السيطرة على سراقب ورهان إردوغان على بوتين

الأربعاء ٠٤ مارس ٢٠٢٠ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس حزب التيار العربي في لبنان شاكر برجاوي أن خيارات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في سوريا باتت ضيقة، وأن مصالحه الاقتصادية مربوطة بشكل مباشر بحلفاء سوريا إيران وروسيا، مشددا على أن هذا يشكل مثلثا لا يمكن لإردوغان الخروج منه.

وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت برجاوي إلى أنه ورغم الاتفاق في سوتشي وآستانه على فتح الخط N4 و N5 وأن ينسحب المسلحون مسافة 20 كيلومترا وأن تنتشر نقاط المراقبة الروسية والتركية وأن يسحب السلاح الثقيل من المجموعات المسلحة وأن يتم إنهاء المجموعات الإرهابية وبالتحديد جبهة النصرة.. لكن لم تلتزم تركيا بكل هذه الاتفاقات سوى نشر نقاط المراقبة.

وفيما أشار إلى أن سوريا وروسيا وحلفاء دمشق انتظروا كل هذا الوقت لعودة أنقرة إلى الاتفاقات، لكن ما دفع الأمور لتتدحرج إلى هذا الاتجاه هو ما يحدث في المنطقة بشكل كامل، ومنه الخلاف الترك الروسي في ليبيا، حيث انعكس عدم الالتزام التركي على الأرض في سوريا، كما لم يلتزم المسلحون بكامل الاتفاقات، من اعتداء على مواقع الجيش السوري وقصف المدنيين بمناطق آمنة، الأمر الذي دفع الجيش السوري والحلفاء إلى اتخاذ القرار، حيث حدثت المواجهة مع تركيا.

ولفت شاكر برجاوي إلى أن الموقف الروسي كان واضحا تماما بعد المواجهة التي حدثت بين الجيش العربي السوري وحلفاءه مع القوات التركية، وقال إن موسكو: حاولت ألا تكسر تركيا بشكل مباشر وتركت الأمور، حيث لاحظنا أن الطيران الروسي غاب يومين عن مسرح العمليات، في محاولة – لربما - كخط رجعة أو عدم نسف الجسور مع إردوغان.

وقال رئيس حزب التيار العربي إنه وقبل القمة المقرر عقدها يوم غد الخميس كانت هناك رسائل واضحة، وهي انتشار الشرطة العسكرية في سراقب، واعتبار الجيش السوري المنطقة منطقة عمليات عسكرية ومنع الطيران فيها، وتأكيد روسيا الالتزام بقرار الجيش السوري وتحذيرها لأنقرة بذلك، بأنهم لن يسمحوا لإردوغان بأن يستثمر أي انتصار أو إنجاز عسكري على الأرض، مشدداً على أن "القمة ستكون عودة إلى آستانة وسوتشي لتنفيذ المطلوب."

ونوه برجاوي إلى أن خيارات إردوغان باتت ضيقة، فمصالحه الاقتصادية مربوطة بشكل مباشر بإيران وروسيا، حيث هم حلفاء سوريا، وقال إن هذا يشكل مثلثا لا يمكن لإردوغان الخروج منه، إذ أصبح إردوغان أسير مواقفه.

وفيما نوه إلى أن الموقف الإيراني وكذلك الموقف الروسي كان واضحا من أول لحظة بترك المجال لإنزال إردوغان عن الشجرة، شدد على أن محور المقاومة مستمر بعملية التقدم على الأرض وتحسين الشروط العسكرية والسياسية.

من جانبه شدد الخبير العسكري الاستراتيجي السوري اللواء محمد عباس على أهمية تحرير سراقب واصفا إياها بأنها تشكل نقطة ارتكاز في عناصر الدفاع سواء للقوات السورية أو المجموعات الإرهابية، محذرا من أن الجيش التركي سوف يكون هدفا أساسيا للطيران الروسي والسوري طالما يرفع علم جبهة النصرة.

