هل تحول الطائف الى قميص عثمان في لبنان

هل تحول الطائف الى قميص عثمان في لبنان
الجمعة ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

اتفاق الطائف وتفسيراته المتعددة بين شماعة السياسيين ووقائع الازمة اللبنانية.

العالم لبنان.

صحيح ان اتفاق الطائف انهى حربا اهلية استمرت خمسة عشر عاما. الا انه اسس لمجموعة من الخلافات والاختلاف حول تفسيره وبنوده المتعلقة بادارة الدولة لسيتحضر نفسه مع كل أزمة سياسية ويعود الحديث عنه.

على رغم أن الإتفاق الذي جاء تتويجاً للسلم اللبناني المرعى دولياً، إلا أن البعض يتعامل معه وكأنه كتاب منزل.
لكن المشكلة ليست في ذلك، بل في القراءات المتنوعة التي لا تخفي الإنتقائية الواضحة في تفسير "الطائف".

تقول المصادر:

مؤخراً، شغل إتفاق الطائف معظم القوى السياسية بمجرد تعثّر المبادرة الفرنسية. فالبعض تحدث عن مجانبة مصطفى أديب و"من وراءه" لروحية الطائف في انتقاد واضح للطريقة التي كان يحاول فيها أديب إدارة عملية التأليف.
أما الرئيس عون فناله من نادي رؤساء الحكومة وخصومه التقليديين في الساحة المسيحية اللوم لأنه عمل عكس ما ينص عليه الطائف بعد مشاورته الكتل النيابية.

ويرى المتابعون ان ذلك يشكل سجالا لا ينتهي ولا يفضي إلى خلاصة، تكون أقله مقنعة لأي لبناني يصيغ السمع إلى التصريحات عبر الراديو أو التلفزيون، إذ يصادف آراء متناقضة وقراءات قانونية لا يفهمها معظمنا. لكن المؤكد، أن الاتفاق التاريخي الذي تم برعاية ثلاثية أميركية – سعودية – سورية، لم يعمل به يوماً. وتضيف المصادر.

وما "المناشدات" بالعودة إلى الطائف سوى مادة دسمة تستخدم كل حين، في لعبة تبادل الإتهامات وتراشق المسؤوليات التي اعتاد عليها اللبنانيون.

وغالباً ما يتقاطع الحديث عن الطائف مع سرديات ما قبل "السلم الأهلي" المتأرجح أساساً. واليوم، ينقسم اللبنانيون إلى مجموعتين شديدتي الحساسية تجاه "حزب الله" وما يمثله في الإقليم، معطوف على صراعات كبيرة في المنطقة يتسم بعضها بصيغة طائفية ومذهبية. فهل ينفعنا "الطائف" للحفاظ على لبنان؟

تقول المصادر: ليس هناك من معطيات تقول إن الحلول تكون بالرضوخ لما نص عليه اتفاق الطائف. ففي مجتمع تتحول تعدديته دوماً إلى شرارة لاشتعال الحروب على أشكالها، ليس لديه من مقومات الخروج من "نَفَس" الحرب ومنطقها وعقليتها ودوافعها إلا الكلام. فاللبنانيون لا يتعلمون من التاريخ. التاريخ يقرأونه على ما تمليه عليهم اعتقاداتهم وهواجسهم المعمرة من عمر الكيان اللبناني. ذلك الذي تأسس قبل قرن من اليوم، ثم "استقل" في العام 1943 على "الصيغة" التي كانت أقوى من الميثاق، لكنها بقيت محكومة بمخاوف التغير الديمغرافي وتركز الثروة الذي كانت نهايته انفجار قضى على كل شيء في العام 1975.

ثم 15 عاماً سالت فيها "دماء الأخوة" ليأتي الخارج المتحكم بلعبة النار والدم في لبنان، ويقرر أن وقت القتال انتهى، وأن على الجميع أن يعودوا "أخوة" يقدسون لبنان الوطن النهائي. دبّج اتفاق الطائف ووقع عليه، لكن مرجعيته لم تكن يوماً بيد اللبنانيين. ظلّت المرجعية خارجية. أي بيد رعاة السلم اللبناني المتذبذب والخاضع لعلاقات القوة في الإقليم والمصالح وعلى راسها التدارة الامريكية التي لا تترك فرصة للاصطياد بالماء العكر ودائما لمصلحة الكيان الاسرائيلي الغاصب.
مراسل العالم.