التطبيع وتمرير صفقة ترامب سبب اعتقال الفلسطينيين في الرياض

الأربعاء ١١ مارس ٢٠٢٠ - ١٠:١٤ بتوقيت غرينتش

أكد سياسيون وخبراء أن اعتقال السعودية لمواطنين فلسطينيين وأردنيين بتهمة تقديم الأضاحي لغزة إنما يأتي في إطار في إطار الدور المنوط بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المنطقة، وفي إطار عملية التطبيع التي بدأت تستشري في الفترة الأخيرة، و ضمن قرار الرياض الدخول على خط التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني وعلى تمرير ودعم وتمويل صفقة ترامب.

وأكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد الغول أن اعتقال السعودية لمواطنين فلسطينيين وأردنيين بتهمة تقديم الاضاحي لغزة إنما ياتي في إطار الدور المنوط بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المنطقة، وفي إطار عملية التطبيع التي بدأت تستشري في الفترة الأخيرة.
وفي حديث لقناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" قال الغول أن: من يصف المقاومة بالإرهاب هو الإرهابي، ومن يعتقل أبناء الشعب الفلسطيني على هذه التهمة هو يتبنى الرواية الصهيونية والأميركية التي تخدم المشروع الاستعماري في المنطقة.
وأضاف أن: ما الدور الذي يقوم به محمد بن سلمان إلا الدور المرسوم له في السياسة الأميركية الصهيونية في المنطقة، وإن محاكمة الفلسطينيين الذين يمدون أبناء شعبهم ويعملون على تعزيز صمود أبناء شعبهم في أرضهم ليتمكنوا من مواجهة هذا الاحتلال الغاصب إنما تخدم الاحتلال الصهيوني.
ولفت الغول قائلاً: ربما تكون هناك عملية ربط واضحة بين ما يحدث للأمراء في المملكة السعودية وما يحدث للأشقاء الأردنيين وأبناء شعبنا الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم وتوقيفهم في المملكة السعودية، في إطار عملية التحول التي تحدث في السعودية والانقلاب الناعم الذي يحدث في المملكة.
وأضاف: ولكن هذا ليس بمعزل عن السياسة العامة لآل سعود بالدور المنوط بالسعودية في المنطقة العربية.
ونوه إلى أن الأمر مرتبط بإملاءات وشروط أميركية إسرائيلية على بن سلمان حيث: يريد تقديم أوراق اعتماده أمام ترامب ونتنياهو، وهذا مرهون بالسياسة المرسومة للدور الذي يقوم به محمد بن سلمان وآل سعود في المنطقة.
وفيما لفت إلى أن "المحاكمة باطلة وستفشل" أشار إلى أن بعض المعتقلين مستثمرين في السعودية وجزء منهم يحمل الجنسية المزدوجة، كما أن هناك إقامات لدى البعض الآخر، ما يجعل الأمر متشعبا، لافتا إلى أن المسألة بحاجة إلى وقت، ومؤكدا أن الوساطات لا زالت قائمة رغم أن الأمر وصل إلى ذروته، حيث باتت كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة.
لكن الغول نوه في نفس الحال إلى أنه: ربما سوف نكون أمام محاكمات حقيقة لهؤلاء المعتقلين، وهي منعطف خطير وسابقة خطيرة باعتقال أي فلسطيني يقدم على تقديم أي دعم لأبناء شعبه أو أي عربي يقدم على تقديم دعم لأبناء شعبنا الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية.
وخلص إلى أن: هذا هو ما تريده الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية ممثلة ببن سلمان، في إطار الدور المرسوم له، وأيضا في إطار عملية التطبيع التي بدأت تستشري في الفترة الأخيرة وتظهر للعلن بكل وقاحة.
ونوه القيادي في الجبهة الشعبية إلى أن تهمة إرسال الأضاحي هي تهمة مغلفة الهدف منها زعزعة المقاومة الفلسطينية، مشدداً في نفس الوقت: لكن هذا سيزيد من استمرار جذوة المقاومة والاشتباك مع الكيان الصهيوني رغم تحالف الرجعية العربية مع الكيان، حيث سيتجذر الشعب الفلسطيني أكثر في مقاومة الاحتلال الصهيوني.
ونوه الغول إلى أن الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية قاما بتحقيق المستحيل وهو تحرير فلسطين من رأس الناقورة حتى أم الرشراش، مؤكداً أن فلسطين بكامل ترابها الوطني هي ملك للفلسطينين، وأن الثورة الفلسطينية قامت لتحقيق ذلك ولتحقيق حق العودة.
وأكد أنه لايمكن للشعب الفلسطيني أن يتزحزح عن هذا الهدف الاستراتيجي قيد أنملة، حيث أن هذا قرار وخيار الشعب الفلسطيني، مشددا على أن القضية الفلسطينية بحاجة إلى حشد كل الطاقات الفلسطينية أولا ومن ثم العربية والإسلامية والأممية من أحرار العالم، ودعاهم لأن يصطفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني "لأن هذه المحاكمة هي محاكمة للقضية الفلسطينية وللمقاومة الفلسطينية، لذلك على الكل أن يرفض هذه المحاكمة."