ولفت اللواء محمد عباس إلى أن سراقب تشكل نقطة ارتكاز في عناصر الدفاع، سواء بالنسبة لتقدم القوات السورية نحو إدلب أو لمن يحاول أن يمنع تقدم تلك القوات باتجاهها.

كما أشار إلى أهمية موقعها الاستراتيجي في تقاطع N4 و N5 وموقعها الاستراتيجي بالنسبة للشمال الشرقي من جبل الزاوية، وما يشكله جبل الزاوية من عنصر استراتيجي وهام وحساس جدا في بنية الدفاع للمجموعات المسلحة.

واوضح ان الجيش السوري يسيطر على أجزاء كبيرة من جبل الزاوية، وتقدم فيها في ظل تدمير العناصر الأساسية لدفاع المجموعات المسلحة، حيث تمكن من الاتصال جغرافياً مع منطقة جبل شحشبو ومحيط سهل الغاب، وبات يشرف ناريا على مناطق متعددة بطريق N4 الممتد ما بين سراقب وأريحا وكذلك المنطقة بين أريحا وجسر الشغور، وقال إن هذا يعني أن القوات السورية تمكنت من تحقيق إنجاز كبير باستعادة المناطق الجبلية البالغة التعقيد.

وفي جانب آخر من حديثه قال اللواء محمد عباس إن القوات الجوية السورية قادرة اليوم على إسقاط الطائرات الحربية المقاتلة التركية أو القادمة منها.

وحذر من أنه: طالما أن الجيش التركي يرفع علم جبهة النصرة فهو سيكون هدفا أساسيا للطيران الروسي والسوري، وفي أي مكان تتواجد النصرة سوف يتم التصدي لها.

وخلص الخبير العسكري السوري إلى القول: "نمتلك من القدرة ما يكفي لتثبه الايام القادمة بأن الطائرات التركية لا تختلف على الإطلاق عن الطائرات أو الصواريخ الصهيونية."

هذا وقال مدير المركز الثقافي الروسي العربي مسلم شعيتو إن روسيا أصبحت في موقع القوة السياسية بحيث باتت تستطيع أن تفرض على تركيا تنازلات معينة، مؤكدا أن العودة إلى اتفاق سوتشي إنما سيشكل عودة إلى أكثر ما حققه الجيش السوري حاليا.

ولفت شعيتو إلى أن روسيا تنطلق من منطلقات تختلف وتتناقض تماما مع ما تنطلق منه تركيا، رغم كل التنسيق والعمل المشترك في الترويكا الإيرانية الروسية التركية.

وأضاف أن الترويكا حققت الكثير لكنها لم تجنز المهمة الموكولة إليها، مشيرا إلى أن هذا الهدف الذي تضعه روسيا هو إعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية وإعادة سيادة الحكومة السورية على أراضيها والوصول إلى الحدود المشتركة السورية التركية، والقضاء على المنظمات الإرهابية.

وشدد على أن هذا الهدف يعني روسيا أكثر مما يعني سوريا تحديدا، لأن انتصار روسيا وتحقيق الإنجازات التي حصلت هو الذي أعاد روسيا إلى الخريطة الدولية ما جعلها لاعبا مهما.

كما قال إن روسيا بدأت تعتمد حاليا على دعم سياسي بدأ ينمو من الأنظمة العربية المتضررة مباشرة من الموقف التركي، إن كان في ليبيا أو خاصة في مصر أو في دول الخليج الفارسي بزعامة السعودية والإمارات.

وأكد قائلاً: لذلك أصبحت روسيا في موقع القوة السياسية التي تستطيع أن تفرض على تركيا تنازلات معينة، ولكن يجب أن تترافق مع تحولات بموازين القوى على الأرض، وهذا ما حققه الجيش السوري مع حلفاءه في المعارك الأخيرة.

وقال إن العودة إلى اتفاق سوتشي إنما تعد عودة إلى أكثر ما حققه الجيش السوري حاليا، وقال: فعلى تركيا أن تتنازل أيضا عن مناطق كثيرة مازالت تستعملها المجموعات الإرهابية، وهذه من مهمتها بأن تعيدهم إلى ما كانوا عليه.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4773881