هل سيفتح الإحتلال المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين؟

هل سيفتح الإحتلال المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين؟
الإثنين ١٨ مايو ٢٠٢٠ - ٠٤:٠١ بتوقيت غرينتش

قدم ناشطون في جماعة يهودية، اليوم الإثنين، التماسا للمحكمة "العليا" التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، طالبوا من خلاله إلزام الحكومة بفتح ساحات المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين، رغم قرار دائرة الأوقاف الإسلامية إغلاقه، تحسبا لانتشار فيروس "كورونا".

العالم - فلسطين

وجاء في التماس "منظمات الهيكل" المزعوم، الذي قدمه محاميها أن "جبل الهيكل" (المسجد الأقصى المبارك) مغلق أمام اليهود منذ عدة أسابيع، بينما يسمح لموظفي ورجال دائرة الأوقاف الإسلامية بالتواجد والصلاة في المكان، وفق ما أورده موقع "عرب 48".

وزعم المحامي في الالتماس أن الإغلاق لساحات الحرم تم بموجب توافق غير قانوني بين "إسرائيل" والأردن، بحيث يتم منع اليهود من الصعود للمسجد الأقصى.

وأشار إلى أن الاتفاق بين البلدين تم التكتم عليه، ويتعارض والقوانين الإسرائيلية التي تجيز حرية التنقل والصعود للمكان.

من جانبها، طالبت النيابة العامة الإسرائيلية، الرد على هذه الادعاءات والالتماس بأبواب مغلقة بدواعي السرية ومواد استخباراتية، حيث وافق قاضي المحكمة على طلب النيابة التي استعرضت دوافع الإغلاق والتفاهمات بين إسرائيل والأردن حيال ذلك.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية، قد أعلنت نهاية شهر آذار/مارس الماضي، تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس "كورونا" وحفاظا على حياة المصلين.

ومنذ ذلك الحين، تم إغلاق أبواب المسجد الأقصى، واقتصرت الصلوات في داخله على حراسه، والموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.

وإثر إغلاق أبواب المسجد، فإن المستوطنين لم يتمكنوا من اقتحامه، عبر باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

وحذرت شخصيات ومؤسسات مقدسية، من توجهات إسرائيلية "خطيرة"، لتكريس سيادتها على الحرم القدسي، مستغلة اغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، بحجة منع تفشي فيروس "كورونا".

فيما اعتبرت مؤسسة القدس الدولية، أن عقد اتفاقيات بين الأردن وسلطات الاحتلال، بشأن ترتيبات إدارة المسجد الأقصى، بما فيها إجراءات فتحه وإغلاقه، بأنه "تراجع غير مسبوق واعتراف ضمني بالسيادة الإسرائيلية على المقدسات".

وقالت المؤسسة، في بيان له أمس الأحد، "إن عقدَ اتفاقٍ سياسي حول ترتيبات إدارة المسجد الأقصى المبارك، ومنها إجراءات فتحه وإغلاقه، هو تطور جديد وخطير ولم يسبق أن أُعلن عن مثله من قبل، ويشكل اعترافاً ضمنياً بالسيادة الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك".

وشددت أن "هذا ما يقتضي مراجعة هذا التطور قبل أن يتحول إلى نهجٍ يضرّ بالأقصى وبالحقوق الثابتة في الأقصى غير القابلة للتصرف لكل المسلمين جيلاً بعد جيل، ويضر بصورة الأردن وقيادته".

يذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب "إسرائيل".

واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994).

وفي آذار/ مارس 2013، وقع العاهل الأردني ورئيس السلطة محمود عباس اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.