التهديد الاسرائيلي والغواصة الامريكية .. رسالة قوة أم ضعف؟!

التهديد الاسرائيلي والغواصة الامريكية .. رسالة قوة أم ضعف؟!
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

تحاول الولايات المتحدة الامريكية الظهور وكأنها توجه "رسالة تحذيرية" الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بإرسالها غواصة نووية الى الخليج الفارسي، كذلك يفعل الكيان الاسرائيلي عندما يحذر ايران ومحور المقاومة من مهاجمته، لكن الحقيقة شيء آخر.

العالم - قضية اليوم

اعلان البحرية الاميركية التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم ان غواصة “يو اس اس جورجيا” دخلت الخليج الفارسي عبر مضيق هرمز، بل وارفاقها صورا للغواصة يثير السخرية أكثر من تمثيله استعراضا للقوة الامريكية، فأمريكا هنا تحاول جاهدة الحيلولة دون حصول انتقام ايراني تزامنا مع ذكرى اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني على ايدي جيشها الارهابي في العراق، واستعراضها هذا ليس نتيجة قوة بل ضعف ورعب من الانتقام الايراني.

من جهة أخرى تحاول امريكا تعميم هذا الرعب على المنطقة عبر نشرها الايرانفوبيا ونشر مزاعم بأن ايران تهديد للمنطقة وذلك للتغطية على الوجود الامريكي الهدام في المنطقة والذي أخذ سكان هذه المنطقة يضيقون ذرعا به، وهذا دليل ثانٍ على الخوف الامريكي من قوة ايران وتأثيرها الواسع في المنطقة، وما التناغم الاسرائيلي وتحذير رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي أمس الاثنين إيران ومعها محور المقاومة من مغبة مهاجمة الكيان الصهيوني إلا دليل آخر على الحالة الحرجة وكابوس "الانتقام الايراني" الذي يعيشه القتلة الامريكيون والاسرائيليون نتيجة أعمالهم الارهابية من قبيل اغتيال الشهيد سليماني والعالم النووي فخري زادة.

تحركات امريكا وتحذيرات الكيان الاسرائيلي والتصعيد غير المشهود من قبل امريكا عبر التحشيد في منطقة الخليج الفارسي وارسالها غواصة نووية سبقها ارسال قاذفة بي-52 الاستراتيجية ليس إلا محاولة من إدارة ترامب لحفظ ماء الوجه خلال الأسابيع القليلة المتبقية لها في الحكم، لأنها تخشى من رد ايراني موجع كما حدث في قاعدة عين الاسد الامريكية بالعراق التي انهالت عليها الصواريخ الايرانية ودمرتها بداية العام الحالي، وبقيت امريكا عاجزة عن القيام بأي رد عليها لانها تعلم ان اي رد ستكون له تكلفة باهظة وسيكون نهاية للوجود الامريكي في المنطقة.

الكيان الاسرائيلي بدوره يعلم تماما ان اي حرب قادمة ستكلفه نهايته، وهو ماتعترف به التقارير الاسرائيلية الرسمية علنا، عندما تقول بأن صواريخ حزب الله ستدمر الكيان الاسرائيلي تماما في أي حرب مقبلة، وبالتالي ما يخرج من قبل وسائل الاعلام عن رسائل التهديد الامريكية واستعراض القوة ليس إلا بروباغندا اعلامية تشبه افلام هوليود لحفظ ماء وجه ترامب والمطبعين الذين خانوا قضية المسلمين الاولى وباعوا المبادئ.

علاء الحلبي