خروج القوات الأميركية لاستعادة الأمن العراقي المفقود

الخميس ٢٣ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

أكد الباحث بالشؤون الإقليمية والدولية د.عبدو اللقيس أن الضربة الإيرانية ردا على جريمة اغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني في الأراضي العراقية لابد أنها آتية، وأن الأميركي يعلم ذلك، مشددا على أن تصاعد المقاومة ضد الوجود الأميركي في العراق لا يشكل بديلا عن هذه الضربة.

وفي حديث لقناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت عبدو اللقيس إلى أن تصريحات سماحة قائد الثورة الإسلامية في لقاء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي موجهة للأميركيان بشكل مباشر ولحلفائهم في المنطقة، مبينا أن ذلك يعني: أنه لا يمكن الموافقة أو التماشي أو التعايش والسماح ببقاء قوات احتلال أميركية وحلفاءها في أرض العراق، حيث هي التي تشكل منبعا ومستوردا للإرهاب سواء للداخل العراقي أو محيطه.
وأوضح قائلا: "فحينما يقول إنما نريد العراق مستقلا وقويا، يعني ذلك تطبيق القرارات للبرلمان العراقي الذي اتخذ قراره بإخراج جميع القوات المحتلة بعد عملية الغدر بالشهيدين قاسم سليماني وأبومهدي المهندس."
ونوه إلى أن الأميركان حين يجدون أن العراق أصبحت لديه القوات والمقدرة الحقيقية التي يستطيع من خلالها تأمين أمنه الداخلي والإقليمي فهم سوف يعتبرون أنفسهم قد باؤوا بالفشل، حيث يعملون على إبقاء النزعات الداخلية مستمرة لتكون مبررا لبقائهم.
وأشار إلى وجود قوات الحشد الشعبي التي قال إنها استطاعت أن تقوم بعمليات قتالية ودفاعية وهجومية ضد المجاميع الإرهابية في العراق واستطاعت أن تحرر البلد، ما شكل عامل صدمة للأميركي ولكل المحيط الذي دعم هذا الإرهاب، وقال: لهذا هم يركزون الآن على ضرورة تفكيك الحشد الشعبي.
وفي جانب آخر نوه اللقيس إلى أن القيادة في الجمهورية الإسلامية ومنذ أن قامت بالرد الأولي على جريمة الاغتيال النكراء قالت إن هذا هو عمل بدائي أي ليس الرد النهائي، وقال: فلابد نتوقع وفي أي لحظة أن نسمع ضربة أخرى تزلزل الوجود الأميركي في المنطقة، وربما لم تكن في الداخل العراقي فقط، وقد يكون استهدافا للقواعد التي انطلقت منها العملية الغادرة.
وأضاف أن التوقيت يبقى بيد القوات العسكرية وبإمرة القائد الذي سوف يشير إلى ساعة الضربة، مشددا على أن: الضربة لابد أنها آتية، والأميركي يعلم ذلك، ولذلك نراه أنه يضغط على كل الإقليم من أجل إحداث هذه التوترات في المنطقة لعله يؤخر هذه الضربة القادمة.
وشدد على أن تصاعد المقاومة ضد الوجود الأميركي مسألة محسومة، "لأن الأميركي رفض قرار البرلمان العراقي والحكومة العراقية، ويحاول أن يمارس عملية الابتزاز القديمة الجديدة المتجددة ضد قيادت الشعب العراقي، ويحاول أن يفصل بين القوى الأمنية بحجة أن الحشد هو إيراني، لكن الحشد من جميع مكونات وطوائف الشعب العراقي."
وخلص إلى القول: إن هذه القوة استطاعت أن تلحق الأذى بقواتهم، وهو ما سيستمر، ولكن هذا لا يشكل بديلا عن الضربة الإيرانية.

