إخماد فتنة ردمان في البيضاء اليمنية وإطلاق سراح المتورطين

إخماد فتنة ردمان في البيضاء اليمنية وإطلاق سراح المتورطين
الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٤:٢٣ بتوقيت غرينتش

تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية والأجهزة الأمنية والأحرار من أبناء مديرية ردمان آل عواض وقبائل محافظة البيضاء، تمكنوا من دحر مجاميع ميليشيا المرتزق "ياسر العواضي" المدعومة من قوى العدوان السعودي من كافة مناطق مديرية ردمان وتطهيرها بالكامل.

العالم - اليمن

القضاء على التمرّد الذي قاده الأمين العام المساعد لحزب «المؤتمر الشعبي العام» ياسر العواضي، السبت الفائت، في مديرية ردمان في محافظة البيضاء، لم يستغرق سوى بضع ساعات من خلال عملية نوعية، وذلك رغم إسناد طائرات العدوان السعودي المكثف لمليشيات المرتزق العواضي.

وبحسب مصادر مطّلعة في صنعاء، فإن التمرّد هدف إلى إشغال الجيش عن جبهته الرئيسية في مدينة مأرب التي باتت بحكم الساقطة عسكرياً.

وأعلنت السلطة المحلية بمحافظة البيضاء، تأمين كامل مديرية ردمان، مؤكدة عودة الحياة لطبيعتها بعد التصدي للعملاء ومرتزقة العدوان.

وتم تأمين مديرية ردمان بالكامل وكافة المقار والمرافق الحكومية بالمديرية التي كانت تتخذها أدوات العدوان ومرتزقته مقار لهم.

وثمن بيان للسلطة المحلية بالمحافظة، تعاون ووقوف أبناء قبائل آل عواض وأبناء محافظة البيضاء إلي جانب الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية في دحر مرتزقة العدوان وأدواته من القاعدة وداعش من مديرية ردمان.

وأكدت السلطة المحلية بالمحافظة أن الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية ومعهم كل الأحرار من أبناء محافظة البيضاء يقفون صفاً واحداً ضد كل من يحاول إقلاق السكينة العامة خدمة للعدوان ومشاريعه التآمرية.

إطلاق سراح المتورطين

الى ذلك، أطلقت السلطة المحلية بمحافظة البيضاء، سراح المخدوعين المتورطين في أحداث فتنة ردمان، بناءً على توجيهات من قائد حركة انصار الله اليمنية والمجلس السياسي الأعلى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

وقالت القيادة الثورية في رسالة إلى وجهاء ورجال قبائل ردمان: "قدمتم اليوم النموذج المشرف والمعبر عن أصالة القبيلة اليمنية وهو المتوقع منكم".

وأوضحت السلطة المحلية خلال لقاء مع مشايخ وأعيان المديرية، أن عملية الإفراج تأتي تقديراً للدور الإيجابي والعقلاني الذي لعبته قبائل ردمان في إخماد الفتنة، معبرة عن الشكر لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى لوقوفهم إلى جانبهم ومساندتهم في إخماد الفتنة وتجنيب المديرية شر الصراع.

وثمن وجهاء ومشايخ ردمان، عالياً مبادرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط في إطلاق سراح المتورطين بأحداث الفتنة في ردمان.

وأشاروا إلى أنه "لم ولن تكن يوماً من أولوياتهم غير مواجهة العدوان وأي موقف خارج هذا لا يمثل قبائل ردمان ورجالها، مؤكدين وجوب التعامل بحسم مع الأصوات الداعية إلى الفتنة تحت أي مبرر وذريعة، وأن الأولوية هي التصدي للعدوان.

من هو ياسر العواضي؟

تصدّر ياسر العواضي، وهو يعتبر، بالإضافة إلى كونه مسؤولاً مؤتمرياً، من مشايخ قبيلة آل عواض في منطقة ردمان، ودعا إلى تحرّك قبلي في البيضاء مطالباً بتسليم العناصر الأمنيين إلى القبائل، بزعم أنهم قاموا بقتل امرأة تدعى جهاد الأصبحي، مستغلا هذه المزاعم لينفذ مخطط فتنوي بدعم من قوى العدوان السعودي.

وقد لاقت القوى المحلية التابعة لحكومة هادي ودول التحالف العواضي في منتصف الطريق، من خلال الدعم الإعلامي والمالي والاستعداد لتقديم الدعم العسكري إن استمرّ الرجل في تمرّده على حكومة صنعاء. وأبرز هؤلاء المسؤولين مستشار هادي، أحمد بن دغر.

وقد راهنت قوى العدوان على قدرة العواضي على إدارة المعركة ضد صنعاء، بما يؤدي إلى خلق انتفاضة قبلية شاملة، تتمكّن من الاستيلاء على محافظة البيضاء.

وبدا على تصرّفات العواضي تغيّر لافت وتحوّل قرّبه أكثر من قوى العدوان، على رغم نهجه الحذر وتموضعه السياسي المحايد بعد أحداث كانون الأول/ديسمبر 2017، والتي أسفرت عن مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

خلال الشهرين الماضيين، تنقّل العواضي بين المخا ومأرب، حيث أجرى لقاءات مع رئيس أركان مرتزقة هادي، اللواء المؤتمري صغير بن عزيز، والمحافظ سلطان العرادة، وآخرين. وفي المخا، على الساحل الغربي، التقى العواضي "طارق صالح"، قائد ما يسمّى «حرّاس الجمهورية» (المحسوبة على الإمارات رغم ضعف الكيمياء بين الطرفين)، وتمحورت تلك اللقاءات على كيفية إيصال الإمدادات العسكرية إلى داخل محافظة البيضاء بالتزامن مع تفعيل محور العدوان في المحافظة.

فقد العواضي، في الأخير، ورقة قضية الضحية الأصبحي، ولم تعد تصلح شعاراً يتحرّك من خلاله مع القبائل، بعد أن باتت القضية بيد القضاء ورضي شيوخ القبائل بمسار التحقيقات القضائية.

وقد ذكر نشطاء أن العواضي أرسل عائلته إلى القاهرة بعد شراء فيلا من قبل وسطاء قريبين من التحالف، بالإضافة إلى تلقّيه ملايين الدولارات.

ومساء الجمعة الماضية نجح الجيش واللجان في بسط السيطرة على كامل مديرية ردمان ومداهمة منزل الأخير، فيما أفادت مصادر بأن العواضي تنكّر أثناء فراره من البيضاء إلى مأرب التي قيل إنه وصلها ليلاً.