لماذا الخوف من توجه لبنان شرقا لحل ازمته الاقتصادية؟

لماذا الخوف من توجه لبنان شرقا لحل ازمته الاقتصادية؟
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠ - ١٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

لبنان يترنح بين التهويل الامريكي والرغبة نحو الاتجاه شرقا للخروج من الازمة الاقتصادية.

العالم لبنان.

ثمة مخاوف يدفع بها البعض في لبنان من التوجه شرقا لمعالجة ما يترنح به البلد من ازمات مالية واقتصادية فبينما يرى قسم كبير من اللبنانيين ان الاتجاه نحو دول قادرة على المساعدة وتقديم ما يلزم للخروج من اعباء التردي الاقتصادي وخاصة فيما يتعلق بقطاع الكهرباء والمواد الاولية والسلع الضرورية من شآنها فك الحصار الغربي وخاصة الامريكي ومعها بعض انظمة الخليج الفارسي وتحرير لبنان من القيود السياسية التي ترهن اي مساعدة بمقايضات تتخطى الموقف والتوجه الى سلب لبنان من ثوابته السيادية.
هناك من يتماهى مع التهويل الامريكي ويبث الخوف والهلع في نفوس المواطنيين لا لشيئ انما لغايات مرتبطة بحسابات سياسية على مقاس مروجيها هذا من جهة. ومن جهة ثانية تدفع الادارة الامريكية بكل قدراتها المؤثرة نحو اعاقة وعرقلة اي خطة اصلاحية حقيقية تحت ذرائع باتت واضحة تبدأ بقرارات دولية مشبوهة كالقرار 1559 ولا تنتهي بدفع لبنان نحو تطبيع يحمل سمة الاستسلام للعدو الاسرائيلي.
وترى مصادر مطلعة انه وعلى الرغم من كل المحاولات لترميم الواقع، تستمر الأزمة اللبنانية بأشكال مختلفة متلونة بالطابع اللبناني الضيق والمرتبط من رأسه حتى أخمص قدميه بالصراعات الإقليمية والدولية، حتى أصبحت الأزمة أعمق من بُعدها الاقتصادي والاجتماعي لتعبّر عن خلل وتشوّهات في بنية النظام اللبناني برمّته، مما أفقد الكيان اللبناني المناعة الداخلية وجعله عرضة للعواصف الداخلية عند تشكّل الغيوم السوداء في المنطقة. ومما أثار زوبعة من الحوارات والانتقادات اللاذعة والصرخات المحذرة هو طرح التوجه شرقاً في العلاقات الاقتصادية الدولية للدولة اللبنانية كمخرج أساسي للأزمة اللبنانية. وتمحورت هذه التحذيرات بل حتى التهديدات حول تغيير هوية لبنان الاقتصادية والثقافية. لذلك ترى المصادر المطلعة ان هناك من يدفع باتجاه إشكالية كبرى لتطرح السؤال: هل التوجه شرقاً يغيّر من هوية لبنان الاقتصادية وتصبح دولة شمولية اشتراكية بالطبع هذا غير صحيح تقول مصادر مطلعة الا ان الدعاية التي تروجها اروقة الادارة الامريكية عبر اجهزتها الدبلوماسية والمتعاونيين معها في الداخل اللبناني تجعل من هذا السؤال منصة اختلاف على الهوية والاستراتيجية التي تدأب الادارات الامريكية المتعاقبة على ترسيخها في مسعى لابقاء دوامة الفوضى وانعدام الثقة بقوة لبنان التي استطاعت عبر المقاومة من تغيير معادلات جذرية خاصة فيما يتعلق بكبح جماع الكيان الاسرائيلي الغاصب واطماعه في الثروات اللبنانية.
فهل بات التهويل الامريكي من مروحة الخيارات الخارجة عن سيطرته تشكل فوبيا لكثيرين في وقت سقطت ورقة التوت عن زيف الادعاء الامريكي المتشدقة بدعهما للبنان تختم المصادر.
مر اسل العالم - حسين عزالدين