واشنطن تسعى لتصفية صحافي اميركي يقبع في سجون هيئة "تحرير الشام"

واشنطن تسعى لتصفية صحافي اميركي يقبع في سجون هيئة
الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠ - ١٠:٢٧ بتوقيت غرينتش

تسعى محامية صحافي أمريكية للوصول إلى الحقيقة بشأن خطط واشنطن لتصفية موكلها (المواطن الأمريكي) الذي يقبع في سجون هيئة تحرير الشام الارهابية منذ أشهر، دون أن تتضح تهمته ولا متى سيفرج عنه، إن كان ذلك ممكنا.

العالم - سوريا

هذه باختصار قصة الصحافي الأمريكي "بلال عبد الكريم"، وهذا هو تناقضها الأكبر الذي لايزال بمثابة لغز بلا جواب، فالصحافي الذي يفترض أنه تعرض لمحاولات قتل من قبل الطيران الأمريكي نحو 5 مرات خلال عمله لتغطية الأحداث في شمال سوريا هو نفس الصحافي المحتجز في سجون "تحرير الشام" الارهابية، وهو أيضا نفس الصحافي الذي ترفض سلطات بلاده القضائية إعطاء حكم مبرم، يثبت أو ينفي وجود اسمه على قوائم التصفية والقتل الأمريكية، التي تخصص عادة لكبار أعداء الولايات المتحدة، ومن يشكلون خطرا على أمنها.

وبحسب تقرير لـ"ميدل إيست آي"، تولت "زمان الوصل" ترجمته، فإن محامية "عبدالكريم" بدأت يوم الاثنين الجولة الأخيرة من معركتها القضائية، لاكتشاف ما إذا كانت الحكومة الأمريكية قد وضعت اسم موكلها فعلا على لوائح القتل.

"عبد الكريم"، الذي قلما غاب عن تغطية معركة من معارك الشمال السوري منذ عام 2014، والذي عمل لصالح عدة وسائل إعلام وكان مصدرا لأخبارها، سبق أن قال إن واشنطن أدرجته على قوائم القتل بناء على عمله في سوريا، الذي جعله على احتكاك واسع ومتواصل مع الفصائل ذات الميول المتشددة وقاداتها.

وحسب أقوال سابقة له، فقد نجا "عبدالكريم" من 5 محاولات قتل نفذتها مسيرات أمريكية في عام 2016.

ومنذ هذه الادعاءات التي ساقها "عبدالكريم" بخصوص تورط حكومة بلاده في محاولات قتله، تحاول محامية أمريكية إثبات الأمر وإدانة السلطة التي أمرت بذلك، ولكن مساعي المحامية اصطدمت برفض القضية خلال العام الماضي، بحجة أن المحكمة لا تستطيع المضي بالنظر بها، لأن ذلك سيجر إلى كشف "أسرار الدولة".

وبناء عليه رفعت المحامية دعواها من جديد أمام محكمة الاستئناف في العاصمة واشنطن، علها تكسب حكما يسمح بقبول الدعوى ومواصلة النظر فيها.

وتأتي هذه الخطوة الأخيرة من المحامية، في حين لايزال "عبد الكريم" مسجونا في أحد معتقلات هيئة تحرير الشام الارهابية (منذ آب/أغسطس آب الماضي)، وفيما لا يزال مكان وسبب اعتقاله غير واضحين.

لكن مصادر متابعة لقضية "عبدالكريم"، قالت إن "تحرير الشام" الارهابية سمحت مؤخرا لأحدهم بالتحدث إلى الصحافي، وذلك للمرة الأولى منذ اعتقاله، معقبة: "هو بخير.. يفتقد عمله، ويشتاق لأسرته".

المصادر أوضحت أن "عبدالكريم" على اطلاع بالإجراءات القانونية الجارية في الولايات المتحدة، وهو حريص جدا على مواصلة السير بالقضية، رغم خضوعه للاعتقال.

ولا يزال "عبدالكريم" يشعر بوجود تهديد حقيقي من الولايات المتحدة، حسب المصادر، التي تضيف إن الرجل يرى أنه مهما كان الوضع الذي هو عليه الآن في ظلام السجن، فإنه لن يكون أسوأ من احتمال استهدافه بطائرة مسيرة عندما يخرج يوما ما.

بينما تقول محامية "عبدالكريم" إن قضية موكلها تثير تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان حكومة الولايات المتحدة إصدار أوامر إعدام سرية بحق مواطنيها، دون ضمان أي عملية مراجعة قضائية.

وتلفت المحامية إلى أن احتجاز عبد الكريم قد يعرضه لخطر إضافي، بسبب وجوده في مكان يجعل "من السهل استهدافه حتى الموت".

وتضيف: "الحكومة الأمريكية لديها خيار أن تقول: نحن لا ننوي قتل السيد عبدالكريم، وإذا فعلت ذلك ستختفي هذه القضية برمتها، ومقاومتها لفعل ذلك (نفي نيتها قتل عبدالكريم) هو ما يمنعنا من التخلي عن هذا الدعوى".

وفي عام 2017، أخبر "عبدالكريم" موقع "ميدل إيست آي" بحصوله على معلومات من مصادر جيدة الاطلاع تفيد أن الولايات المتحدة أدرجت اسمه كهدف من أهداف الطائرات المسيرة الأمريكية التي تقلع من قاعدة "إنجرليك" الجوية، جنوب تركيا.