هل يتطور الغليان والاحتجاجات الشعبية بامريكا الى ثورة؟

الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

اكد الخبير بالشؤون الاقليمية والدولية طلال عتريس ان ما يجري في الولايات المتحدة الامريكية من احتجاجات شعبية قد تتطور الى حرب اهلية وثورة فيما اذا توفرت شروط وقيادة ومطالب واضحة، مشيراً الى ان الاحتجاجات حالياً مازالت في اطار الرد الفعلي على مقتل الشاب الاسود على يد الشرطة.

وقال عتريس في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الاحتجاجات ايضاً تأتي بالاضافة الى مقتل جورج فلويد، الى العنف المفرط للشرطة الامريكية، موضحاً ان حركة الاحتجاجات هذه ربما تؤدي الى فوضى عارمة في البلاد واشتباكات دائمة مع الشرطة ما يهدد حالة الامن داخل معظم الولايات خصوصاً بعد الخطاب الاخير للرئيس دونالد ترامب التصعيدي.
واضاف، ان هناك مشكلة في ثقافة الشرطة في الولايات المتحدة الامريكية، بمعنى ثقافة التمييز والعنف في التعاطي مع الامريكيين عموماً والسود خصوصاً، مشيراً الى ان الاحصاءات تشير الى انه في عام 2019 قتل على يد الشرطة 1100 شخص معظمهم من السود.
كما اعتبر الخبير بالشؤون الاقليمية والدولية ان نهاية الحلم الامريكي (الصورة النمطية بان امريكا الجنة الموعودة على الارض والحرية والناس تسافر اليها وتتاجر كفيما تشاء) بدأ قبل فترة بالزوال واصبحت الصورة اوسع بنهاية الحلم وذلك بسبب ما يجري على الارض.
ولفت عتريس الى ان مستوى الفقر في الولايات المتحدة عالي جداً قياساً مع الحلم الامريكي، واعتبر ان مستوى التمييز العنصري يشبه ما كان يحصل في جنوب افريقيا تجاه الامريكيين من اصول افريقية، وان ما يحصل يشبه ايضاً ما يحدث لدى الانظمة الاستبدادية في دول اخرى كدول العالم الثالث، حيث كانت تنعتها امريكا تنعتها وتطالبها بالديمقراطية وحقوق الانسان.
من جانبه، رأى الكاتب الصحفي امير نبيل ان نزول الجيش الوطني الامريكي الى الشوارع لضبط الامن تعد سابقة غير مسبوقة بالنسبة للولايات المتحدة الا في الماضي، والتي حدثت بشكل نادر.
وقال نبيل: ان الولايات المتحدة تعلن دوما انها دولة ديمقراطية وكنفدرالية وقادرة على السيطرة على الامور داخل البلاد اعتماداً على الشرطة والحرس الوطني الخاص لكل ولاية، ولكن اللجوء الى الجيش الوطني هذه المرة من جانب الادارة الفيدرالية فهذا امر لا يكون ان يحدث الا في الامور الكبرى مثل الحروب وغيرها.
كما اعتبر نبيل، ان الاحتجاجات الشعبية في الولايات المتحدة اصبحت بالنسبة للرئيس ترامب قضية مصيرية فيما يخص استعداده للانتخابات القادمة وانتزاع فترة ولاية ثانية في الثالث من نوفمبر المقبل في ظل ضغوط كبيرة داخلية من جانب خصومه السياسيين الديمقراطيين الذين يثيرون الكثير من المشاكل له والتي تفاقمت بالفعل في عام 2020 خصوصاً بعد جائحة كورونا وفي ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية وفقدان حوالي 40 مليون امريكي لوظائفهم، واخيراً مشكلة القضية العنصرية التي تسببت بمقتل جورج فلويد، حيث وسموا فترة ترامب بالسلبية الى حد كبير.
وقال نبيل: ان ترامب يلجأ الى استخدام كافة ما لديه حتى ولو كانت قوانين منذ عشرات السنين للتعاطي مع قضايا حساسة.
بدوره، عضو حزب المحافظين البريطاني وفيق مصطفى، ان الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة بدأت وخاصة من قبل الديمقراطيين الذين يحاولون ان يكسبوا بعض الاصوات خاصة استغلالهم صورة الشاب الاسود الذي قتل على يد الشرطة.
وقال مصطفى: ان الرئيس ترامب يفهم هذه اللعبة ويلعب مع السلطة هو ايضاً، وعينه السياسية على الانتخابات الرئاسية القادمة، مشيراً الى ان هناك احصائيات كثيرة جداً تؤكد ان السود يعانون تمييزاً عنصرياً في الولايات المتحدة، فيما يتمتع البيض بمزايا اكثر بمزايا التعليم ودخلاً اكبر.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4968311