تشريع العمالة.. وجهة نظر أم إملاء خارجي

تشريع العمالة.. وجهة نظر أم إملاء خارجي
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠٢٠ - ٠١:٤٠ بتوقيت غرينتش

بقرار مفاجئ وخارج عن المألوف بات العميل الصهيوني عامر الفاخوري و"جزار معتقل الخيام" حرا طليقا، بعد أن قررت المحكمة العسكرية في لبنان اسقاط تهم العمالة بذريعة مرور الزمن على هذه التهم.

العالم - كشكول

وفقا لقرار المحكمة فقد " تم كف التعقبات عن المتهم الفاخوري" في عدة قضايا ليس أقلها " جرائم القتل ومحاولة القتل والخطف".
قرار المحكمة العسكرية جاء بعد سقوط دعوى الحق العام بمرور الزمن العشري على هذه الجنايات. بناءا على المادة 10 في قانون اصول المحاكمات الجزائية اللبناني.

ولكن هل تنازل المعتقلون والمعذبون على يد الفاخوري عن حقهم امام جرائم الاخير الكثيرة؟
وهل نسي اولئك الذين فقدوا اعضاءا من اجسامهم آلامهم التي عانوها جراء اجرام العميل الاسرائيلي الفاخوري؟

هناك الكثير من الامور التي تثير الشكوك حول هذه المحاكمة ومجرياتها وقرارها.
بدءا من التحركات المريبة في الايام الاخيرة للسفيرة الاميركية الجديدة في لبنان دوروثي شيا. لا سيما وان واشنطن تعمل ومنذ اللحظات الاولى لتوقيف الفاخوري في لبنان على اطلاق سراحه وارساله الى الولايات المتحدة بغض النظر عن الاسلوب او النتائج.
اما الامر الثاني الذي بيبعث على التشكيك في استقلالية القرار القضائي باطلاق سراح الفاخوري هو التوقيت الذي انتخب لاصدار هكذا قرار.
وهنا يجب الالتفات الى نقطتين مهمتين:
الاولى.. هي ان القرار صدر قبل اقل من 72 ساعة من اقفال الاجواء اللبنانية ووقف الرحلات الجوية من والى البلاد المقرر غدا الاربعاء. ما يمنح الفاخوري وقتا لمغادرة لبنان قبل وقف الطيران من لبنان.
الثانية.. هي الاجواء التي يعيشها لبنان في ظل التخوف من انتشار فيروس كورونا والاقفال شبه التام لكل الدوائر الحكومية. وفي عتمة اخبار كورونا. تجتمع المحكمة العسكرية لاتخاذ قرار من هذا القبيل.
مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ميز الحكم بحق العميل الفاخوري اليوم. وفقا لتقارير اعلامية وبالتالي ستعاد محاكمته اذا.

ولكن.. هل الفاخوري في لبنان؟

خروج الفاخوري من لبنان. يعني انهاء القضية بالكامل. في ظل ما يتم تداوله من انباء عن تهريبه لخارج لبنان عبر السفارة الاميركية الى قبرص. على متن طائرة هليكوبتر اعتاد اللبنانيون القريبون من عوكر مشاهدتها تحلق وتهبط في السفارة دون اي رقابة او تفتيش.

اذا.. فالحكم الصادر في قضية الفاخوري هو تشريع قضائي للعمالة في لبنان.. عبر قانون وضع قبل عشرين عاما. يمنح العملاء وقفا للتعقيب بتقادم الزمن.
ولكن يبدو ان هذا التشريع كان وفقا لإملاءات خارجية اكدها بيان المقاومة حينما اعتبر انه كان من الاجدر لرئيس المحكمة العسكرية وفريقه القضائي بدل الانصياع للاملاءات الخارجية.
اما السبب وراء تمسك الاميركي بالفاخوري فهو ربما يكون سياسيا لبنانيا اكثر من اهمية الفاخوري نفسه. فاخراج الفاخوري من لبنان وتبرءته باوامر امريكية قد يعتبر انتصار اميركي اسرائيلي على لبنان ومقاومته وفي الداخل اللبناني.

فهل تسير الامور وفقا للرؤية الاميركية لهذا الانتصار. ام ان للمقاومة وجمهورها رأي آخر في هذا. يمكن للايام القادمة ان تجيب.

ابراهيم شربو