كما أكد المحلل السياسي واثق الجابري أن المنطقة لم تشهد استقرارا منذ مجيء القوات الأميركية في 2003، حيث تحاول أميركا خلق النزاعات العرقية والطائفية والمناطقية، وخلقت كل الحروب من أجل الإبقاء على قواتها وتمدد نفوذها في المنطقة.
وأشار الجابري إلى أنه و: عند مراجعة الأحداث من 2003 إلى اليوم نرى أن المنطقة لم تشهد استقرارا منذ مجيء القوات الأميركية، فهي حاولت خلق النزاعات العرقية والطائفية والمناطقية، وخلقت كل هذه الحروب من أجل الإبقاء على قواتها وتمدد نفوذها في المنطقة.
وفي جانب آخر من حديثه أشار إلى أنه وطيلة هذه السنوات لم تسمح الولايات المتحدة للعراق بالتسلح بشكل صحيح، وعلى سبيل المثال هي لم تسمح للعراق لحد الآن بامتلاك منظومة مقاومة طائرات ورصد جوي متطورة.
وحول قرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الأميركية من التراب العراقي أشار إلى أن القرار مؤيد من قبل الشعب العراقي، عندما كانت هناك تظاهرات مليونية أيدت القرار، كما أيدته المرجعية حينما قالت إن العراق سيد نفسه ولايسمح للغرباء فيه، موضحا أن: الغرباء هم الأميركان المتواجدين في العراق، وهم قوات قتالية مارست العنف والقوة والقتل المتعمد تجاه القوى الوطنية ومنها قوات الحشد الشعبي التي حاربت داعش.
وردا على سؤال آخر قال الجابري إن أول من رحب بالنظام السياسي العراقي الجديد منذ 2003 إلى اليوم ودعمه ودعم إبقاءه هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث اعترف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في لقاءاته الأخيرة بطهران أن إيران كانت أول من بادر بنصرة العراق وأعانته بالأسلحة وكل ما يمكن من أجل محاربة داعش، وهذا بالإضافة إلى المشتركات التاريخية التي تربط البلدين.
ونوه أن كل دول المنطقة من حقها وهي تمارس حقها بشكل طبيعي، مضيفا: لكن يبدو أن بعض الأنظمة العربية بالذات والمحكومة من قادة سلطويين يمكن أن يبقوا على أنفسهم بسدة الحكم بواسطة الإرادة والإدارة الأميركية دون الاعتماد على شعوبهم، لكن الشعوب الإيرانية والعراقية هي شعوب حرة تعتمد على الديموقرطية.
وفيما أشار إلى أن الأميركان يتحدثون عن الأغلبية التي صوتت بإخراج القوات الأجنبية من العراق بشكل طائفي ومناطقي، قال إن عدم الاستقرار العراقي ولربما حتى الخلافات السياسية الداخلية والفساد كله بدأ من المنهج الأميركي، مضيفا: حتى أن فقرات الاتفاقية العراقية-الأميركية تشير إلى تعيين مستشارين أميركيين للوزارات العراقية، وأنه لابد من مشورة الجانب الأميركي في الكثير من المجالات، وهو تدخل بشكل مباشر.

من جانبه أكد الباحث السياسي العراقي أبوفراس الحمداني أن أميركا رسخت الانقسام في العراق من خلال تكريس دستور المكونات، مشددا على أن خروج القوات الأميركية هو مطلب وطني عراقي بالأساس ومحذرا من أن الأميركان يعملون على استثمار خيبة الأمل لدى الشارع العراقي ويطرحون أنفسهم مشروعا للانقاذ.
واشار الحمداني إلى أن الوضع في العراق معقد، وإلى تراكمات كبيرة خلال 17 عاما إلى جانب دولة ضعيفة واقتصاد متهرىء ونظام مكونات سياسي.
وأكد أن أميركا رسخت الانقسام في العراق من خلال تكريس دستور المكونات لكي تجد لها مكانا، وقال: لذلك فإن القواعد الأميركية ممنوع أعلى المقامات العراقية دخولها، ولا نعرف مهمة 5000 جندي أميركي.. فالبلد مخترق وهناك انتهاك للسيادة.
وفي جانب آخر من حديثه شدد على أن خروج القوات الأميركية هو مطلب وطني عراقي بالأساس، وقال إن العراق يقع بين صراعات كبيرة ومن مصلحته أن يستقل بنفسه وأن يبعد أي وجود أميركي، وقال: لأن الأميركان وجودهم يثير الكراهية والمشاكل.. كما صرح وزير الخارجية الأميركي أكثر من مرة بأن وجودنا بالعراق هو لضرب النظام الإيراني أو تغيير الوضع في داخل إيران.. فلذلك على السيد الكاظمي أن يكون متوازنا في ذلك وأن يحدد مكانه في هذه الصراعات.
ولفت الحمداني إلى وجود صراع أميركي عراقي بالساحة العراقية، وقال: هناك أطراف وأصدقاء وحلفاء لإيران، وهؤلاء فشلوا في إدارة الملف الاقتصادي وفي إدارة المحافظات الجنوبية، وهناك حالة استياء، وأميركا تريد أن تستثمر هذا الواقع وتطرح نفسها كمنقذ.
كما قال إن الأميركان هم: عدوانيين ومحتلين، وهم يكرسون التقسيم ويحاولون أن يظهرون أنهم أصدقاء للكرد وللسنة أو يعادون الشيعة، وهم سبب الفتنة الموجودة في العراق.
وراى أن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية: أن تستثمر بالشعب العراقي، وأن تبتعد عن بعض القيادات التي فقدت شعبيتها وشرعيتها وأصبحت عرضة للابتزاز الأميركي.
ووصف هذه القيادات بأنها: لا تستطيع أن تصدر بيانا ضد الأميركان أو ترفع صوتها ضد السفير الأميركي، فعليهم أوراق ابتزاز وفساد وملفات، وهي لم تعد مؤهلة لقيادة الشعب العراقي في هذه المرحلة، وعلى إيران أن تبحث على قيادات جديدة تكون قريبة من الشعب العراقي.
وفيما حذر من أن الأميركان يعملون على استثمار خيبة الأمل لدى الشارع العراقي ويطرحون أنفسهم مشروعا للانقاذ، نوه إلى أن: للإعلام الأميركي القدرة على استثمار العاطلين عن العمل والتظاهر وموجات الاحتجاج لصالحهم.
وخلص إلى القول: لكي نوفر أرضية لخروج الأميركان علينا أن نقوي الدولة في البداية، من خلال معالجة السلاح غيرالمنضبط والقضاء على الفساد.. ونغير الجيل الجديد بالسياسيين لكي يعيد ثقة الناس بهم، ونؤهل الأغلبية السياسية الموجودة حتى تمارس دورها الفاعل.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5061991