول إن النفط لجميع العراقيين.

وفيما لفت إلى منصب رئيس الوزراء هو منصب شيعي حسب التوافق، خلص إلى القول: لذلك فشل رئيس الوزراء في إداء مهامه هو فشل الطبقة السياسية الشيعة.. الشيعة فشلوا في الحكم لأنهم أضعفوا رئيس الوزراء وفرغوه من محتواه على كل الدورات السابقة.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4760371