ترامب والدكتاتوريون العرب.. من عاشر القوم!

ترامب والدكتاتوريون العرب.. من عاشر القوم!
الإثنين ٢١ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

يبدو ان علاقات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الوطيدة مع بعض الحكام العرب من الدكتاتوريين والسلطويين، أثرت بشكل كبير على سلوكياته المنحرفة بالأصل، لتزيد طينته بلّة، وتزيد من الطبيعة الدكتاتورية التي يتمتع بها، لينطبق عليه المثل العربي الشهير، "من عاشر القوم أربعين يوما، صار منهم"، فكيف بمن عاشرهم أربع سنوات.

العالم - كشكول

تصريحات الرئيس الاميركي ترامب خلال خطابه الانتخابي في كارولاينا الشمالية عززت عدة جوانب من شخصية الرجل امام الرأي العام العالمي، فقد ظهر الرئيس الاميركي بخطاب أقل ما يقال عنه أنه خالٍ من اللباقة الشخصية أو الاخلاق العرفية منصب الرئيس، وعارٍ من الاعراف الدبلوماسية، والقيم التنافسية واهانة لشأن الالنتخابات الرئاسية.

ترامب انهال على خصمه الديمقراطي جو بايدن بعبارات والفاظ وصفات كشفت عن شخصية ترامب المتسلطة والنرجسية العالية التي تتحكم في سلوكياته، فقد اعتبر ان بايدن هو أغبى المرشحين، وأنخ المرشح الأسوأ في تاريخ السياسة الرئاسية (الاميركية)، هذه الصفات والنعوت لم تكفِ ترامب لاشباع نذوته في التنمر على خصمه الديمقراطي، فشدد على مزاعمه بأن باين مدمن على المنشطات، مؤكدا أنه- أي بايدن- يتلقى جرعات من المنشطات ليتمكن من القاء خطاباته، ليعود ويكرر جملته " لقد أعطوه جرعة كبيرة من الدهون في المؤخرة..".

كل ما قاله ترامب كان عبارة عن غيض من فيض أمام ما كشفه كلامه عن لجوئه إلى امضاء أمر تنفيذي منع بايدن من خوض الانتخابات، بذريعة عدم صلاحيته على ادارة البلاد، بعد تشكيكه المستمر منذ فترة بصلاحيات بايدن العقلية، واصراره على اجراء اختبار عقلي لبايدن قبل المناظرة الأولى المرتقبة بين الرجلين في 29 سبتمبر الجاري.

ترامب قال أنه ربما يوقع على امر تنفيذي يمنع بايدن من أن يكون رئيسا لاميركا؛ كلام ترامب ينم عن جهل كبير بصلاحياته كرئيس ومنافس في الانتخابات بنفس الوقت، ما يمنعه من اتخاذ مثل هذا القرار، كما يكشف عن جهله بالقانون الاميركي الذي لم يمنح الرئيس مثل هذه الصلاحيات؛ إلا أن هذه التصريحات الترامبية، كشفت عن خبايا العقلية الترامبية ونظرته للادارة الاميركية، وحجم الفكر الديكتاتوري الذي تخفيه شخصية الرئيس الاميركي.

القانون الاميركي يحد بشكل كبير اي اجراء من شأنه الغاء الانتخابات او تأجيلها، ورغم الثغرات القانونية في الدستور الاميركي بشأن الانتخابات، إلا أن القيود المفروضة على اتخاذ مثل هذه القرارات كبيرة ومعقدة، ما أن مصادقة مجلس النواب الاميركي الذي يملك الاغلبية الديمقراطية على القرار شيء اساس وفق القانون الاميركي، ما يمنع على الرئيس ترامب الحلم تى بموافقة على مثل هذا الامر التنفيذي.

ربما قارن ترامب نفسه باصدقائه من بعض الحكام في المنطقة الذين يملكون من الصلاحيات مطلقها، ويحكمون بقرارات فردية وشخصية في كثير من المواقف، ليرى في نفسه كبرا وعلوا يمنحه صلاحيات مشابه أو حتى أكبر مقارنة بأصدقائه من ملوك وامراء المنطقة، ليتطبع ترامب بطباع من عاشرهم من هؤلاء في التمسك بالسلطة والتشبث بالمنصب، إلى حد كسره للقانون وتلفيق التهم والافتراءات لخصومه من اجل البقاء في منصبه، كما نرى في سلوكيات اصدقائه في المنطقة.