التحرش الأمريكي بإيران والمدنيين اللبنانيين

التحرش الأمريكي بإيران والمدنيين اللبنانيين
الأحد ٢٦ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

لا تنفك الوقائع والحوادث تنقل لك مشاهد بيّنة عن الحماقة الأمريكية في لبناننا ومنطقتنا.

العالم - مقالات وتحليلات

فمن تدخل لسفيرتها في لبنان مع مسؤولي الأجهزة الأمنية والأحزاب اللبنانية التابعة لأمريكا لإدارة عملية الضغط على اللبنانيين في تنقلاتهم البرية، الى تضييق مقاتلاتها الحربية على تنقلاتهم الجوية، في فصل من فصول النذالة لم نشهدها لقوة دولية تتحرش بطائرة ركاب مدنية لتروّع نساءّ وأطفالاً وشيوخاً وأبرياء تحت حجة التأكد من هويتها، إدعاءً لحماية نقطتها الجمركية التي أوجدتها قواتها المحتلة عدواناً وغصباً للحقوق السورية والعراقية، وذلك في معبر التنف لمنع التواصل، لا سيما البرّي منه، بين دول محور المقاومة وحلفائها، ولقطع الطريق على مشروع الحزام والطريق الصيني الاستراتيجي.

لا شك أن هذا الفعل الجبان والمدان يصب في خدمة سياسات العدو الأمريكي ليدفع قادة محور المقاومة الى الانفعال والتسرع، فيقعوا في الفشل لإتخاذهم قرارات عجولة غير مدروسة.

وقد يتفهم المرء حماس القواعد الشعبية ودعوتها للرد لكن الهدوء والتروّي مطلوبان ليكون التسديد للرد القادم محكماً ومؤلماً.

علماً أن القرصنة الجوية سيف ذو حدين، إن اتبعته أمريكا، متجاوزة بذلك القوانين الدولية التي ترعى سلامة الملاحة الجوية والبحرية والمواصلات البرية، فستدفع ثمنه من قيادييها ومواطنيها، فالعين بالعين والسن بالسن.

لذلك فإن ما يرجح من تفسير لهذا السلوك الطائش لا يتعدى توجيه رسائل الى محور المقاومة، لا سيما إيران والمقاومة في لبنان، ويدلّ في الوقت عينه على مدى الضعف بل العجز الأمريكي عن الفعل المؤثر المغيّر للمسارات.

غير أن اللعب على حافة الشيّار أمر خطير جداً فماذا لو تمّ إسقاط الطائرة المدنية الإيرانية من قبل الدفاعات الجوية السورية المستنفرة في المنطقة، كما حصل منذ عام تقريباً مع الطائرة العسكرية الروسية التي تحرشت بها طلباً للحماية المقاتلات الإسرائيلية التي كانت تنفذ عدوانها على سوريا.

طريق الحرير ستُفتح جواً وبراً وبحراً ولبنان بموقعه الجيواستراتيحي سيكون بوابة الصين على الحوض الشرقي للمتوسط.

أما هذه الألعاب الصبيانية الأمريكية الذي لا يرى لها المراقب سبباً متيناً رشيداً ليسندها اليه، لا يجد بداً من نسبها الى الحمق الناشىء من شدة الحرج في الموقف السياسي، وذلك لتجاوزها كافة الأعراف والقوانين الدولية التي ترعى سلامة المدنيين والملاحة الجوية.

ولربما ستجد قريباً في أمريكا من يدينها ويضبطها ليس حرصاً على القانون والناس بل لخطورة تداعياتها عليهم.

فهل من عاقل في أمريكا يلجم هذا الأحمق المذعور في البيت الأبيض

علي حكمت شعيب - أستاذ جامعي