المشهد في الجنوب اليمني

الجمعة ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

أكد احمد القنع القيادي الجنوبي ووزير الدولة لشؤون الحوار والمصالحة الوطنية في حكومة الانقاذ الوطني، ان ما يحصل في المحافظات اليمنية ليس هو مشهد تصاعدي، وانه منذ اليوم الاول من سيطرة المحتل على المحافظات الجنوبية والشرقية وبعض المحافظات اليمنية الاخرى، ظلت المأساة متواجدة، وظل الشعب اليمني في هذه المناطق، متخبطا، حتى لا يعرف ما هو المشهد السياسي، الذي يقودونه قادة من يدعون انهم قادته، وحتى القادة في تلك المناطق لا يعلمون ماذا يجري.

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج " ضيف وحوار"، وبسؤال احمد القنع حول ملامح المشهد في الجنوب اليمني بعد تصاعد الاحداث في الجنوب والصراع العسكري وتزايد الفوضى والخروقات الامنية اكد انه في عالم السياسة بشكل عام لا يوجد استعمار او احتلال في اي دولة الا وجدت الفوضى ووجدت الانفلاتات الامنية والمشهد المأساوي في الاماكن المحتلة.

وشدد احمد القنع ان ما يحصل في المحافظات اليمنية ليس هو مشهد تصاعدي، ومنذ اليوم الاول من سيطرة المحتل على المحافظات الجنوبية والشرقية وبعض المحافظات اليمنية الاخرى، ظلت المأساة متواجدة، وظل الشعب اليمني في هذه المناطق، متخبطا، حتى لا يعرف ما هو المشهد السياسي الذي يقودونه قادة من يدعون انهم قادته، وحتى القادة في تلك المناطق لا يعلمون ماذا يجري وان الاكبر فيهم والاعلى منصبا هو الذي يعلم فالادارة تتم للدول المحتلة والمشوع هو مشروع كبير لاحتلال المنطقة وليس اليمن بحسب .

وحذر احمد القنع من وجود مشروع تم طبخه منذ فترة لاحتلال البلدان واسكات صوت المقاومة، وهذا الصوت ليس في اليمن فحسب، حيث يوجد صوت للمقاومة في العراق، ويوجد صوت للمقاومة في لبنان، ويوجد صوت للمقاومة في دول كثيرة ولذلك كانت اليمن احدى هذه الدول التي يريدون اسكات صوت المقاومة فيها وبدأت أمريكا و"اسرائيل"، بوضع مخططها، وبحثت عن من ينفذ هذا المخطط بأدوات عربية، وهي السعودية والامارات وهذه الدول بحثت عن ايادي يمنية وكانت ممثلة في بعض الاخوان وبعض المجالس في المحافظات الجنوبية.

العالم: في اطار الحديث عن المحافظات الجنوبية، عن توتر الوضع حول هذا الصراع وهذه الاحداث المستمرة، برأيكم كقوى جنوبية، كيف تنظرون الى مسببات هذا الصراع ؟

احمد القنع : عندما نتحدث عن الجنوب يجب ان نتحدث عن الجنوب كيمن، فجزء من اليمن، من يريد ان يتحدث عن الجنوب، واخراجه من المعادلة اليمنية، فانه لن ينجح، وقلنا سابقا ان اي مشهد سياسي يقوم باي مكون سياسي او جهة او منطقة دون ان تكون في اطار الهوية اليمنية، فانه سيفشل.

واعتبر احمد القنع ان:" ما يحصل في المحافظات الجنوبية فاننا لا نزايد عليه، فان القضية اليمنية نحن نحملها، من عام 2007، ونحن رواد تلك القضية الجنوبية، ولم يكن الهدف الاساسي من القضية الجنوبية بان اقوم بادخال المحتل الى وطننا اليمن".

واشار احمد المقنع: "لدينا قضية سياسية عادلة وقضية حقوقية عادلة ونناضل فيها سواء في اطار حراك الجنوب السلمي، او في اطار مؤتمر الحوار الوطني لكن لم نكن يوما من الايام اداة لخلق وجلب المستعمر الجديد الى المحافظات اليمنية وهذا ما حصل.

العالم: ونحن نتحدث عن توتر الوضع واستمرار تصاعد الصراع في المحافظات الجنوبية قبل عام تقريبا يدخل اتفاق الرياض الذي وقعته الاطراف، والتي جمعت عبد ربه منصور هادي بالمجلس الانتقالي، لازال هذا الاتفاق متعثرا حتى هذه اللحظة، وهو يفشل اكثر مع مرور الوقت، فلماذا يفشل اتفاق الرياض الذي يعول عليه لانهاء الصراع في الجنوب اليمني، حيث زادت التوترات اكثر بعد التوقيع عليه؟

احمد القنع : كنا نتمنى ان يتم هذا الاتفاق وان يرى النور حقيقة، ونحن نتحدث من منطق سياسي ، لاننا كنا نريد ان ندخل في حوار ومفاوضات عامة مع ما يسمونه بالشرعية ومع اتباعهم من اجل ايجاد حل للقضية اليمنية، ولذلك عندما كنا ندعو للحوار مع من نتحاور، فساعة مع الانتقالي وساعة مع الاصلاح ومرة مع شرعية هادي، واستبشرنا خيرا ان المبعوث الدولي سيجمع هذه الاطراف ويجعلها طرفا واحدا امامنا .

