مساعي تاليف الحكومة اللبنانية على خط بعبدا بكركي، هل تنجح؟

مساعي تاليف الحكومة اللبنانية على خط بعبدا بكركي، هل تنجح؟
السبت ١٩ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

لقاءات مكوكية بين بكركي وقصر بعبدا والبطريرك الماروني يقوم بدور الوكيل للمبادرة الفرنسية لضبط ما يمكن حول نشكيل حكومة لبنانية جديدة.

العالم - لبنان

دخل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الأزمة الحكومة اللبنانية من بابها العريض، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بكركي منذ يومين، ما استدعى تحركاً سريعاً نحو القصر الجمهوري، لحقه بعد ثلاث ساعات زيارة من رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب جبران باسيل الى بكركي. وبدا واضحا ان ثمة علاقة حيوية ومباشرة بين مجريات المكاشفة الطويلة والمسهبة والتفصيلية التي جرت بين الرئيس الحريري والبطريرك الراعي في بكركي واندفاع البطريرك البارحة للقاء الرئيس عون أولا، ومن ثم مبادرته الى دعوة النائب باسيل للقائه في بكركي، سعيا منه الى الدفع ما امكن لاستعجال اسقاط التعقيدات التي تحول دون ولادة سريعة للحكومة . والحال ان كلام الراعي في قصر بعبدا بعد لقاء الساعة ونصف الساعة بينه وبين الرئيس عون تضمن رسائل مهمة بدا واضحا ان الراعي تعمد من خلالها التحذير بان استمرار الوضع كما هو لم يعد ممكنا، ولن يستقيم كذلك من دون مزيد من التداعيات البالغة الخطورة وتقول المصادر ان وابرز هذه الرسائل تمثل في تكراره مرات عدة وجوب استعجال تشكيل الحكومة استنادا الى تمسكه بالأصول الدستورية في التاليف وليس أي قناة أخرى انسجاما مع المبادرة الفرنسية . كما ان الرسالة الأخرى البارزة جاءت في معرض موقفه الواضح من عدم دستورية موضوع الثلث المعطل ولو ان ذلك جاء في معرض نفيه تمسك رئيس الجمهورية بهذا الشرط الذي يدرك البطريرك كما الجميع انه كان ولا يزال احدى العقد الأساسية في طريق تأليف الحكومة. اما الرسالة الثالثة فاكتسبت دلالة خاصة لجهة ظهور اقتناع البطريرك ضمنا بان التركيبة الحكومية يجب ان تتطابق مع مواصفات حكومة الاختصاصيين غير السياسيين والحزبيين.وتكشف المعطيات المتوافرة في هذا السياق ان موقف الراعي الذي بدا هنا اقرب ما يكون الى موقف الحريري من التشكيلة الحكومية جاء وسط ما يحكى عن تسمية الحريري للوزراء المسيحيين وحده وان الحريري اطلع الراعي تفصيليا على دقائق الأمور والتركيبة الكاملة بالاسماء والحقائب،
الاّ ان معلومات جريدة الأخبار ذهبت أبعد من ذلك، لفتت المصادر الى أن الاجتماع الذي دام نحو ساعتين بين الراعي وباسيل شهد، "نقاشاً معمّقاً" في الملف الحكومي وفي "ضرورة الحفاظ على الشراكة الوطنية". أجاب خلاله باسيل، على استفسارات الراعي، وردّ "نقطة نقطة" على ما حمله الرئيس المكلف إلى بكركي قبل يومين.وفي ما يتعلق بعملية التأليف، أكّد رئيس التيار الوطني الحرّ "بالوقائع أن الحريري سمّى الوزراء المسيحيين في التشكيلة التي حملها إلى قصر بعبدا، بما يعاكس تأكيدات الأخير بأن الأسماء التي ضمّنها تشكيلته انتقاها من لائحة قدّمها إليه رئيس الجمهورية في وقت سابق". وشدّد على أن عون "لم يسلّم الحريري أيّ اسم. وهو أتى على ذكر أسماء مؤهّلة للتوزير في معرض اللقاءات مع الرئيس المكلّف، فما كان من الأخير إلا أن اختار بعضها، معتبراً أن الرئيس هو من طرحها". تتابع المصادر: باسيل أشار إلى أن الأمر "لا يتعلق بالأسماء المطروحة، وبعضها قد يكون جيداً، إنما بمرجعية الدستور الذي تنص المادة 53 منه على أن رئيس الحكومة يشكّل الحكومة مع رئيس الجمهورية، لا أن يسمّي رئيس الحكومة التشكيلة ويحملها إلى رئيس الجمهورية للبصم". ولفت أيضاً إلى أن "ما يجري حالياً هو محاولة إزالة صفة رئيس الدولة عن رئيس الجمهورية وتحويله إلى رئيس لجمهورية التيار فقط، عبر حصر الحديث معه بجزء من حصة المسيحيين بدل أن يكون له دوره المحوري، ورأيه في كل الأسماء من كل الطوائف، وفي التوزيع الوزاري، وشراكته الكاملة في التشكيل الحكومي التي لا تقتصر على حصة فحسب. وفي هذا ضرب لمنطق الشراكة ولموقع الرئاسة". كما أن "هناك محاولة لضرب ما ثبّتناه سابقاً حول عملية التاليف .وحسب المصادر المتابعة اوضحت انه كان هناك توافق بين عون والراعي على اهمية استئناف اللقاءات بين عون والحريري لمعالجة الاشكالات القائمة،خاصةان عون ابلغ الراعي ان لا مشكلة شخصية مع الحريري والاتصال واللقاء واردان في اي لحظة. واوضحت المصادر ان تشكيل الحكومة لا يجب ان يستغرق هذا الوقت، اذا اخذ الحريري بملاحظات رئيس الجمهورية الشريك الفعلي في تشكيلها، اوناقشه فيها، لذلك المطلوب مبادرة من الرئيس المكلف.تختم المصادر.
مراسل العالم.