مبادرة سعد الحريري حول الحكومة اللبنانية المرتقبة بين المناورة والمغامرة

مبادرة سعد الحريري حول الحكومة اللبنانية المرتقبة بين المناورة والمغامرة
الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سعد الحريري يطرح مبادرة لحل ازمة تشكيل الحكومة تتراوح بين المغامرة والمناورة.

العالم - لبنان

في بيانه الذي صُنّف "مبادرة شخصية"، لم تحصل على "مباركة" زملائه في نادي رؤساء الحكومات السابقين، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إنّه اتخذ قراراً بـ"تجرّع السمّ" مرّة أخرى، مع علمه المُسبَق بأنّ البعض قد يفسّره على أنّه "انتحار سياسي".برّر الحريري ما وصفه بـ "تجرّع السمّ"، من خلال الموافقة على تسمية وزير شيعيّ "مستقلّ" لحقيبة المال، بـ "محاولة إنقاذ آخر فرصة لوقف الانهيار المريع، ومنع سقوط لبنان في المجهول"، في "تقاطعٍ" مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي حذّر قبل ساعاتٍ قليلة من "المبادرة"، من الاتجاه نحو "جهنّم". لم "يحصّن" الحريري مبادرته "الشخصية" هذه، ولم ينسِّقها مُسبقاً مع أحد، كما تؤكّد المعطيات المتداولة، لا مع رؤساء الحكومات السابقين، ولا حتى مع "الثنائيّ" بشخص رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي لم توحِ المؤشرات الأولى أنّه مستعدٌّ أصلاً لـ "ملاقاته في منتصف الطريق"، حتى يثبُت العكس.
يعترف المدافعون عن "مبادرة" الحريري بأنّها أشبه بـ "مغامرة"، بل "مخاطرة" بجزءٍ كبيرٍ من "الرصيد" الذي حاول بناءه في الآونة الأخيرة، لتعويض ما فاته على المستوى "الشعبويّ" خصوصاً، في مرحلة "المساكنة" مع "العهد"، تحت عنوان "التسوية الرئاسية"، والذي راكم عليه "الخسائر" بسبب مثل هذه "التنازلات" أصلاً. إلا أنّ هؤلاء يعتبرون أنّ خطوة الحريري "كان لا بدّ منها"، بعدما اصطدمت "المبادرة الفرنسية" بمحاولات فريق الرابع عشر من اذار الذي تتماهى اجندته مع اجندة الادارة الامريكية الساعية.دوما افشال اي حل حول لبنان اكان غربيا ام خلاف ذلك بالاستعانة بادواتها الداخليين وتقول مصادر مطلعة:
كثيرةٌ هي الاعتراضات على "مبادرة" الحريري، من محيطه وخارجه، ولو "تفاوتت" الاعتبارات التي ينطلق منها المعترضون، شكلاً ومضموناً. بينهم من يعتبر أنّ الحريري ارتكب مرّة أخرى، "خطيئة الخضوع" لمطالب "الثنائي"، بما يمنحه المزيد من "الاستقواء" لفرض "شروطه" في كلّ الاستحقاقات. وبينهم من يرى أنّ خطوته هذه لم تكن "مدروسة"، وهي ستنعكس سلباً عليه، على مختلف المستويات، خصوصاً أن لا "رافعة" يتحصّن خلفها، بعد الموقف اللافت لرؤساء الحكومات السابقين.
بيد أنّ "الضربة" الأكبر التي تلقّتها "مبادرة" الحريري تمثّلت في موقف "الثنائي" الشيعي نفسه، وإن أبدت أوساطه "ترحيباً مبدئياً" بمضمونها الذي يشكّل "خطوة إلى الأمام"، لكنّه لا يبدو "كافياً" لحلّ المأزق الحكوميّ. وتتحدّث هذه الأوساط عن سلسلة "تحفّظات" على مضمون "ملغوم" للمبادرة، خصوصاً لجهة عبارة "لمرّة واحدة .ومن هنا نؤى بعض الاوساط ان من حق الثنائي الشيعي
رفض فكرة تسمية رئيس الحكومة لوزير المال الشيعي، والذي وصفه الحريري بـ "المستقلّ"، مشدّدة على "حقّها الحصريّ" بتسمية هذا الوزير وغيره من الوزراء الشيعة، ورفضها أن "يصادر" أحد منها هذا الحقّ تحت أيّ ظرف. أما "التنازل" الذي يمكن أن تقدّمه، وفق التسريبات، فلا يتعدّى تقديم لائحة أسماء يختار منها رئيس الحكومة المكلَّف، أسوة بما حصل بتسمية الأخير، عندما قدّم رؤساء الحكومات السابقون لائحة، تمّ اختيار اسمٍ منها. تختم المصادر.

*مراسل العالم

كلمات دليلية :