هذا وقال أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة يحيى غدار أن من الواضح أن آل سعود ومحمد بن سلمان يشتغلون خدمة لصفقة القرن، وهم متنبون بشكل كبير لها، لافتاً إلى أن هذا ليس جديدا، وأن السعودية طول عمرها كانت تقف إلى جانب الكيان الغاصب وحتى قبل نشأته، حيث أن كل من وقف بوجه الكيان كانت السعودية تقف ضده وتحاربه منذ أيام جمال عبدالناصر ولحد الآن.
وأشار إلى أن آل سعود ومحمد بن سلمان أتوا بدعم صهيوني واضح، لتنفيذ ما هو مطلوب منهم نظرا لموقع السعودية الاستراتيجي، وقال: خلقت المملكة السعودية لخدمة الكيان الغاصب، وليس غريبا أن يعملوا لصالح الكيان ويعطوه القوة، فمطلوب من كل الأدوات وعلى رأسهم محمد بن سلمان أن ينفذ.. فهو أداة بيد الكيان الغاصب.
ولفت إلى أن هناك ضغط على الفلسطينيين المتواجدين في منطقة الخليج الفارسي بسبب أنهم يدعمون أهلهم في فلسطين المحتلة وفي غزة بسبب وضعهم المعيشي المقبول.
ونوه يحيى غدار إلى أن حماس قد عادت إلى وضعها الطبيعي أي إلى المقاومة، بعد مرحلة انتقالية راهنت فيها على قطر وتركيا ورأت أنهم لا يستطيعون تقديم لها أي شيء، فعادت إلى الموقع المستمرة فيه وهو محور المقاومة.
وشدد على أن عودة حماس إلى محور المقاومة والتي الجمهورية الإسلامية الإيرانية رأس حربتها كان ملفتاً بالنسبة للذين يراهنون على أن حماس سوف تستدرج إلى اللعبة والصفقة.
وقال إن هذا هو الخيار الحقيقي للشعب الفلسطيني كله دون استثناء، لأن الخيارات الأخرى قد أسقطها العدو الصهيوني.
من جانبه أكد المحامي والناشط الحقوقي الاردني محمد أحمد روسان أن حملة الاعتقالات للفلسطينين والأردنيين في السعودية تندرج ضمن قرار الرياض الدخول على خط التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني وعلى تمرير ودعم وتمويل صفقة ترامب.
وأكد محمد أحمد روسان إلى أن آل سعود يرفضون علاقة حماس مع إيران وحتى مع سلطنة عمان، هذا فضلا عن حزب الله واحتمال المصالحة السعودية مع سوريا.
ولفت إلى أن جميع الاعتقالات للفلسطينين والأردنيين في السعودية: تندرج ضمن التوجيهات الإنغلوسكسونية لآل سعود وقرار الدخول على خط التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني وعلى ما تسمى بصفقة القرن وتمريرها ودعمها وتمويلها.
وأضاف أن جميع التهم غيرحقيقية، حيث أن المقاومة عند آل سعود هي إرهاب، وقال إن التهم هي افتراء، وهي ملف تم ترتيبه من قبل الإسرائيلي عن طريق العلاقات والتنسيق الأمني بين السعودية وإسرائيل.
كما وشدد على أن حملة الاعتقالات الأخيرة جاءت بضوء أخضر أميركي للكيان الإسرائيلي وبترتيب تم تنفيذه من قبل محمد بن سلمان، وقال إنها تندرج في ظل التنامي السري والعلني للعلاقات السعودية مع هذا الكيان، واصفا إياها بأنها من آيات الابتزاز السياسي الرخيص مع حماس.
ووصف محمد أحمد روسان المحاكمات بالمسيسة وغيرالقانونية أمام ما تسمى بالمحاكم المتخصصة في السعودية.
كما وصف المحاكمات بأنها انبطاح سعودي مع الأميركي والإسرائيلي لغايات هندسة جديدة للصراع العربي الإسرائيلي، مشدداً على أن هناك مراجعات للموقف السعودي والخليجي باتجاه الصراع العربي الإسرائيلي والتماهي مع الكيان الإسرائيلي، حيث يحاولون الضغط على حماس لكي لا تستمر بالعلاقة مع إيران وسلطنة عمان.
وخلص روسان إلى أن: السعودي والإماراتي تعهد للأميركي بتمرير صفقة القرن، والصفقة طبقت بالكامل، وهي تعني شطب القضية الفلسطينية وحل المشكلة على حساب الأردن، وأكبر خاسرين هم الشعب الفلسطيني والشعب الأردني، وشطب النظام السياسي الأردني ليست لصالح فكرة وطن بديل وإنما نظام سياسي بديل برأس جديد.
ونوه إلى أن ما أسماه حلف واشنطن-تل أبيب ورجاله في الداخل الأردني متمفصل حول مفاصل الدولة الأردنية، وقال إن: الرهان ليس على النظام الرسمي العربي وإنما الرهان بالدرجة الأولى على الأطفال في فلسطين المحتلة وشعبنا الأردني لإفشال هذه الصفقة.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4787871