واشار احمد القنع الى ان الاتفاق قد فشل، بسبب ارادة كل طرف ان يكون هو المسيطر، ويريد ان يكون هو الاول، وانتم تعلمون ان الصراع الدائر هو ما بين الاخوان المسلمين الاصلاح وبين الانتقاليين، وهنالك معادلات كثير فمنذ 6 سنوات ومنذ اشتداد الازمة وطولها اختلطت الامور، حتى ان البعض يرى انه قد حصل اصطفافا في الطرف الاخر، اصطفافا جنوبيا جنوبيا، واصطفافا شماليا شماليا، وليس من قبلنا بل من قبل الطرف الآخر.

العالم: في اطار الحديث عن الاتفاق ايهما اكثر تعقيدا برأيكم ، تطبيق الشق العسكري المتعلق بالترتيبات العسكرية ام تشكيل الحكومة والجانب السياسي؟

احمد القنع : بالنسبة لتطبيق الشق العسكري فهم لا يستطيعون، بل يستطيعون تحقيق المطالب السياسية بشكل اكبر، حيث لاحظنا انهم من ضمن الاتفاقات تم اصدر قرار بتعيين محافظا لمدينة عدن، كان بكل سهولة، كونه أحد رجال هادي انضم الى الانتقاليين، ففرح به الانتقالي واحمد بن املس فرح به، فعندما اتته الاسماء الخمسة اختار احمد بن املس محافظا جديدا لمدينة عدن المحسوب عليهم ، وبالتالي فان هذه الخوة لم تحقق اي نجاح.

واعتبر احمد القنع ان ما يحصل انهم يقومون باستنزاف محافظات الجنوب، ويقومون بقتل ابناء الجنوب اليمني، وبالتحديد يقتلون ويستنزفون ابناء محافظة ابين، والقتال يتم من الطرفين سواء اكان مدينة شبوه التي تتبع لقوات هادي والاخوان، ام في زنجبار التي تتبع للانتقالي فالجميع من ابناء محافظة ابين، القاتل والمقتول.

العالم: ما مسببات الخلاف بين تلك الاطراف، حول تقاسم السلطة وحول تشكيل الحكومة في تلك المناطق، رغم ان الامر لصالح الطرفين؟

احمد القنع : ان الخلاف الاساسي والاول الذي يحصل في هذا الاتفاق، انهم لم يضعوا امامهم هدفا، فكل طرف لديه اهداف ورؤية مستقبلية لليمن، فالانتقالي يسعى في اطار الجنوب العربي، وان بامكانه ان يدخل اتفاقا في اطار الضمان، بان يحصل على دولة مستقلة وجنوب عربي، واما الشرعية والاخوان، فهم يدخلون في الاتفاق شريطة ان تبقى الدولة اتحادية بحسب ما اتفقوا عليه هم وليس بحسب مؤتمر الحوار.

وفي جانب آخر اعتبر احمد القنع ان المشاريع التي تعددت لديهم لها الاولوية، ونحن في المجلس السياسي، نحدد ما هو هدفنا ما يحصل اليوم في المحافظات الجنوبية اليوم، هو شيء علني، وقد قمنا بالاعلان عنه في لقاءات ومقابلات عديدة، وهدفنا اخراج المحتل من المحافظات الجنوبية، ومن جهة اخرى، اننا لا يمكن ان نفاوض على الهوية اليمنية ، فلا نسمح ان يتجزأ الجنوب الى جنوب عربي، او جنوب اسرائيلي او غير ذلك، ومن جهة ثالثة ان نضع كافة المشاريع المذكورة او التي نتصارع عليها، سواء اكانت الوحدة او الانفصال، او الاقاليم، او الصلاحيات او الحكم المحلي، يجب ان نضع كامل الصلاحيات على طاولة الحوار ليتحاور بها ابناء اليمن بانفسهم دون وجود وصاية دولية.

ويتم مناقشة موضوع الحلقة من برنامج "ضيف وحوار" مع ضيوف الحلقة :

- احمد القنع القيادي الجنوبي ووزير الدولة لشؤون الحوار والمصالحة الوطنية في حكومة الانقاذ الوطني

للمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق..